رئيس التحرير
عصام كامل

أول خسائر ماكرون.. تأثير إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي

الرئيس الجزائري ونظيره
الرئيس الجزائري ونظيره الفرنسي

كشف موقع Itamilradar، المتخصص في تتبع الطائرات عن خسائر باريس جراء إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي.

أفاد الموقع، المتخصص في تتبع الطائرات، بأنه اعتبارًا من اليوم الاثنين، تقوم القوات الجوية الفرنسية بتشغيل رحلات تتجاوز المجال الجوي الجزائري، في طريقها إلى منطقة الساحل.

مرسيليا

ووفقا للموقع، فإن الطريق من قاعدة Istre-Le-Tyube الجوية، الواقعة شمال غربي مرسيليا الفرنسية إلى العاصمة التشادية نجامينا، يمر عبر المحيط الأطلسي وموريتانيا ومالي والنيجر، وهذا يقارب ضعف طول المسار التقليدي عبر المجال الجوي الجزائري.

وأكد متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أن الجزائر أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، عقب تصريحات للرئيس ماكرون اعتبرتها الجزائر "غير مسؤولة".

وأوضح أن الجزائر أغلقت أجواءها أمام رحلتين عسكريتين لبلاده، معتبرا أن ذلك "لن يكون له عواقب كبيرة" على العمليات الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي التي يتمركز فيها آلاف الجنود الفرنسيين.

 

وفي سياق متصل أكد الكولونيل باسكال إياني الناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، أن الحكومة الجزائرية أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية في تصعيد خطير للأزمة بين الجزائر وباريس.

 

هيئة الأركان العامة الفرنسية

وقال الناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، ان الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها، علما أنها تستخدم عادة مجالها الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان.

 

وأضاف الكولونيل إياني: "لدى تقديم مخططات لرحلتي طائرتين، علمنا أن الجزائريين سيغلقون المجال الجوي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.

 

مهام استخباراتية فرنسية 

لكنه أكد أن ذلك "لن يؤثر على العمليات أو المهام الاستخباراتية" التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.

وكانت برَّرت الجزائر استدعاءها، سفيرها في باريس، برفضها "أي تدخل في شؤونها الداخلية"، مشيرة إلى أن القرار جاء على خلفية "تصريحات منسوبة" إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقالت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان: إنه "على خلفية التصريحات غير المكذّبة لعديد المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضًا قاطعًا أي تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما جاء في تلك التصريحات".

الرئيس عبد المجيد تبون

وأضاف البيان: "أمام هذه التصريحات اللامسؤولة، قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الاستدعاء الفوري لسفير الجزائر بفرنسا للتشاور".

وتابع البيان أن التصريحات “تمس الشهداء الجزائريين الذين ناضلوا من أجل الاستقلال عن فرنسا”، وقال: "التصريحات حملت مساسًا غير مقبول بذاكرة الشهداء".

استدعاء السفير الجزائري

كانت الرئاسة الجزائرية قرَّرت استدعاء السفير الجزائري في فرنسا بهدف للتشاور، مضيفة أن بيانًا سيصدر بهذا الشأن في وقت لاحق.

ويأتي قرار استدعاء السفير الجزائري تزامنا مع نشر صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات للرئيس ماكرون قال فيها إن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون "عالق داخل نظام صعب للغاية".

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس المنصرم مجموعة من الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري ومزدوجي الجنسية لمناقشة قضية "مصالحة الشعوب"، وفقًا لصحيفة "لوموند".

وأوضحت الصحيفة التي شاركت في اللقاء أن ماكرون أراد أن يخاطب هؤلاء الشباب بالذات، لأنهم أحفاد مقاتلين في "جبهة التحرير الوطني" أو "حركيين" تعاونوا مع الجيش الفرنسي خلال فترة الاستعمار أو أنهم أحفاد معمِّرين أوروبيين عادوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر.

وفي ردِّه على مداخلة أحد الشباب الذين قالوا إن الجزائريين لا يكنُّون كراهية لفرنسا، قال ماكرون: "أنا لا أتحدث عن المجتمع الجزائري في أعماقه ولكن عن النظام السياسي العسكري الذي تم بناؤه على هذا الريع المرتبط بالذاكرة.. أرى أن النظام الجزائري متعب وقد أضعفه الحراك".

الجريدة الرسمية