رئيس التحرير
عصام كامل

السم المدسوس.. مساع قطرية للقضاء على البرهان بإشعال «فوضى دينية» في السودان

عبد الفتاح البرهان
عبد الفتاح البرهان
أعلن مجلس السيادة السودانى، الأحد الماضي، عن توقيع اتفاق المبادئ بين رئيس المجلس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لإنهاء عقود الاقتتال والدم بين الحركة والدولة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت قناة "الجزيرة" القطرية، حملت تحريض ضد البرهان مستغلة مبدأ فصل الدين عن الدولة المدرج فى بنود الاتفاق.



اتفاق المبادئ بين البرهان والحلو، الذي أتى عقب جمود دام طويلاً، يرسم وفق خبراء، طريقاً جديداً لعملية السلام الشامل في السودان، لكونه يعالج مشكلات تأريخية ظلت محل جدل لعقود، فضلاً عن أنه يمهد لطي صفحة الحرب إلى الأبد في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن القناة القطرية "الجزيرة" وجدت فيه ثغرة تمكنها من اختراق حالة السلم التي بدأت ترتسم في الدولة، وشرعت فى حملة تحريض من خلال دس السم فى العسل باستضافة قيادات إسلامية تعمل ليل نهار الآن على تكفير الحكام واتهام البرهان بالتفريط فى الدين بموافقته على فصل الدين عن الدولة ضمن بنود الاتفاق.


تحريض الجزيرة 

وفتحت القناة القطرية وموقعها الإلكترونى منابرها، لاستضافة ماكينة التكفير الداعية عبد الحي يوسف، المقيم فى تركيا، للتحريض على رئيس مجلس السيادة الانتقالى، زاعما أن الفريق أول ركن، مستجيب لإملاءات الخارج ومُتماهٍ مع قلة قليلة من اليساريين التائهين في الأحزاب الصفرية وعملاء المنظمات الدولية –حسب قوله.



تصريحات الداعية المتطرف الذي احتفت الجزيرة بتصريحاته، لم تتوقف القناة عندها، وأبرزت عن الحزب الاتحادي "الأصل" قوله، إن إعلان المبادئ الموقّع بين البرهان والحلو يمهد لتقسيم السودان وضرب العقيدة الإسلامية، وعلى الرغم من أن بيان الحزب حمل جوانب أخرى، استغلت القناة العنوان المشكك فى العقيدة لتهييج مشاعر المجتمع الإسلامى ضد حكامه الجدد.


وحتى أمس الجمعة فى سياق الحملة الممنهجة، أبرزت الجزيرة تصريحات جماعة أنصار السنة المحمدية، بإن الحكومة الانتقالية لا تمتلك حق الموافقة على علمانية الدولة في بلد أهله مسلمون.


خال البشير 

كما حرصت الجزيرة على استضافة الطيب مصطفى، خال الرئيس المعزول عمر البشير، فى حوار مباشر مع الجمهور خلال حلقة خصصته للخوض فى القضية واستغلالها بمناقشة حول العلمانية وإعلان المبادئ الموقّع بين البرهان والحلو والوضع السياسي والأمني بالسودان، وكانت الحلقة بمثابة دعوة صريحة للاحتراب الداخلي وإحداث فتنة مجتمعية.


أهمية اتفاق المبادئ 

فى المقابل يرى خبراء للشأن السودانى، أن اتفاق إعلان المبادئ تضمن تنازلات من الطرفين ولم يشمل ما يعكر صفو المشهد السياسي في السودان خاصة فيما يتعلق بعلمانية الدولة وحق تقرير المصير للمنطقتين التي كانت تطلبها الحركة الشعبية، حيث تجاهلت الوثيقة الموقعة النص على هذه القضايا لفظياً.


كما تضمن إعلان المبادئ مطالب رئيسية للحركة الشعبية، التي تقاتل منذ سنوات تحت شعارات استرداد حقوق منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ذات الأغلبية غير المسلمة، بعد ما أقر حرية المعتقد وعدم قيام الدولة بفرض دين محدد على السكان وأن تكون قوانين الأحوال الشخصية لأي مكون سوداني حسب دينه ومعتقده.


واعتبر الخبراء أن الاتفاق يمهد الطريق لاستقرار دائم وطي صفحة الحرب في السودان إلى الأبد، فهو نص على وقف مستدام لإطلاق النار والأعمال العدائية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان.


ومنذ ثورة ديسمبر التي أسقطت نظام الرئيس المعزول عمر البشير حليف قطر وممثل الإخوان فى السودان، فقدت الدوحة نفذوها بالخرطوم التى اعتادت عليه خلال السنوات الماضية بطريقة عاونتها فى التدخل بالشأن الداخلى للبلاد وفرض أجندتها الإقليمية عليها.
الجريدة الرسمية