رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عايزين ننتشل هذا الجيل!

قال وزير التربية والتعليم أمام البرلمان أن التطوير الذي يتم في المنظومة التعليمية هدفه انتشال هذا الجيل، ونحن نحاول جاهدين أن نقدم له ما يتلقاه نظراؤه في العالم.. المهم أن يتعلم أبناؤنا.. وننسى كلمة امتحان.. ولا يكون شاغلكم مسألة "السقوط في الامتحان" ولو جبنا من أرشيفنا امتحانات الفيزياء والكيمياء في ثمانينيات القرن الماضي حيسقطوا كلهم.. عايزين ننتشل هذا الجيل.. 

 

ونسأل السؤال الحقيقي: إحنا عايزين نتقدم ولا لأ.. ولو عايزين يبقى حنتعب.. ما تخلوش المشكلة كلها علشان نعدى الامتحانات.. أضاف الوزير إن الوزارة قامت بإجراء إختبار لمنهج الصف الرابع الابتدائى، من خلال الدخول في مسابقة مع الجانب بالياباني وتم اختيار عينة من 3 آلاف طالب، للمشاركة في إمتحان تم إعداده وفقا للمعايير اليابانية في التعليم وكانت النتيجة أن الجانب الياباني كسبنا بنسبة كبيرة تصل إلى 6 - 0 فى مرحلة  تانية وتالتة إعدادى، ولكن فى مسابقة رابعة ابتدائى، تفوقنا عليهم وكسبناهم في رابعة ابتدائى.

 

تطوير التعليم

 

الوزير ذهب لأبعد من ذلك حين قال: "السنوات اللي فاتت عملنا جريمة في تجهيل أطفالنا بالمناهج القديمة".. كلام الوزير إنتهى لكن الجدل حول التعليم ومشكلاته لا يزال على أشده.. غير أن ما جرى في البرلمان هو في النهاية حوار صحي نرجو أن يتبعه واقع أفضل نراه على الأرض.. كما نرجو أن نرى تعليما فنيًا واعيًا بحركة الحياة والمجتمع، مستوفيًا لمتطلبات المنافسة العالمية في سوق العمل وعالم الصناعة والتكنولوجيا فائقة التطور، تعليما فنيًا يحترمه الجميع ويتسابق إليه طلابنا، تعليمًا يعبر عن رؤية نافذة للإصلاح واستيعاب روح العصر ومستجداته.. نريد تعليمًا جامعيًا لا يرتاده إلا ذوو الملكات وصفوة العقول الجديرة بقيادة المستقبل، القادرة على إحداث تغيير منشودة في جمهوريتنا الجديدة.

 

البشر هم حجر الزاوية في أي إصلاح ينطبق ذلك على التعليم تمامًا كما ينطبق على الصحة والاقتصاد والاجتماع والسياسة ؛ فعقول البشر هي من يضطلع بعملية الإصلاح من مبتداها لمنتهاها ولا مفر، والحال هكذا، من إصلاح حال المربي المعلم الذي يربي قبل أن يعلم لا المعلم التاجر الذي سحقته ظروف الحياة فلم يجد بدًا من إمتهان الدروس الخصوصية والتحول بمهنة سامية ينظر إليها بعين الإكبار والإجلال إلى تجارة وسبوبة لا هي أفادت التربية ولا هي أضافت للعلم شيئًا.

 

 

عقول البشر أولى بالإصلاح والرعاية في جمهوريتنا الجديدة؛ ولا سبيل إلى أي تقدم حقيقي إلا بإصلاح ثقافتنا ومفاهيمنا الحاكمة وطرائق تفكيرنا ونمط إنتاجنا واستهلاكنا وهو ما تسعى له الحكومة بتوجيه من الرئيس السيسي الذي يؤكد مرارًا وتكرارًا وفي كل مناسبة ومنتدى للشباب وملتقى أن التعليم والصحة هما جناحا أي تنمية منشودة.. ومن ثم فعلى الحكومة وكل قوى المجتمع أن تتحرك مسترشدة بالإرادة السياسية وإيمان القيادة بأن إصلاح التعليم بات فريضة لا يصح تأجيلها أو التفريط فيها.. فبالعلم تقوى الأمم وترقى الدول وتملك مصيرها وقوتها.. فلا مكان للضعفاء في عالم اليوم.   

Advertisements
الجريدة الرسمية