رئيس التحرير
عصام كامل

هل يقبل الوزراء العلاج في التأمين الصحي؟

عزيزي المُدخن، أنصحك بالإقلاع عن التدخين فورًا، ليس حرصًا على أموالك، ولا حتى على صحتك وصحة أطفالك، وإنما لأن كل علبة سجائر تشتريها يخصص من قيمتها جنيهًا أو جنيهين لتعذيب المرضى الأبرياء في عيادات ومستشفيات التأمين الصحي، ويُصرف جزء منها مكافآت لمن لا يستحقون إلا المساءلة، كما أنك لو كنت من محدودي الدخل الذين ساقتهم الأقدار للخضوع لنظام التأمين الصحي الفاشل، فإن ما تم خصمه من أموالك سيرتد إليك في صورة إهمال طبي جسيم، قد يفعل بك ما لا يفعله التدخين.


والأسئلة التي تتردد بين المرضى الأبرياء هي:
1ـ هل يقبل أحد الوزراء أو كبار المسئولين أن يخضع للعلاج في منظومة التأمين الصحي؟

2ـ وهل سيأخذ جرعات الدواء المقررة له؟

3ـ وهل سيتقبل الإهانات؟

4ـ والانتظار في أماكن مزدحمة دون اتباع قواعد التباعد الاجتماعي؟

5ـ وهل سيذهب بعد صلاة الفجر ليتلقى الكشف الطبي في الحادية عشرة صباحًا؟

 

واليوم، نحن نتساءل عن دور الفن، سواء المسرح أو السينما والغناء في كشف جرائم "الهيئة الفاضلة" بدلا من مسرح "الألش" السخيف أو أفلام الفتى المعتوه الذي أوشك أن يدعي النبوة، أو الدراما المملة لمسلسلات تُصور في القصور، وبشكل يستفز البسطاء، فلماذا غاب دور الفن عن كشف هذه البؤر الخبيثة للتأمين الصحي، مع طرح الحلول. 

 

عيادة شبرد

 

وهل يجرؤ المسؤولون بهيئة التأمين الصحي على إعلان مستند رسمي يوضح عدد الحالات التى تمكنت من توقيع الكشف الطبي عليها بقسم الأسنان بعيادة شبرد؟، وهل يتناسب ذلك العدد مع عدد المنتفعين التابعين لتلك العيادة؟، وهل يتناسب ذلك العدد مع الأطباء المتعاقد معهم، والذين تقاضوا أجورًا دون عمل، وانحصرت مهمتهم في توبيخ المرضى وتهديدهم بالكورونا وفيروس سي، وغيرها من الأمراض.

 

وقد يظن من لا صلة له بالتأمين الصحي أن ما نسرده من حقائق لا يخلو من المغالاة، أو أنه من ذكريات ما قبل ١٩٨٠ مثلًا، ونحن بدورنا نُحيله لأي من الخاضعين لتلك العيادات ليؤكد له أن ما سطرناه هو العناوين، وسيقدم له تفاصيل الأخبار، ويكفي أن تحدثه سيدة فاضلة عن كيفية إصابتها بعجز نتيجة علاج خاطئ، أو شاب صغير كادت حياته أن تنتهي من تشخيص خاطئ، لأن الطبيب يريد أن ينصرف خلال ساعتين فقط، ولم تتعاقد "الهيئة الفاضلة" مع غيره لتوفير المبالغ وتحقيق الأرباح، وصرف المكافآت.

 

التحدي الحقيقي

 

إن التحدي الحقيقي هو استبيان على صفحة حكومية عن رأي المنتفعين بالتأمين الصحي تظهر نتائجه بشفافية ليظهر الوجه القبيح لتلك العيادات والمستشفيات بدءًا من غياب النظافة، مرورًا بالنداء على المرضى وكأنهم مسجونين، ويُفترض أن يقفوا انتباه فور النداء عليهم، ويتجهوا بالخطوة السريعة نحو الطبيب، بينما تعتصرهم الآلام والأسقام، ويعوقهم كبر السن.

 

وكما تساءلنا عن دور الفن، فإننا نتساءل عن دور البرلمان بغرفتيه، هل عجز الأعضاء عن تقديم طلبات الإحاطة؟، أم اكتفوا بصورهم المُعلقة خلف سيارات الأُجرة، والمُدون تحتها أن هذا الخط برعاية النائب.. أو النائبة..، ولا نسمع لهم بعد ذلك همسا؟، كما نتساءل أيضا:

 

 

متى يتحرك البرلمان لمساءلة جادة تؤكد أن هناك وعيا بدور هذه الهيئة التي خرجت عن السيطرة، وأن ما يجب أن تفخر به هو تقديم خدمات لائقة، وليس جني الأرباح التي تأتيها دون حِراك منها.

ونقول لهؤلاء الأعضاء، إن كانوا مهتمين بسماع آراء الناس، أن هذه "الهيئة الفاضلة" جديرة بالإلغاء وليس الإصلاح، وعلى الدولة إيجاد بديل لائق يحفظ كرامة من أقعده المرض أو الإصابة، فلا تجتمع عليه المصائب بعد أن اقتطعت الدولة من قوت أبنائه ثم يقع فريسة في يد الهيئة الفاضلة.. وللحديث بقية

الجريدة الرسمية