رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى بدأت محاكم تجريم المصريين على سلوكياتهم الخاصة؟

معلمة الدقهلية
معلمة الدقهلية

يعيش المجتمع حالة من العنف غير مسبوقة، محاكم تفتيش أخلاقية تعلن على الناس لأبسط شيء، الستر ليس لم يعد الأساس بل ‏الفضح والتجريم والهوس بقطع الرقاب دون شفقة أو رحمة، مما حذى بالبعض للعودة إلى منبت هذه ‏الأفكار، ومتى بدأ تجريم الناس على المعاصى في الدولة المصرية الحديثة.  

 

كانت معلمة المنصورة أكدت طلاقها من زوجها بعد أن سرب لها فيديو رقص على أحد المراكب السياحية في رحلة الى القاهرة من المنصورة، وأشارت إلى تدمير حياتها وأبنائها، وأثر ذلك في دراستهم وهم في موسم امتحانات.

 

كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديو لمدرسة بإحدى مدارس مدينة المنصورة على متن قارب سياحي في نزهة وأدى انتشار الفيديو إلى تدخل سريع من وزارة التربية والتعليم حيث تمت إحالة 5 معلمين بينهم المعلمة للنيابة الإدارية للتحقيق معهم.

 

جماعة التكفير والهجرة ‏

يقول مختار نوح، المفكر والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإرهابي شكري مصطفى، مؤسس جماعة التكفير ‏والهجرة، هو ‏أول مَن اخترع نظرية التكفير وتجريم الناس بالمعاصي خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ‏

 

وأشار "نوح" إلى أن إفراج الرئيس السادات عن شكري مصطفى والسماح له بأن يهاجر إلى الصحراء ويضع يده على ‏أرض واسعة ‏ويصنع فيها نظامًا يحكمه بنفسه ويصبح أميرًا على جماعة اسمها جماعة المسلمين، ساهم في شهرته ‏بمجتمع كان قد ‏أصبح متيمًا بالفكر الديني الزائف.‏

 

وأضاف: زاد صيت جماعته كلما ناقش العلماء خطأ فكر تجريم الناس بالمعصية، مؤكدًا أن شكري مصطفى كان مريضًا ‏نفسيًّا ‏وتطورت حالته مع تصاعد شهرته لدرجة أنه برر لنفسه الحصول على أموال حرام، كما أمر بخطف واغتيال وزير ‏الأوقاف ‏الأسبق الشيخ محمد حسين الذهبي.‏

 

واختتم: لم يكن صاحب فكر، وانتهت جماعة التكفير والهجرة بإعدامه، ولكن مرض أفكاره استمرت في ‏الانتشار. ‏

 

عن شكري مصطفى ‏

شكري مصطفى هو مؤسس جماعة التكفير والهجرة، تزوج شقيقة القيادي الإخواني محمد صبحي مصطفى، وبدأ مشروعه ‏في ‏ضوء أفكار الإخوان خلال ستينات القرن الماضي، وقبض عليه وشاركهم في السجون عام 1965 وخرج معهم ‏من ‏السجن بعد وفاة عبد الناصر.‏

 

‏ ‏أسس جماعة التكفير والهجرة، ونجح في خطف الشيخ محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف، ووضعت الجماعة شروطًا ‏لإعادة ‏الوزير على رأسها الإفراج عن معتقليها المحكوم عليهم في قضايا إرهاب، ودفع مائتي ألف جنيه فدية، ورفضت ‏الحكومة ‏المصرية كل الشروط فقتلوا الشيخ برصاصة في عينه اليسرى، لتصدر المحكمة العسكرية حكما بالإعدام شنقا ‏على شكري ‏مصطفى وأربعة آخرين في قضية مقتل الشيخ الذهبي.‏

 

نجحت أجهزة الأمن في القبض على مصطفى ورفاقه في يوليو عام 1977، واعترف شكري خلال جلسات محاكمته أنه ‏يكفر ‏الآخر بل وكل مَن هم في غير جماعته، وكل مَن دخلوها ثم خرجوا منها جعل قتالهم أولى الأولويات، ليتم تنفيذ حكم ‏الإعدام ‏فيه وخمسة من المتهمين بقتل الشيخ الذهبي، ومعاقبة 12 متهمًا بالأشغال الشاقة المؤبدة، و14 متهمًا بالأشغال ‏الشاقة ‏المؤقتة.‏

Advertisements
الجريدة الرسمية