رئيس التحرير
عصام كامل

علاقة كورونا بالأغذية المعدلة وراثيا

منذ أكثر من عامين حتى الآن، كان وباء كورونا مستشريًا في العالم، ولا يزال الفيروس يحصد المزيد والمزيد من الأرواح حول العالم، حيث استطاعت بعض المناطق التعامل مع مشكلة انتشار الفيروس، وفي مناطق أخرى لم يتناقص معدل الإصابات والوفيات، هل تعتمد شدة المرض على ما نأكله؟
لسنوات عديدة، أثبت العلماء فوائد ومضار كل من الغذاء الطبيعي والأغذية المعدلة وراثيًا، وقدموا العديد من الأدلة ودافعوا عن وجهة نظر أو أخرى، فمنذ السبعينيات، كان العلماء يدرسون المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الأغذية المعدلة وراثيًا.
وحدد العلماء المخاطر الرئيسية التالية لتناول هذه الأطعمة وهي: ضعف المناعة، وإمكانية حدوث اضطرابات حادة في عمل أجهزة الجسم، مثل الحساسية والاضطرابات الأيضية. ومن بين الأخطار المحتملة، ذكر الباحثون أيضًا التسمم والسرطنة للأغذية المعدلة وراثيًا، أي أن هذا يساهم في تطور الأورام الخبيثة.
وتعتمد صحة الإنسان بشكل مباشر على الغذاء وبمعرفة هذه الحقيقة الثابتة، قرر باحثون مستقلون اكتشاف ما إذا كانت هناك علاقة بين الأطعمة المعدلة وراثيًا وانتشار فيروس كورونا، وبمقارنة إحصائيات الإصابة حسب البلد، قرر العلماء أن انتشار فيروس كورونا مرتبط بشكل مباشر باستهلاك الأغذية المعدلة وراثيًا.


اكتشف العلماء، بناءً على الإحصاءات التي تم جمعها، أن سكان الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وبيرو وتشيلي، وكذلك سكان بعض الدول الأوروبية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وفي الوقت نفسه، الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكندا فقط هي الرائدة في زراعة المحاصيل المعدلة وراثيًا، وإلى جانب الزراعة، فإن هذه البلدان هي أيضًا مستهلكة لهذا السوق.
وقد تبين أن ألمانيا على سبيل المثال كانت أحد الأدلة الواضحة، حيث كان معدل الوفيات من كورونا أعلى في المناطق التي تزرع فيها المحاصيل المعدلة وراثيًا مقارنة بالمناطق التي لا تزرع فيها محاصيل معدلة وراثيًا.

وفي المقابل، لا تزرع فرنسا وسويسرا محاصيل معدلة وراثيًا، لكنهما تعانيان من معدلات وفيات عالية لأنهما يستوردان الطعام بشكل أساسي من البلدان التي تستخدم فيها المحاصيل المعدلة وراثيًا.
يعمل هذا أيضًا -في الاتجاه المعاكس- في البلدان التي يُحظر فيها استخدام وإنتاج الأغذية المعدلة وراثيًا، يكون معدل الوفيات بسبب كورونا ضئيلًا، بولندا والنمسا مثالان رئيسيان في الدراسة، حيث ذكر المؤلفون بشكل منفصل التأثير السلبي للأغذية المعدلة وراثيًا على مناعة الإنسان، مستشهدين بروسيا كمثال.
وفي روسيا، فإن الزيادة في حالات الإصابة بين المواطنين في منتصف العمر ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأن مرحلة شبابهم كانت أثناء ظهور المنتجات المعدلة وراثيًا، بينما يحافظ الروس الأكبر سنًا على المناعة المكتسبة سابقًا والتي تساعدهم على النجاة من وباء كورونا لأنهم عاشوا معظم حياتهم في الاتحاد السوفيتي، عندما كانت صناعة الأغذية الخاصة بهم متطورة وطبيعية.


يحث الباحثون البلدان على القضاء على استخدام الأغذية المعدلة وراثيًا، حيث ستساعد هذه الخطوة في تحقيق النصر على جائحة كورونا.

الجريدة الرسمية