رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور صموئيل عصام يكتب: تخطيط الموارد البشرية بين النقد والتحليل

د. صموئيل عصام
د. صموئيل عصام

د. صموئيل عصام أستاذ الإدارة والتخطيط للموارد البشرية.

كلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة

 إن تخطيط الموارد البشرية هو عملية تحدد احتياجات الموارد البشرية الحالية والمستقبلية للمنظمة "المؤسسة" لتحقيق أهدافها، وينبغي أن يكون تخطيط الموارد البشرية بمثابة صلة بين إدارة الموارد البشرية والخطة الاستراتيجية العامة للمنظمة.

وبما أن تخطيط الموارد البشرية هي عملية التفكير بما يجب عمله وكيف ومتى يتم هذا العمل لذا يتطلب منا اتخاذ سلسلة من القرارات تتضمن تحديد الأهداف والبدائل والاختيارات الممكنة لتحقيق الأهداف والمفاضلة لتحديد البديل الذي يحقق أفضل البدائل قياسًا بالأهداف.

ولا تقوم عمليات التخطيط لمعظم المنظمات بأفضل صورة ممكنة بتحديد ما سيتم إنجازه ضمن إطار زمني محدد، بل يجب دمج تخطيط الموارد البشرية مع تخطيط الأعمال من خلال السماح للمؤسسات بتقييم القدرة الحالية للموارد البشرية على أساس كفاءاتها مقابل القدرات اللازمة لتحقيق الرؤية والرسالة وأهداف العمل الخاصة بالمنظمة، ووضع استراتيجيات وخطط وبرامج مستهدفة للموارد البشرية لمعالجة الفجوات مثل طرق التوظيف والتدريب والتطوير ويتم مراقبة وتقييم هذه الاستراتيجيات والبرامج بانتظام لضمان نقلها للمنظمات في الاتجاه المطلوب، بما في ذلك سد الثغرات في كفاءات الموظفين، وإجراء التصحيحات حسب الحاجة.

 والهدف الأساسي لتخطيط الموارد البشرية هو ضمان أفضل توافق بين الموظفين والوظائف، مع تجنب النقص في القوى العاملة وتزداد الحاجة إلى الاهتمام بالتنمية الاستراتيجية للموارد البشرية في المؤسسات الاقتصادية فالمؤسسات بحاجة إلى ابتكارات وجودة شاملة توفر لها ميزة تنافسية، وهو ما تمتلكه وتصنعه الكفاءات البشرية بالإضافة إلى الحاجة إلى كفاءات تُحسن استخدام تكنولوجيا المعلومات لا تعانى من فقر في المعلومات والمحافظة على المرونة حتى تتمكن المنظمة من إدارة التغيير إذا كان المستقبل مختلفًا عما هو متوقع، ويقوم تخطيط الموارد البشرية على استراتيجيات كاستراتيجية التدريب، واستراتيجية التوظيف، واستراتيجية التعويض، واستراتيجية تقييم الأداء.

ومن أجل أن ينجح التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية فلابد من أن تكون الرؤية بعيدة المدى واضحة ومركزة، ولهذا يكمن التحدي الأساسي في حث الأشخاص على النظر إلى الصورة العريضة، واستبعاد الأحداث الماضية والآنية المؤثرة أثناء تطوير الخطة المستقبلية.

لذلك فإن الاهتمام بتطوير وتنمية الموارد البشرية يحدث لنا تميز وتطوير مؤسسي لكافة المجالات وبالتالي يحقق رؤية الدولة 2030 – 2050 التي تستهدف التنمية المستدامة واستشراف المستقبل لذلك نلاحظ أن إبعاد التميز في الإدارة الحديثة هي السعي إلى تحقيق التميز بمعنى إنجاز نتائج غير مسبوقة تتفوق بها على كل من ينافسها، بل وتتفوق بها على نفسها بمنطق التعلم، وإن كل ما يصدر عن الإدارة من أعمال وقرارات وما تعتمده من نظم وفاعليات يجب أن يتسم بالتميز أي الجودة الفائقة الكاملة التي لا تترك مجالًا للخطأ أو الانحراف ويهيئ الفرصة الحقيقية كي يتحقق تنفيذ الأعمال الصحيحة تنفيذًا صحيحًا وتامًا من أول مرة.

الجريدة الرسمية