رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بوتين وصحة بايدن!

اتهم الرئيس الأمريكى بايدن الرئيس الروسي بأنه قاتل، فردَّ عليه بوتين بأنه يتمنى له الشفاء!.. وحرص وهو يقول ذلك أن يؤكد أنه لا يقوله من باب المداعبة.. فماذا كان يعنى إذن؟!


وإذا كان بوتين اعتبر أمنيته للرئيس الأمريكى بالشفاء جادة وليست من قبيل المداعبة، فهذا يعنى أنه أراد بوضوح أن يقول له وللمسؤولين الأمريكيين إنه يعلم الكثير عن بلدهم، بما في ذلك أن رئيسهم مريض يستحق أن يدعو له بالشفاء، رغم أنه وصفه بالقاتل، وهى سابقة لم يفعلها رئيس أو ملك أو أمير من قبل وهو يتحدث عن قائد بلد ليست بلده تخوض حربا ضدها أو تنوى ذلك قريبا..

بوتين أراد أن يقول للأمريكيين إن أسرارهم التي يخفونها أو يكتمونها في حوزته وإن بلدهم مكشوفة له.. أي إن الأمر لا يقتصر فقط على تدخل في الانتخابات الرئاسية يتهم بايدن ورفاقه الديمقراطيين روسيا به، وإنما التدخل الروسى في الشئون الأمريكية يمكن أن يكون أكبر من ذلك، خاصة وأنه سيكون في مقدورهم تبرير مثل هذا التدخل بقاعدة (البادى أظلم)، لأن أمريكا مارست الكثير من التدخل في شئون الغير ومنهم الروس، وأحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتى السابق كان التدخل الأمريكى في شئونه الداخلية!

مبارزة كلامية
وهنا يمكننا أن نتوقع مزيدا من التوتر في العلاقات بين أمريكا وروسيا، وليس تراجعا لهذا التوتر الحالى، ويشى بذلك أن البيت الأبيض رد على بوتين بأن بايدن متمسك باتهامه للرئيس الروسى بأنه قاتل، كما أن الروس رغم إعلانهم أنهم حريصون على عدم تدهور العلاقات مع أمريكا فإنهم ردوا بقوة على الرئيس الأمريكى، حينما قال بوتين لبايدن أنتم القتلة ونحن لسنا مثلكم.

ونحن لسنا بصدد مبارزة كلامية بين رجل سياسة مخضرم ورجل مخابرات خبير، وإنما نحن بصدد توتر يتصاعد في علاقات أكبر بلدين في العالم لديهما ترسانة من الأسلحة النووية.. وهذا سوف يكون له تداعياته العالمية التي ستطال بقية دول العالم التي تتطلع لعالم يسوده السلم والأمن، وانحسارا للأزمة التي أمسكت بالاقتصاد العالمى بسبب جائحة كورونا.
Advertisements
الجريدة الرسمية