رئيس التحرير
عصام كامل

وزير قطاع الأعمال يبيع أرض الحديد والصلب بالمتر!

لابد أن أعترف أن هناك بعض الصور في مصر تدعو للتعجب والحيرة، في تصريح واضح للرئيس عبد الفتاح السيسى قال فيه إن كوريا الجنوبية واليابان كانا يتعلمان من تجربة مصر في الستينات، وهناك تقارير دولية تؤكد أن الاقتصاد المصرى كان يوازى ثلاثة أضعاف الاقتصاد الكورى في الستينات، هذا يعنى أن الاقتصاد المصرى قدم للعالم تجربة تعلم منها، وبعيدا عن أحاديث الإفك عن شيوعية عبدالناصر أو اشتراكية الاتحاد السوفييتى، لان ما قدمته مصر كانت تجربة مصرية خالصة.

 

من هنا يكون العجب والحيرة عندما نجد هناك وزيرا فى الحكومة يرى في ثورة 23 من يوليو 1952 انقلابا دمر البلاد، ويرى في أبناء محمد على وخاصة الخديوى اسماعيل هو النموذج للحاكم العبقرى، ويتجاهل أن الخديوي إسماعيل هو من ورط مصر في الديون وباع نصيب مصر في قناة السويس، والديون كانت الخطوة الأولى لإحتلال مصر في عهد إبنه الخديوى توفيق..

 

بيع الحديد والصلب

 

كتب وزير قطاع الأعمال في 14 من فبراير 2012: اسماعيل 10 – العسكر صفر! بعيدا عن الصراع بين مختلف القوى السياسية من عسكر وإخوان وثورجية، أعتقد أن تجربة الشهور الماضية قد كشفت بوضوح كم الأكاذيب الهائلة التى عشناها مع مختلف العسكر منذ ثورة يوليو 1952 وكم كنت مغفلا يا عم  صلاح جاهين وياعندليب..! ألخ يقصد بإسماعيل الخديوى إسماعيل وطبيعى العسكر هم ثوار يوليه منهم.

 

 وسبق أن كتب في 9 من مايو 2011 أن هناك تقصير شديد جدا في الترويج للبرادعى، يجب أن يتواصل مع الشعب في كل كفور مصر. أين فريق العمل الخاص به؟ أريد المشاركة.

بالأضافة إلى العديد من التغريدات التى تعكس إنتماءاته السياسية وقناعاته العدائية عن القطاع العام وكل ما يتعلق بمصر الناهضة في الستينات، وبعد تفريغ وبيع رصيد مصر الاستراتيجى إستطاع بكل جسارة بيع شركة الحديد والصلب، الذى أعلن في أحد لقاءاته الإعلامية أن الحديد والصلب لا تساوى "شلن" ولا أدرى كيف تذكر الشلن الذى كان له قيمة في عصر الستينات؟

 

أما آخر إبداعات وزير قطاع الأعمال فإنه أعلن أنه سيتم تغيير إستخدام أراضى شركة الحديد والصلب التى تم تصفيتها من الإستخدام الصناعى إلى العقارى لرفع ثمنها وقيمتها بشكل كبير جدا. وحاليا نقيم الأرض التى تعادل مساحتها مدينة الشيخ زايد، وكل جزء سيتم تقييمه بالسعر المناسب له، ثم يتم طرحها في مزادات عامة.

 

قطار الخصخصة

 

بلا خجل الوزير بعد أن أطاح بأحد أكبر قلاع الصناعة في الشرق الأوسط وأفريقيا، يخرج علينا وكأنه يزف بشرى بيع أرض الحديد والصلب وتحويلها إلى أراض عقارية! متناسيا أن المنطقة صناعية والمفروض إنه لن يتم إقامة منازل للمواطنين حرصا على صحتهم خاصة مع وجود مصنع أسمنت حلوان بالجوار، لا أستطيع أن أصدق أن وزير يصرح وهو سعيد بأنه بعد تصفية مصنع فإنه سيبيع الأرض بالمتر! الوزير الذى يجب أن يبنى مصانع بحكم وظيفته كوزير لقطاع الأعمال، يغلق المصانع ويغلق أبواب الأمل للشباب، ثم يبيع أراضى المصانع لأصحاب المليارات، ثم يبنى عليها مساكن للأغنياء، ولا يهم الفقراء أو الشباب أو حتى مستقبل أبناء هذا البلد سواء كانوا أغنياء أو فقراء. السؤال: كيف تم إختيار هذا الوزير فى حكومة تعمل من إجل بناء مصر الحديثة؟!

 

مئات الشركات والمصانع الكبرى تم التخلص منها منذ تسعينات القرن السابق بنفس الطريقة بدعوى الخصخصة لتنفيذ مقترحات صندوق النقد الدولى وللأسف تم بيعها بأقل من قيمتها الحقيقية فى أكبر عملية سرقة للوطن، ولابد من محاسبة من سرقها، شركة مصر للألبان، الشركة الأهلية للبلاستيك، شركة قها، شركة أدفينا، بسكو مصر، شركة النصر لصناعة السيارات، شركة تليمصر، شركات صناعات معدنية متنوعة، القومية للأسمنت، حلوان للأسمنت، الأهرام للملابس، عمر افندي، بيع المصنوعات، الحديد والصلب، إيديال وغيرها من القلاع العملاقة التى كانت تسد إحتياجات الشعب المصري وتغنينا عن الإستيراد، والأهم إنها كانت تفتح الأبواب لتشغيل الشباب.

 

 

يجب محاسبة كل من اشترك في إهدار المال العام، يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى، لأنه لا فرق بينه وبين الجاسوس، فكلاهما يعرض الأمن القومي للخطر. 

إن قلوب فقراء الوطن تحترق حزنا على تلك القلاع الاقتصادية التي تم إهدارها لمصالح فئة محددة بينما كانت هناك ملايين العائلات تعيش على دخل أبنائها العاملين والعاملات في تلك الشركات.

وتحيا مصر بعرق أبنائها المخلصين فى كل المجالات.

الجريدة الرسمية