رئيس التحرير
عصام كامل

عروا الكورنيش.. أغرب سرقة من نوعها في لبنان | فيديو

أغرب سرقة في لبنان
أغرب سرقة في لبنان

أفاد موقع "لبنان 24" بأن مجهولا قام بسرقة الحاجز الحديدي (درابزين) الكورنيش البحري في مدينة الميناء بطرابلس وفر إلى جهة مجهولة.

ونشر "لبنان 24" مقطع فيديو يوثق الكورنيش البحري بدون الحاجز الحديدي، إذ إن السرقات وعمليات السطو ازدادت في لبنان خلال الفترة الأخيرة، وسط أكبر أزمة اقتصاديي تواجهها البلاد.

يشهد لبنان ارتفاعًا كبيرًا في حوادث السرقة المسجلة في مختلف مناطقه ومدنه، لتتحول إلى ظاهرة عامة بدأت تترك آثارها الواضحة على حياة اللبنانيين اليومية وأمنهم الاجتماعي، لاسيما في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد على وقع الأزمة الاقتصادية الأكبر في تاريخها.

تقرير الدولية للمعلومات

وبحسب ما أظهر تقرير صادر عن "الدولية للمعلومات" مبني على ما تقدمه قوى الأمن الداخلي يوميًا من نشرات أمنية وتسجله من أحداث على كامل الأراضي اللبناني. فقد شهد لبنان ارتفاعًا كبيرًا، في جرائم القتل والسرقة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020، بلغت نسبتها 144٪.

جرائم القتل ارتفعت بنسبة 45.5%، إذ "وصل عدد القتلى خلال شهري كانون الثاني وشباط 2021 إلى 32 قتيلا مقارنة بـ 22 قتيلا في الفترة ذاتها من العام 2020. فيما ارتفعت جرائم السرقة 144% في خلال شهري كانون الثاني وشباط 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي".

شبكات سرقة منظمة

ولا يزال الحجم الأكبر من السرقات يدور في الأطر الكلاسيكية للسرقة، كالكسر والخلع والسلب بالقوة والنشل وسرقة السيارات والسطو المسلح.

والنسبة الأعلى من السرقات التي تحصل على الأراضي اللبنانية ليست فردية وانما تديرها شبكات منظمة توسعت وزادت عدد عناصرها بسبب انتشار الفقر والحاجة، حيث بات تجنيد العناصر لتنفيذ السرقات في هذه الظروف أسهل بكثير مما مضى".

ويجد السارقون دائما أساليب جديدة ومبتكرة يفاجئون فيها ضحاياهم والأجهزة الأمنية، وأنماط محددة من السرقات التي تتكيف مع المرحلة وظروفها الأمنية والاجتماعية، واحدة من الأساليب المبتكرة للسرقة، بحسب شمس الدين "باتت تتم عبر افتعال حوادث اصطدام من ثم النزول مع عدد من الشبان والاعتداء على الضحية وسرقة سيارته أو دراجته النارية وكل ما يحمله، وهذا الأسلوب بات متكررًا. كذلك ارتفعت حالات السرقة عبر عمليات التصريف حيث يوهم السارق ضحاياه بأنه صراف في السوق السوداء فيستدرج ضحيته إلى مكان يناسبه ليقوم بسلبهم أموالهم بالدولار أو الليرة".

تتكرر أيضا حالات سرقة المنازل النائية في القرى البعيدة التي يقصدها أصحابها في العطلات، وفق شمس الدين، "خاصة خلال الإغلاق العام وحظر التجول الذي فرض في البلاد بسبب جائحة كورونا، حيث قامت عصابات بمراقبة تلك المنازل واستغلال غياب أصحابها والإقدام على سرقة محتوياتها".

أغرب السرقات.. حليب وحفاضات

أكثر الظواهر نفورا وتعبيرا عن الواقع المزري للشعب اللبناني كان سرقة الأطعمة والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، إذ شهدت محال عدة في مناطق لبنانية مختلفة عمليات سرقة لمواد غذائية ودخان ومعسل نرجيلة كما حصل مع المواطن "خ.أ" في منطقة البرج في عكّار.

ومن الشمال إلى أقصى الجنوب اللبناني حيث وصل إلى السلطات القضائية في مدينة صور قضية سرقة صحارتي حامض، تم الإفراج فيها عن الموقوف بشكل فوري. كيس صنوبر مسروق في إحدى قرى جزين، وكيس بصل تسرقه سيدة في بلدة طورا الجنوبية، فيما تسجل السوبرماركات والدكاكين حالات سرقة يومية للسلع.​​​​​​

أما أشهر الحوادث التي ضجت في لبنان فكانت عملية سطو مسلح على صيدلية قام بها أحد المواطنين اللبنانيين حيث دخل إلى الصيدلية شاهرًا سلاحه ليحصل على علبة حليب وحفاضات أطفال، في حين سجل في بيروت أيضًا حالات مشابهة دخل فيها زبائن للحصول على حليب وحفاضات ثم فرو من الصيدلية بعد حصولهم عليها دون دفع الحساب.

سرقة السيارات مستمرة

وبحسب الأرقام، أن سرقات السيارات في لبنان مستقرة ومستمرة، فبينما ارتفعت بين العام 2019 و2020 122%، لم تسجل الأرقام ارتفاعًا في الأشهر الأولى من العام 2021 مقارنة بالأشهر ذاتها من العام الماضي حيث بقي عدد السيارات المسروقة 115 سيارة.

لكن ظاهرة أخرى باتت أنشط في ما يخص السيارات، وهي سرقة القطع الغالية منها، لاسيما البطاريات والمسجلات الصوتية. وتجتاح هذه الظاهرة أحياء بكاملها متنقلة بين المناطق اللبنانية، كما حصل في سوق السمك وحي الكنان في صيدا مؤخرا.

واشتكى عديد من المواطنين، أيضا، من ظاهرة سرقة إطارات سياراتهم أثناء ركنها ليلًا. وتفاجأ أحد المواطنين القابعين في شرق مدينة بيروت بعدما وجد سيارته صباحًا مرفوعة على أحجار وقد تمت سرقة إطاراتها الأربعة. الحالة نفسها تكررت مع المواطنة ك.د. من بلدة جرجوع (إقليم التفاح)، التي ادعت لدى مخفر درك جباع، أن مجهولين أقدموا ليلا على سرقة دواليب سيارتها الأربعة المركونة أمام منزلها.

وانتشرت ظاهرة سرقة مادة البنزين من السيارات في مناطق عدة آخرها كان في بلدة حرار في عكار، حيث صدر عن المختار بيان أكد فيه أن "عمال جمع النفايات، يقومون بسحب البنزين من السيارات، وخصوصًا في أوقات منتصف الليل، إضافة الى سرقات مختلفة، وقد تم كشفهم. لذا نطلب من صاحب كل منزل أن يكون هو الحارس لبيته".

أما أشهر السرقات المرتبطة بالسيارات وأغربها، كان ظاهرة سرقة "ديبو البيئة" الذي يقع بين المحرك والعادم ومهمته حماية البيئة من انبعاثات أول أكسيد الكربون. يحتوي "الديبو" على معادن ثمينة هي السبب الأبرز خلف الطلب عليها، إذ بات عديد من التجار يعملون على إعادة تصدير هذه القطع إلى شركات في الخارج تدفع ثمنها مضاعفا وبالدولار. ويتراوح سعر بيع الديبو بين 200 و700 دولار أميركي حسب نوع السيارة وكمية المعادن داخله.

مساجد ومقابر وجمعيات خيرية

وشهدت كنيسة مار تقلا في عابا (الكورة - شمالي لبنان) سرقة الأبواب الحديد الخاصة بأسوار بعض مدافنها. الأمر نفسه تكرر في منطقة التبانة في طرابلس، فقد أقدم مجهولون على سرقة إحدى البوابات الحديد من مقبرة. وتكررت حوادث سرقات البوابات الحديدية في طرابلس ومعظم المناطق اللبنانية بهدف بيعها لتجار الحديد والخردة.

لم تشفع السرقات لا لمدرسة ولا لجمعية خيرية، حيث دخل مجهولون بالخلع حرم مدرسة نبحا الرسمية وأقدموا على سرقة أدوات كهربائية وكاميرات مراقبة، فيما سُرق عن طريق الكسر والخلع، مركز "جمعية حرمون الخيرية" في زحلة (البقاع، شرق) التي تعنى بالأشخاص المكفوفين، وقدرت قيمة المسروقات بعشرة آلاف دولار أميركي.

حتى المساجد ودور العبادة لم تسلم من حوادث السرقة، فقد أقدم مجهولون على الدخول إلى مسجد البياض في الضنية بهدف السرقة، وتمكنوا من فك وسرقة معدات الصوت الموجودة داخل المسجد التي يستعملها أثناء إقامة الصلاة وقراءة القرآن وخطبة الجمعة.

الأملاك العامة.. أبرز الأهداف

وشاع مؤخرًا استباحة كل ما يقع في خانة الأملاك العامة من مؤسسات ومصالح ولوجستيات. وسجل أواخر شهر مارس سرقة استهدفت مستودعات "مؤسسة مياه لبنان الشمالي" في البحصاص طرابلس. وسبق أن أعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أن منشآت سد القيسماني التابع للمؤسسة تعرّضت لعملية سطو على مرحلتين في يومين متلاحقين.

السرقات في بعلبك طالت أيضا مشاريع محطات الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء لآبار المياه، فيما شهدت شبكات المياه في لبنان حوادث سرقة متعددة طالت أنابيب وتمديدات المصلحة ومضخاتها في أكثر من منطقة، فيما سجلت بلديات عدة من بينها بلدية بيروت عمليات سرقة طالت إشارات المرور ولمبات الإنارة ومكبرات إضاءة وتمديدات كهربائية وأنظمة إنارة أرضية من مواقع عدة في العاصمة.

وطالت عمليات السرقة قص أجزاء من السور الحديدي للكورنيش البحري في الميناء شمال لبنان وكذلك في بيروت، فيما أعلن فوج حرس بيروت في 30 مارس، في منطقة المصيطبة سليم سلام عن توقيف دراجة ( توك توك) حمراء اللون على متنها ثلاثة أشخاص، كانت محملة بكمية من الحديد والألمنيوم والأسلاك الكهربائية وغيرها من المواد بالإضافة الى غطاء ريغار عائد للملك العام (الهاتف) وكان ينوي السارقون التوجه بها إلى بورة حديد في منطقة بئر حسن.

الجريدة الرسمية