رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رهان أمريكى!

نهج التغيير السياسى من الخارج لم يتراجع. قناعة جهات أمريكية به حتى الآن، وإن كانت خطى تنفيذه أصابها البطء فقط.. فإن البديل الذى كانت تراهن عليه هذه الجهات الأمريكية لتولى السلطة في عدد من البلدان العربية، وهم الإخوان تعرضوا لانتكاسة ضخمة في مصر عام ٢٠١٣ كان لها تداعياتها السلبية في دول عربية أخرى مثل سوريا وليبيا وتونس والمغرب والأردن، فضلا عن أن المناخ الداخلي المواتى لإحداث التغيير السياسى المنشود من الخارج لم يعد متاحا أو متوفرا، خاصة بعد أن أفضى هذا النهج إلى اضطرابات في داخل بعض هذه الدول وصلت إلى حد تقويض بنية الدولة، وإرتفاع درجة خطر تقسيم بعض الدول كما هو الحال في ليبيا حاليا.  

 

وهكذا مازالت الرغبة موجودة لدى جهات أمريكية لإعادة هندسة منطقتنا سياسيا من خلال إعادة تشكيل الأنظمة السياسية فيها.. لكن إسلوب تحقيق تلك الرغبة طرأ عليه تعديلا، سواء فيما يتعلق بزمن تنفيذ ذلك أو بالتكتيك اللازم لتحقيقه.. فبعد أن كانت هذه الجهات الأمريكية تتعجل تنفيذ ذلك التغيير السياسى الذى تنشده في منطقتنا اضطرت أن تعمل على المدى البعيد لتحقيقه، نظرا لآن المناخ غير مناسب الآن والبديل غير جاهز أيضا، وهو ما جعلها تعيد النظر أيضا في تكتيك هذا التغيير السياسى بالرهان على عناصر وقوى مرتبطة بها وتستطيع توجيهها كما تشاء، خاصة وأنها إكتشفت أن الإخوان حينما أمسكوا بالسلطة فشلوا فشلا ذريعا واكتسبوا كراهية شعبية واسعة وليس من السهل أن يستعيدوا السلطة مجددا وعبر صناديق الانتخابات. 

 

 

إن أمريكا سواء تحت حكم الجمهوريين أو حكم الديمقراطيين ترى إنها مضطرة لخوض صراع عالمى مع الصين حتى تظل تحتل قمة الاقتصاد العالمى، ولذلك فهى تحتاج أن تقوى نفوذها في بعض مناطق العالم ومنها منطقتنا، وترى إن ذلك سوف يتحقق من خلال أنظمة سياسية طيعة ومطيعة لها.. ويراهن الأمريكان هنا على عناصر في بلادنا للأسف الشديد مازالت على قناعة بأنه لا سبيل لحدوث تغيير سياسى في منطقتنا إلا من الخارج!

Advertisements
الجريدة الرسمية