رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن والسد الإثيوبي

بعد أن طلب السودان رسميا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وأمريكا الوساطة في أزمة سد النهضة الإثيوبي وصفت الخارجية الأمريكية الطلب السوداني بأنه مقبول، وفي ذات الوقت، قالت الخارجية الأمريكية إنها ستواصل الجهد للحد من الخلافات حول السد الإثيوبي لضمان عدم التصعيد في المنطقة.. وهذا يعد تطورا جديدا مهما في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة.


غير أن ملامح هذا التطور سوف تتضح عندما يتبلور في موقف واضح.. والموقف الواضح بالنسبة لنا هو أن نرى جهودا أمريكية لتفعيل الاقتراح السوداني عمليا والذى يلقى تأييدا مصريا، أي أن تنجح واشنطن في إقناع إثيوبيا في أن تقبل وساطة الرباعية الدولية المقترحة (أمريكا والاتحاد الأوربى والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة) وتستأنف المفاوضات في مدى زمني محدد للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول قواعد تشغيل وملء السد الإثيوبى قبل الموعد الذى حددته إثيوبيا لبدء الملء غير التجريبي لبحيرة السد.

وأمريكا لديها ما تقنع به إثيوبيا للانخراط فى تلك المفاوضات الجديدة للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينهى أزمة السد، لكن الأمر مرهون  بحدود الدور أو الجهد الذي ترى الإدارة الأمريكية أنه يتعين عليها القيام به فى هذا الصدد.. فإذا كانت ترى أن هناك تصعيدا يهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة بسبب هذه الأزمة سوف تبذل جهدا غير شكلي وفاعل من أجل حل هذه الأزمة وسوف تعطى لهذا الجهد أولية على غرار الأولوية التي بدأت تمنحها لمسألة البرنامج النووي الإيراني.

أما إذَا تعاملت بروتينية إزاء هذه الأزمة ولم تقدر خطورتها فلن يكون ما تبذله من جهد فى هذا الصدد فاعلا.. ونحن والسودان فى يدنا إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بالخطورة الكبيرة لهذه الأزمة.
الجريدة الرسمية