رئيس التحرير
عصام كامل

43 عاما على رحيل الإمام الاكبر عبد الحليم محمود

الامام الاكبر عبد
الامام الاكبر عبد الحليم محمود

في مثل هذا اليوم منذ 43 عاما رحل الشيخ الجليل الامام الأكبر محمد عبد الحليم محمود شيخ الجامع الازهر الذى جمع بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية، اشتهر بالتصوف وعرف عنه انه رأى فى منامه نصر أكتوبر المجيد قبل حدوثه وأبلغ السادات بذلك.


ولد الأمام الاكبر عبد الحليم محمود في عام 1910، بقرية أبو حمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، والقرية منسوبة إلى جده " أبوحمد" الذي أنشأ القرية وأصلحها، وتسمى الآن باسم قرية "السلام".


كان والده رجل علم وجه  ابنه للدراسة بالأزهر التي لم يستكملها هو، لذلك قام بـ إلحاقه  بالأزهر سنة 1923، وظل عامين يتنقل بين حلقاته، وبعدها التحق بمعهد المعلمين المسائي، وجمع بين الدراستين، ونجح الطالب المجتهد في المعهدين، وعين مدرسا، ولكن والده رفض هذا التعيين فارسله  للدراسة  بجامعة السربون في باريس على نفقته الخاصة، واختار الطالب أن يدرس تاريخ الأديان، والفلسفة وعلم الاجتماع وحصل في كل منهما على شهادة عليا، وفي نهاية 1973 التحق بالبعثة الأزهرية التي كانت تدرس هناك، وفاز بالنجاح فيما اختاره من علوم لعمل دراسة الدكتوراة في التصوف الإسلامي، وأن يكون موضوعها أستاذ الثائرين "الحارث بن أسد المحاسبي"، ونال عنها الدكتوراة بدرجة الامتياز، وقررت الجامعة طبعها بالفرنسية.


بعد عودته الدكتور عبد الحليم محمود بدأ حياته العلمية مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، ثم أستاذا للفلسفة بأصول الدين سنة 1951، ثم عميدا للكلية سنة 1964، وعين عضوا بمجمع البحوث ثم أمينا عاما له.


وفي سنة 1970 صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، واتسعت مجالات جهوده، فراعى النهضة في مجمع البحوث وبدأ يلقي محاضراته في كلية أصول الدين، ومعهد الدراسات العربية والإسلامية، ومعهد تدريب الأئمة إلى جانب محاضراته العامة والاشراف على رسائل الماجستير والدكتوراة.

درجة رئيس الوزراء

دخل الشيخ عبدالحليم محمود في صدامات كبيرة مع السلطة خلال فترة توليه المشيخة، فبعد عام واحد من توليه منصبه قدم استقالته إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات بسبب تقليص صلاحيات شيخ الأزهر لصالح وزير الأوقاف، ونتيجة لعدم رد الرئيس الراحل قدم عبدالحليم طلب بتسوية معاشه الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وأمر السادات بعودته الى الازهر فاشترط الشيخ عبدالحليم محمود للعودة لمشيخة الأزهر أن يكون شيخ الأزهر بدرجة نائب رئيس جمهورية، وعقب ذلك دعاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى ميت أبوالكوم وقال له "لك ما طلبت"، وبالفعل صار شيخ الأزهر بدرجة رئيس وزراء.

أسس المعاهد الأزهرية 

للامام الراحل الدكتور عبد الحليم محمود الفضل في انشاء المعاهد الازهرية بعدما اكتشف ان دارسى الازهر من حملة الثانوية العامة يجهلوا كثيرا من أصول الدين فتبنى حملة تبرعات جاب بها القرى والنجوع لبناء المعاهد الازهرية.

الكتابات الصوفية 

كانت كتابات الامام الاكبر عبد الحليم محمود عن  الصوفية في الكثير من مؤلفاته؛ فمنها قضية التصوف المنقذ من الضلال، والذي عرض فيه لنشأة التصوف، وعلاقته بالمعرفة وبالشريعة، وتعرض بالشرح والتحليل لمنهج الإمام الغزالي في التصوف، كما كتب عن المتصوفة في العصور القديمة والحديثة، ولقب بأبو المتصوفين.


وصل عدد مؤلفاته سواء بالكتابة او الترجمة الى اكثر من 100 كتاب، أما أول كتبه فقصة كان قد ترجمها عن الفرنسية من تأليف أندريه موروا عام 1946، وهى رواية (وازن الأرواح ) وهى من روايات الخيال العلمى.

الجريدة الرسمية