رئيس التحرير
عصام كامل

عارية البلكونة قضية قومية!

لأن الأهم إعلاميا الرجل الذى عض الكلب فقد نالت اهتماما كبيرا وواسعا إعلاميا المرأة الأوكرانية التى أطلت في البلكونة عارية أو بالملابس الداخلية، مثلما نالت المطربة شيرين ذات الاهتمام الإعلامى أيضا بعد أن ظهرت في حفلة غنائية حليقة الرأس.. هكذا أضحت هى الأمور التى تجتذب الإعلام الآن ، ويمنح لها الكثير من اهتمامه، وكأنها قضايا قومية تستحق أن تستأثر بالاهتمام منه، رغم أن لدينا الكثير والكثير من الهموم والقضايا التى تستأهل اهتمام إعلامنا وصحافتنا، بل تستحق أن تكون في مقدمة اهتمامه. 

 

مفهوم بالطبع أن تنال مثل هذه الأمور والحوادث اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي في مجتمع اعتاد الخوض بجرأة في مثل الأمور الشخصية للناس وتتبعها تفصيلا.. لكن ليس من المقبول أن يحاكى الإعلام مواقع التواصل الاجتماعي.. فهو وإن كانت مهمته تقديم الأخبار للناس ومتابعة ما يحدث بينهم، فإنه مطالب بأن تكون لديه أولويات يمنح على أساسها اهتمامه، لأنه بما يفعله ويمارسه أثناء القيام بمهامه إنما يقوم أيضا بتوجيه الرأى العام وصياغة تفكيره وتشكيل وجدانه وترتيب اهتماماته أيضا.. أى عليه مسئولية كبيرة فيما يقدمه للناس من مواد على منابره المختلفة من صحف وإذاعات ومحطات تليفزيونية ومواقع إلكترونية .

 

 

إن لدى مجتمعنا الكثير من الهموم والشواغل العديدة والكثيرة التى تهم الناس أكثر مما يهمهم حادثة سيدة أوكرانية ظهرت عارية فى بلكونة قام أحد بتصويرها لإبلاغ الشرطة عنها، أو فى واقعة تخلص المطربة شيرين من شعرها في أعقاب إعلان طلاقها وعودتها للحفلات الغنائية مجددا.. كان يكفى تناول مثل هذه الأمور خبريا فقط وكفى، لكن ما يحدث إعلاميا هو تسطيح للرأى العام وشغله عن قضاياه المهمة والتحديات التى تواجهنا.   

الجريدة الرسمية