رئيس التحرير
عصام كامل

عدوان أوكوس.. أمريكا تقود تحالف الغواصات النووية لضرب المصالح الصينية

وزيرا الدفاع الأمريكي
وزيرا الدفاع الأمريكي والأسترالي

نددت الصين اليوم الخميس بصفقة وصفتها بـ "اللامسؤولة" بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، فى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويشمل حصول كانبيرا على غواصات ذات دفع نووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي: إن التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في مجال "الغواصات النووية" يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويكثف سباق التسلح ويقوض الجهود الدولية الهادفة للحد من انتشار الأسلحة النووية.

 

غضب فرنسا 

ومن جهتها أعربت فرنسا عن غضبها من هذا الاتفاق إذ ترتب عليه انسحاب أستراليا من عقد ضخم أبرمته مع باريس عام 2016 لشراء غواصات تقليدية. وقال وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إن أستراليا وجهت لبلاده "طعنة في الظهر" وأن الرئيس الأمريكى جو بايدن اتخذ قرارا مفاجئا " كما كان يفعل دونالد ترامب"،  كما رأت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في فسخ العقد "خطورة جيوسياسية".

 

يبدو أن إعادة التموضع الأمريكي لا يشمل منطقة الشرق الأوسط فقط، فقد صدمت واشنطن فرنسا وحلفاءها الأوروبيبن بالإعلان عن الحلف الثلاثي.

 

تحالف أوكوس

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، ونظيره البريطاني بوريس جونسون عن تحالف جديد، عرف اختصارا باسم "أوكوس"، لـحماية مصالح الدول الثلاث في المحيطين الهندي والهادئ، وسيسمح لها بتبادل التكنولوجيا التي تشمل الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والأنظمة تحت الماء وقدرات الضربات البعيدة المدى.

 

وقال القادة، خلال اجتماع افتراضي، إن الجزء الأول من الاتفاقية الأمنية التاريخية سيشهد جهدًا ثلاثيًا مدة 18 شهرًا "لتحديد المسار الأمثل" لحصول أستراليا على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

 

وشدد بايدن، الذي يخطط لنقل الاهتمام من الشرق الأوسط والمحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، على أن مبادرة أوكوس ستمكن الدول الـ3 من الحصول على أحدث القدرات للمناورة وصد التهديدات السريعة التطور، كما ستمكنها من الحفاظ على قدراتها العسكرية وتوسيعها.

 

محاصرة الصين 

وجاء الإعلان عن التحالف ضمن خطوات حثيثة تسعى الإدارات الأمريكية لاتخاذها بهدف احتواء تمدد بكين التي يتوقع أن تتخطى واشنطن لتصبح أكبر اقتصاد على مستوى العالم في غضون 4 سنوات.

 

ومن المقرر أن يستضيف بايدن، رئيس الوزراء البريطاني، في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.

 

وذكر موقع "أكسيوس"، أن الاجتماع المقرر عقده في أوائل الأسبوع المقبل، سيكون جزءا من أسبوع حافل من الدبلوماسية للرئيس الأمريكى، حيث يستعد أيضا لاستضافة زعماء أستراليا والهند واليابان، في 24 سبتمبر الجاري، بالبيت الأبيض، لحضور اجتماع ما يسمى بـ "التحالف الرباعي" الذي ينظر له على أنه مناهض لبكين.

 

اتفاق الشراكة الأمنية

من جانبه، أكد جونسون أمام البرلمان البريطاني، أمس، أن اتفاق الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة وأستراليا "أوكوس"  ليس موجها ضد أي دولة، في إشارة الى الصين، موضحا أن الاتفاق لا يؤثر على علاقة لندن بحلف ناتو.

 

وأوضح أن علاقة بلاده العسكرية مع فرنسا لا تزال ثابتة رغم الاتفاق، مشيرا إلى أن الدولتين لديهما تعاون مشترك لمكافحة الإرهاب في مالي.

 

وأفسد التحالف صفقة مع باريس لتزويد كانبيرا بغواصات تقليدية تقدر بـ66 مليار دولار. وحاول رئيس الوزراء موريسون التهدئة مع فرنسا، قائلا إن بلاده فسخت العقد معها، لا لتغير برأي لكن لتغير بالاحتياجات.

 

وقال إن بلاده تفضل أن تبني بمساعدة من واشنطن ولندن غواصات تعمل بالدفع النووي، لكنه جدد في الوقت نفسه، نفي بلاده السعي لامتلاك أسلحة نووية أو إنشاء قدرة نووية مدنية، مؤكدا مواصلة الالتزام بعدم انتشار الأسلحة النووية.

 

ولفت إلى أن أستراليا ستحصل على صواريخ كروز أمريكية من طراز توماهوك. كما وجه رئيس الوزراء الأسترالي، للرئيس الصيني شي جين بينج، دعوة مفتوحة للحوار.

الجريدة الرسمية