رئيس التحرير
عصام كامل

د. أشرف نبهان: أطباء مصر الأمهر بالعالم.. ولكن يجب تقديرهم حتى لا يهربوا للخارج (حوار)

جانب من حوار الدكتور
جانب من حوار الدكتور أشرف نبهان مع صحفية "فيتو"

البحث العلمى فى مصر تغير كثيرًا خلال السنوات الماضية 

الجوائز الدولية لا تخضع للواسطة أو المحسوبية 
أعددت بحثا استطاع أن يُغير طريقة عمل أطباء النساء والتوليد فى العالم 
تم اختيارى ضمن أفضل علماء العالم بتصنيف ستانفورد الأمريكية 
لابد أن يكون هناك دعم مادى لمساعدة العلماء على تقديم أبحاث 
المستشفيات والجامعات الحكومية بها كم من الخبرات لا مثيل لها
 

كرمته واحدة من أعرق جامعات العالم وهى جامعة ستانفورد الأمريكية، واختارته  ضمن الـ2% من قائمة العلماء الأفضل فى العالم، ولم يكن ذلك لمرة واحدة فقط بل على مدار عامين متتالين؛ مرة عام 2020 والأخرى عام 2021.


هو الدكتور أشرف نبهان أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، والذى تم اختياره كأفضل علماء العالم ليؤكد أن مصر ولادة بالعلماء والعظماء، بما يعكس الريادة المصرية فى المجالات العلمية ليس بالقارة السمراء فقط بل بالعالم أجمع.  


"فيتو" حاورت الدكتور أشرف نبهان، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، والخبير فى برنامج (Horizon 2020) الخاص بالبحث والابتكار التابع لمفوضية الاتحاد الأوروبى منذ عام 2016، بمناسبة فوزه بالجائزة.


*بداية.. حدثنا عن شعورك لحظة الإعلان عن اختيارك ضمن قائمة أفضل علماء العالم من جامعة ستانفورد الأمريكية؟
- "مبتسمًا".. عندما تم اختيارى أول مرة لم أكن أعلم، وعندما عرفت حينها كنت فى حالة من الذهول وعدم التصديق بأنه تم اختيارى ضمن قائمة الـ2% لأفضل علماء العالم، ومَن أبلغنى بأنه تم اختيارى هو عميد الكلية، أما فى المرة الثانية فكنت فى حالة من الترقب والانتظار وكنت أفحص الموقع من حين إلى آخر لمعرفة النتيجة، وعندما تم إعلان القائمة كنت فى حالة فرحة وشعرت بأن مجهودى مقدر في الخارج.

*هل فكرت فى السفر للخارج لاستكمال دراستك والعمل؟
- إطلاقا؛ فأنا أعشق هذا البلد ولا يمكننى الخروج منه، لم أفكر فى السفر للخارج للحظة؛ لأنى أردت أن أكون متواجدًا هنا فى بلدى، وأقدم المساعدة لغيرى.. ولكن يجب أن يكون هناك تقدير حتى لا يهرب الأطباء للخارج.

 

*على أي أساس يتم تصنيف ستانفورد؟
- هذا التصنيف يُعتبر الأكثر شهرة فى جميع أنحاء العالم؛ فهو يعتمد على المعلومات الببليومترية التى تستخدم الطرق الإحصائية والأساليب الرياضية فى تحليل البيانات المتعلقة بالوثائق الواردة فى قاعدة بيانات  Scopus

ويضم تصنيف ستانفورد أكثر من 160 ألف باحث من بين أكثر من 8 ملايين عالِم يُعتبرون نشطين فى جميع أنحاء العالم، مع أخذ 22 مجالًا علميًّا و176 حقلًا فرعيًّا فى الاعتبار. ويستبعد التصنيف الاستشهادات الذاتية ويأخذ فى الاعتبار موقف الباحثين فى تأليف الأوراق.

*ما الذى يمثله التصنيف لك خاصة بعد حصولك عليه للعام الثانى على التوالى؟
بكل فخر تابع حديثه قائلًا: تصنيف ستانفورد هو من أعرق التصنيفات فى العالم التى تجعل مَن يتم اختياره به فى حالة تفاخر ويمثل لك الكثير والكثير فهو بمثابه حافز لى وأمل أن المجهود والعمل لن يضيع، بل ويحفزنى على بذل المزيد من الجهد والعمل والإثمار بشكل أكبر خلال السنوات القادمة.

*كيف تم ترشيحك للحصول على تلك الجائزة؟ وما سبب حصولك عليها؟
- لم أترشح لتلك الجائزة، وما يحدث هو عن طريق وجود قاعدة بيانات دقيقة تتم بواسطة الجامعة، وهى من تقوم بجمع بيانات لجميع الأطباء حول العالم، وهذه البيانات تكون دقيقة بشكل كبير جدا ولا تعتمد على الواسطة أو المحسوبية، ولا يوجد بها أي تدخل من أي جامعة أو كلية أو أي فرد بالعالم
 والطريقة التى يتم جمع البيانات بها هى طريقة شفافة جدا لا يمكن التشكيك بهذا التصنيف مطلقا، وتكون قاعدة البيانات تلك عالمية متاحة أمام كل العالم من خلال تطبيق معايير دقيقة جدا ليتم اختيار الـ2% فى العالم.

* هل كان هناك بحث محدد له الفضل فى حصولك على الجائزة، أم كان نتيجة حصيلتك البحثية بشكل عام؟
نتيجة الحصيلة البحثية بشكل عام وليس بحثا محددا له الفضل، فقد اشتركت مع مجموعة بحثية فى بحث يتحدث عن العبء العالمى للمرأة فى منطقة الشرق الأوسط والدول النامية فى مرحلة الإنجاب والخصوبة ووفيات الأمهات كانت أكثر سببا.

وأيضًا اشتراكى فى إحدى المنظمات غير الهادفة للربح، بجانب عملى على بحث علمى تم نشرة فى 2008 وهذا البحث استطاع أن يُغير طريقة عمل أطباء النساء والتوليد فى العالم، والانضمام إلى فريق منظمة الصحة العالمية من عام 2014 لإصدار التوصيات الطبية فيما يخص أمراض النساء.

*ما نوعية الأبحاث التى وضعتك على طريق قائمة أفضل علماء العالم؟
- جميعها يخص أمراض النساء والتوليد مثل: الولادة المبتسرة والتى تعتبر من المشكلات العالمية ومشكلات تأخر الإنجاب وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، بجانب مشاركتى البحثية فى العديد من الأبحاث.

* ما المعوقات التى واجهتك خلال مسيرتك؟
- فى الماضى كان هناك بعض الصعوبات فى إيجاد التمويل الكافى للأبحاث التى قد تكون مكلفة ونقص فى عدد المساعدين المدربين جيدا على أساسيات البحث العلمى وصعوبة توفر سجل طبى إلكترونى شامل بالإضافة إلى عبء العمل الإكلينيكي.

*حدثنا عن بعض أبحاثك التى قمت بنشرها أو التى تخطط لنشرها؟ وما آخر أبحاثك؟ وعدد الأبحاث التى قمت بنشرها حتى الآن؟
- ما يقرب من 100 بحث دولى قُمت بنشرها، وكان آخرها بحث قمت بنشره عن الفترة الخصبة عند المرأة أو الفترة التى يمكن خلال المرأة أن تنجب.

*هل تتذكر تفاصيل أول بحث علمى تقدمت به؟
- أول ورقة بحثية قمت بإرسالها لنشرها بإحدى المجالات العلمية تم رفضها بسبب الأخطاء وكتابتها بطريقة غير صحيحة، وذلك لاقتباسى من أحد الأبحاث، أما عن أول بحث قمت بتقديمه فى الكلية كان عام 1990 ويتحدث عن تشوهات الأجنة.

وفي2007-2008 حصلت على أول جائزة دولية لبحث عن بعض الأدوية التى يتناولها المريض لعلاج هشاشة العظام وفوجئت باتصال من رئيس تحرير تلك المجلة الدولية بعد عام ليبلغنى بأنى حصلت على أفضل بحث عن الدول النامية، وتلك المجلة أنا رئيس تحريرها الآن بعد مرور 10 سنوات من تقديم البحث.

*هل يمكن أن تعطينا لمحة مختصرة عن المحطات الرئيسية فى مسيرتك البحثية والعلمية؟
- تخرجت من جامعة عين شمس عام 1988 وحصلت على درجة الماجستير فى أمراض النساء والتوليد من الجامعة بتقدير ممتاز عام 1992، ثم نلت درجة الدكتوراه فى 1996، وحصلت على الأستاذية عام 2009، وأعمل مدير المركز المصرى للأدلة الطبية ECEBM منذ عام 2011، واستشاريًّا بمركز العقم وأمراض النساء والتوليد CIGO منذ عام 2001، وعضو بمجموعة وضع الدليل الإرشادى للصحة الإنجابية والبحوث بمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2014
كما شغلت منصب نائب رئيس تحالف HRP بالمنظمة ذاتها بين عامى 2016 و2018، وخبير فى برنامج Horizon 2020 الخاص بالبحث والابتكار التابع لمفوضية الاتحاد الأوروبى منذ عام 2016.


*ما الدعم الذى ينتظره الأطباء والعلماء المصريون فى مجال البحث العلمى فى رأيك؟
-هناك خطوات جادة وجيدة من قبل الدولة لمساعدة العلماء منها بنك المعرفة المصرى الذى يتيح ويوفر قدرًا من المعلومات الهائلة وأقوم باستخدامه بشكل يومى، ولكن لا بد أن يكون هناك دعم مادى أيضًا لمساعدة العلماء على تقديم أبحاث، فالمستفيات والجامعات الحكومية بها كم من المعلومات والخبرات لا مثيل لها.

 

*برأيك ما السر وراء تفوق الأساتذة والعلماء المصريين فى الخارج؟
الإمكانات بكل تأكيد، ولكنى أرى أن الأطباء المصريين هم من أمهر الأطباء بالعالم، ومقتنع أن المعدن والفكر والذكاء والعقلية للطبيب المصرى تجعله من أفضل أطباء العالم، فالطبيب المصرى يستطيع أن يعمل تحت ضغط ولديه قدرة على تحمل العمل الشاق، لذلك فإن تواجده مع إمكانات مادية وطبية تجعله متفوقا، والمصرى مخلص فى عمله.

 

*من واقع ظروف عملك.. كيف ترى البحث العلمى فى مصر؟
البحث العلمى فى مصر تغير كثيرًا خلال السنوات الماضية، وأصبحت هناك طفرة حدثت واهتمام كبير من الدولة به لتنشيط الحياة العلمية، ولكن يمكن تطويره من خلال عقد شراكات واتفاقيات مع جامعات عالمية.

*وهل ترى أن البحث العلمى فى مصر يعانى من مشكلات وصعوبات؟
فكر قليلا ثم قال: نحتاج إلى زيادة عمق المعرفة فى منهج البحث العلمى من خلال توعية وتدريب الباحثين، فنحن نحتاج لعمق البحث العلمى، ويمكن أن يسبب قصور بعض الإمكانات عائقا ومشكلة فى بعض الأحيان، ولكن ما نحتاجه تطوير وتحسين المعامل فى الجامعات المصرية لمساعدة العلماء والباحثين فى تقديم الأفضل وفى المساهمة للنهوض للبلد.


والبحث العلمى يساهم فى تطور الوطن ونمو قدرات أبناء الوطن العلمية والفكرية والسلوكية، بل ونمو المجتمع اقتصاديا ليحقق الرفاهية، وحل المشكلات وتعظيم الفائدة.

 

*هل تواصلت معك جامعة عين شمس لتكريمك بعد إدراجك ضمن قائمة أفضل علماء العالم؟
نعم فى المرتين تواصلت الجامعة معى ورئيس الجامعة، وتم تكريمى من قبل إدارة الجامعة، بل وهناك دعم أدبى ومادى وتم انضمامى إلى المجلس البحثى بالجامعة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…

الجريدة الرسمية