رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجيل الجديد من المغتربين ضحية الصهيونية العالمية!

كانت صدمة عندما التقيت بشباب من المصريين ممن يطلق عليهم الجيل الثالث الذين يعيشون في أوروبا، صدمتى أنهم يدرسون في كتب التاريخ في المدارس أن المنتصر فى حرب أكتوبر 1973 هو الكيان الصهيوني وليس المصريين، هذا الأمر هو ناقوس خطر، لأنه سيكون لدينا جيل جديد من المصريين الذين يجهلون تاريخ بلادهم، ويعرفون حجم التضحيات التى قدمها الشعب المصرى سواء من خلال أبنائه في القوات المسلحة أو حالة التقشف التى التزم بها الشعب من أجل تسليح الجيش حتى نحقق النصر الكبير.

 

شعرت بمرارة شديدة وخوف وهلع على أبنائنا الذين قد يعودون إلى أرض الوطن في يوم من الأيام وهم جاهلين بتاريخهم المجيد، لهذا استطعت توفير أساتذة تاريخ وأبطال من القوات المسلحة في حوار معهم لتغيير هذه الصورة وذلك من خلال عضويتى فى ذلك الوقت بالمجلس القومى للشباب.

 

من هنا اتجهت للبحث في أوراق الصهاينة على إثبات الانتصار عليهم وتكون شهادة منهم بانتصارنا عليهم، وبالفعل توصلت إلى اعترافات الصهاينة على أنفسهم، وهنا لابد أن أحيى جريدة الأهرام على جهدها في ترجمة الكثير مما نشر في الكيان الصهيونى ويتجاهله الغرب وتتجاهله الصحافة العربية أيضا، وهنا أشير أن العقيدة الصهيونية تعطى الحق للصهاينة الإعتراف بعد 30 سنة من الحدث بأى جرائم ولا يحاسب عليها.

اعترافات الصهاينة

 

بعد مرور ثلاثين عاما على حرب 6 أكتوبر 1973، حين نشرت الصحف العبرية وثائق جديدة عن حرب أكتوبر، وبادر بنشرها «عمير بورات» أحد ضباط الاتصال الذي عمل إلى جانب الجنرال شموئيل جونين قائد اللواء الجنوبي في سيناء.. هذه الوثائق تتضمن تسجيلات صوتية للمحادثات التي جرت بين القادة بدء من وزير الدفاع موشى ديان إلى رئيس الأركان اليعازر وحتى الضباط الميدانيين، وكان الهدف من النشر تبرئة قائده جونين الذي أقيل من منصبه وحُمل مسئولية ملف الهزيمة، ولكنها كشفت أيضا حالة الرعب والهلع التي عاشوها بعد هجوم القوات المصرية لتحرير أرض سيناء. 

 

على سبيل المثال فإن تسجيلات موشى ديان وجونين تقول: في السادس من أكتوبر الساعة 14.05: المصريون بدأوا عملية قصف واسعة، دبابات مصرية تتقدم من الطرف الغربي للقناة والطائرات المصرية تقصف في شرم الشيخ، غارات تضرب على مقربة من غرفة قيادة العمليات للواء الجنوبي، القوات المصرية بدأت تجتاز القناة في المنطقة الجنوبية، معارك طاحنة تدور في جميع المواقع، في الشمال.. أعطبوا لنا 8 دبابات، الكثير من القتلى والجرحى.. نطلب دعما جويا.

 

وفي 7 أكتوبر الساعة السابعة و11 دقيقة صباحا تقول المذكرات: الوضع ليس جيدا نحتاج مساعدة جوية كبيرة جدا، المصريون أشعلوا النار في مخازن الوقود.. ليس لدينا وقود، المصريون يواصلون الهجوم الكاسح على جميع الجبهات، الجنود يخافون، لا يريدون الصعود إلى الدبابات.

 

الساعة 11.40: وزيرالدفاع موشى ديان يترك الجبهة الشمالية وينزل إلى الجنوب ويقول: لدينا مشكلتان كيف نوقف الهجوم المصري؟ وكيف نوزع القوات على المواقع؟ ويرد جونين: عدد الجنود المصريين يدل على أن هذا هجوم ضخم. ديان: ما أفهمه أن سلاح الجو قادر على صدهم ولكن يجب ألا نبنى على ذلك، المواقع التي يمكن المقاومة فيها عليها أن تقاوم، ولكن لا نبادر بالهجوم، يمكن التسلل نحوهم في الليل، أما بالنسبة للجرحى فاتركوهم يقعوا في الأسر، والجنود ينسحبون بالتدريج وبشكل فردي ليلا، من الواضح أننا سنعطى الأفضلية لبلدات الشمال، فالسوريون قادرون على الوصول إلى طبرية، بينما سيناء ليست بذات الأهمية، 20 كيلومترا أقل أو أكثر تظل أهون من الشمال. 

وثائق سرية

 

يوم 8  أكتوبر بعد الظهر جاء فى المذكرات: وحتى ظهر اليوم التالي يفشل صد الهجوم المصري، إذ دارت معارك شديدة وقاسية انتهت بفشل إسرائيلي واضح في تحقيق الهدف، وعلى أثر الفشل اجتمع ديان يوم الأربعاء 10 أكتوبر مع رؤساء تحرير الصحف العبرية اليومية، وإعترف أمامهم بالفشل قائلًا: لا توجد لدينا الآن القوة الكافية لأن نقذف بالمصريين إلى ما وراء القناة إلا إذا خاطرنا بإنهاك قواتنا تماما، وأقول لكم وبصراحة لقد بات واضحا أمام العالم كله أننا لسنا أقوى من المصريين، وأخبرهم أنه ينوى قول هذه الكلمات أمام الملأ في المساء على شاشة التليفزيون.

 

 

وذهل رؤساء التحرير وصدموا وقال رئيس تحرير هآرتس «جرشون شوكن» إذا كان ما قلته لنا الآن سيقال على شاشة التليفزيون فإن زلزالا سيضرب أذهان الشعب الإسرائيلي والشعب اليهودي كله وكذلك الشعب العربي. واهتم أحدهم بإبلاغ رئيسة الوزراء جولدا مائير في حينه، فاتصلت على الفور اللقاء مع التليفزيون، وطلبت من رؤساء التحرير ألا ينشروا أقوال ديان، وأمرت بفرض الرقابة العسكرية لمنع نشرها. 

وكذلك تسربت أيضا خلال الأعوام القليلة الماضية من هيئة الأركان والحكومة الإسرائيلية وثائق سرية توضح حجم الهزيمة التي تعرض لها الكيان الصهيوني. ومن أبرز تلك الوثائق، أن موشيه ديان اعترف بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين.

Advertisements
الجريدة الرسمية