يوسف وهبي ضايقها والملك طمع فيها.. نور الهدي الموهوبة التي تسبب جمالها في معاناتها
عشر سنوات فقط قضتها الكسندرا نقولا ـ أصبح اسمها نور الهدى ـ في هوليود الشرق كانت حصيلتها 25 فيلما سينمائيا وما يقرب من 150 أغنية مبعثرة لم تجمعها الفنانة نور الهدى في ألبومات غنائية كما هو معتاد، أعجب بصوتها عبد الوهاب واحتكرها يوسف وهبى ـ ولدت فى مثل هذا اليوم عام 1924.
تقول نور الهدى عن بدايتها فى مجلة الموعد مع بديع سربية عام 1987: ولدت عام 1924 وجدت نفسى في أسرة تتكون من أشقاء كثيرين أنا أكبرهم، والدى كان فنانا مسرحيا ولديه موهبة التأليف للأغانى والمواويل والموشحات، عشقت الفن من خلاله، وتعلمت الموسيقى والعزف على العود وحدى وكنت أعشق مطربة القطرين فتحية أحمد.
وأضافت:" أما الأستاذ عبد الوهاب فطالما حلمت بلقائه والوقوف أمامه وكنت أغنى أغانيه بصوتى، وعندما سمعنى أثناء زيارته لبيروت نصح والدى بالانتظار حتى أكبر، لأنى كنت مازلت صغيرة، وتنقلت على مسارح بيروت المختلفة أغنى".
وتابعت:" في عام 1942 وبينما كنت أغنى في حلب سمعنى يوسف وهبى وكان يبحث عن وجوه وأصوات جديدة وأعجب بشكلى وصوتى، وسألنى إن أعمل معه في السينما بالقاهرة، وحضرت إلى مصر بصحبة والدى الذى لم يتركنى لحظة واحدة، ودخلت هوليود الشرق بلد أم كلثوم وعبد الوهاب وقمت ببطولة فيلمى الأول " جوهرة " أمام يوسف وهبى، وكان من المفترض أن تقوم ليلى مراد ببطولة الفيلم لكنها انسحبت في آخر لحظة بمساعدة المنتج توجو مزراحى ولهذا السبب بحث يوسف وهبى عن وجه جديد وكنت أنا.
وأضافت نور الهدى: بعد إجراء اول بروفة في الفيلم جمع يوسف وهبى المخرجين محمد كريم وأحمد بدرخان وقال إن اسم الكسندرا غربى ويجب اختيار اسم قريب لقلوب المصريين، فكتب عدة أسماء في ورقات وطلبت منه يسحب احداها فطلع اسم نور الهدى، واثناء تصوير الفيلم وفى مشهد يوسف وهبى يقود السيارة وأنا جالسة أمامه على السيارة اغنى طير طير يا اتومبيل وفجأة عند ملف اختل توازنى ولم افق الا ويوسف يحملنى في القصر العينى في عربة الإسعاف، وأخذت 11 غرزة في عينى، وأجرى لى د. محمد صبحى عملية تجميل ".
توقف تصوير الفيلم شهرا ثم تم تصويره وعرض عام 1943 وحقق عائد 90 ألف جنيه لصالح شركة نحاس، بعد هذا الفيلم تعرضت لمضايقات كثيرة حتى من يوسف وهبى نفسه أثناء تصوير فيلم برلنتى اضطر والدي الى الاشتباك وضرب يوسف وهبى بكرسى خيرزان على رأسه ورفض والدى الاستمرار في عقد احتكار يوسف وهبى لى، وجاء يوسف بيه الى محل إقامتنا واعتذر لوالدي وبدأنا التصوير.
وبعد فيلم "برلنتى" في ١٩٤٤، انطلقت في مسيرتها وعملت مع عدد كبير من الفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزى، وتوالت أفلامها ومنها: مجد ودموع، لست ملاكا، غدر وعذاب، المنتقم، مودموازيل بوسة، أميرة الاحلام، مجد ودموع، حكم الزمان، حكم قراقوش، ماتقولش لحد، هدى، أفراح، غرام راقصة، الشرف غالى، شباك حبيبى،وغيرها، واختتمت مسيرتها بفيلم "حكم قراقوش" عام ١٩٥٣ لفطين عبدالوهاب وفى الخمسينيات اعتزلت الفن وعادت إلى بلادها، نتذكر أجمل أغانيها.
مقابلة الملك فاروق
ولتوقف نور الهدى عن الغناء أسباب منها كما قالت:" دعتنى السفارة المصرية ببيروت 1952 إلى حفل يحضره الملك فاروق، وكانت أول مرة أغنى فيها أمام الملك، وقيل لى اننى يجب أن انحنى للملك وأقبل يده، ولما ذهبت بالفعل انتظرت حتى ينتهى فريد الأطرش من وصلة عزفه على العود، وفاجأت الجميع بطلوعى مباشرة على المسرح دون أن أقبل يد الملك الجالس في الصف الأول، واكتفيت بانحناءة بسيطة ثم غنيت وكنت أصور وقتها فيلم اسمه "بوسة “بعد ذلك واجهتنى مصاعب كثيرة بدأت برغبة الملك سماعى وحضورى حفلين متتاليين أمامه في محل اقامته ”.
حوربت كثيرا وكانت نقطة ضعفى تجديد إقامتى بمصر، كانوا دائما في وزارة الشئون يرفضون، فاضطر إلى الاستعانة بفلان باشا أو علان باشا حتى يجدد لى الإقامة، وأتذكر مرة أنى ذهبت إلى مصطفى النحاس باشا الذي رفع سماعة التليفون وجدد لى الإقامة وأنا جالسة في مكتبه. بعد الثورة جاءنى عسكري من الشرطة وطلب منى الرحيل فورا، ولم يتبق من الإقامة إلا يومين وحضرت إلى مصر بعد ذلك لكنهم أعادونى إلى بيروت في نفس الطائرة التي جئت بها، ارسلت رسالة الى الرئيس جمال عبد الناصر عبر احدى المجلات وقلت له: ياقائد العرب أنا لست إسرائيلية حتى تعاملونى هذه المعاملة، ولم يحدث جديد ومنعت من دخول مصر نهائيا حتى رحلت عام 1998".
