رئيس التحرير
عصام كامل

شباب الريف في خطر

التفاصيل أصبحت ذكرى، نستحضرها كلما تألمنا من انحرافات الحاضر، ترابيزة تنس طاولة في أكبر شوارع القرية، يلتف حولها الشباب من فئات عمرية مختلفة، يعلم بعضهم البعض أصول اللعبة، وبعد شهر تنظم دورتين، واحدة للفردي وأخرى للزوجي، تشتد المنافسة لتصبح حديث الجميع، وهو ما يدفع الأسر إلى حجز أماكنهم في الشارع بالقرب من ترابيزة التنس، ومع التصفيات.. كنا نشعر أن الفائز ضمن مكانه للمنافسة على بطولة العالم، المتنافسون بينهم أطباء وقضاة ومحامين ومعلمين وعمال زراعة وصنايعية وطلاب ثانوي وإعدادي، وفي النهائي يتم الإحتفال بالفائزين وتوزع الهدايا التي تبرع بها الموظفون.

 

 

على الجانب الآخر.. كانت دورات كرة القدم أكبر جاذب للشباب طوال الأجازة الصيفية، يشارك فيها كل شباب القرية، أما دوري القرى فكان أقرب لمونديال كأس العالم في أهميته، والقرية الفائزة بالدوري كانت تباهي بشبابها، وتزف فريقها في سيارات ربع نقل. أما حفظ القرآن وأبيات الشعر وأغاني الكبار وإنتظار ألبومات جيل الوسط من المطربين فكانت القاسم المشترك بين شباب القرية أثناء أجازة الصيف.

توعية الشباب

 

في الخمسة عشر عامًا الأخيرة إختفت كل هذه الأنشطة، حيث حلت الكافيهات محل ترابيزات التنس والأجران التي تقام عليها مباريات كرة القدم، وحلت أغاني المهرجانات محل أغاني الكبار، وحلت الزوايا محل المساجد فصار بعضها وكرًا لنشر الفكر المتطرف، وإذا كانت ترابيزات التنس وملاعب الكرة تتجهز في الصيف فقط لإستقبال الشباب..فالكافيهات مفتوحة صيفًا وشتاءً وليلًا ونهارًا لإستقبالهم.

 

الشباب في الريف بحاجة إلى توعية حقيقية، وهذه مهمة وزارتي الشباب والثقافة، فلو نظمت الأولى دورات صيفية في كافة الأنشطة الرياضية، وأنشأت الثانية مكتبات صغيرة في المدارس ومراكز الشباب، أو مهرجانات للقراءة مستغلة المدارس، وجابت قصور الثقافة في المحافظات بمسرحياتها في القرى، لو حدث ذلك بالفعل لضمنا توعية حقيقية، وأنقذنا الشباب من تجار السموم التي إنتشرت بكثرة مع حالة الفوضى التي أعقبت أحداث يناير، تعالوا نجعل من شهر أكتوبر بداية لحملة توعية حقيقية لشباب الريف، تعالوا نبث روح إنتصارات العبور والنصر العظيم لقواتنا المسلحة في عقل ووجدان شبابنا، تعالوا نجعل من أبطال النصر العظيم قدوة له، شبابنا الحائر بين الكافيهات يبحث عن قدوة، فاجعلوا توعيته الجزء الأهم من برنامج حياة كريمة.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية