رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحنين لعصر الأجداد

احتفالية إعادة افتتاح طريق الكباش استأثرت باهتمام ملحوظ من عموم المصريين، كما حدث أيضا في احتفالية نقل المومياوات من متحف التحرير إلى متحف الحضارة.. ولاشك أن هذا الاهتمام يكمن وراءه حنينا واضحا لعصر أجدادنا القدامى.. وهذا الحنين يمكن أن يجد تفسيره في أن ثمة رغبة لدى عموم المصريين في التميز عن غيرهم من أبناء البلاد المحيطة.. فإن عصر الأجداد لدى المصريين كان عصر تقدم وازدهار وحضارة تميزت بها مصر عن غيرها من البلاد، في وقت كانت كثير من الدول المحيطة تتطلع إلى بعض مما حققه المصريون القدماء.. 

 

وهكذا يريد المصريون أن يقولو لغيرهم من الشعوب إننا الشعب الذي صنع الحضارة الأولى للبشرية، وإذا كانت مصر قد تعرضت تاريخيا لحروب واحتلال واستغلال فيما بعد فإن الأحفاد قادرون على أن يسيروا في ذات طريق أجدادهم لاستعادة قوة وتقدم وازدهار بلادهم مجددا. 

 

 

ويزيد هذا الحنين لعصر الأجداد العظام لما شهده ويشهده المصريون من بعض الدول التى لا تحظى بتاريخ مجيد مثل التاريخ المصرى وتحاول تعويض ذلك بما تحوزه من ثروات مالية، والتى نسيت أن مصر بحكم موقعها وقدرات شعبها لا يمكن تجاهل دورها المهم ولا يصح التفكير في استلاب هذا الدور منها لممارسته نيابة عنها.. وكان المصريون باهتمامهم  بعصر أجدادهم القدامى يريدون أن يقولوا للجميع أن مصر كانت وستظل منبع الحضارة والتقدم مهما فعل الآخرون أو مهما أنفقوا من أموال.

 وهكذا الأمر أكبر من تحديد الهوية الوطنية للمصريين، كما يتصور البعض، الذي يختصرها البعض فقط فى عصر من العصور التى مرت بها البلاد، وإنما هى رسالة للجميع بأن مصر باقية شامخة منارة للجميع بسواعد وعقول أبنائها.

Advertisements
الجريدة الرسمية