رئيس التحرير
عصام كامل

على رأسهم اليسار والليبراليون والصوفيون.. كيف استثمر الإسلاميون في تسويق كراهية الآخر للصعود على ‏الساحة السياسية بمفردهم؟

أنصار الإسلام السياسي
أنصار الإسلام السياسي

يلعب الإسلاميون دائما على ملف الكراهية، يستثمرون فيه لدرجة لاتوصف، كل معارض أو مختلف عن ‏بذرة الإسلام السياسي يجب أن يُجرم ليس فقط عند مؤيديهم بل عند العوام أيضا، يصطف في طابور ‏كراهيتهم اليسار والليبراليون والعلمانيون والصوفيون وكل من اختار مسارا مختلفا عن توجهاتهم السياسية والفكرية من التيارات ‏الدينية. ‏



الدين والسياسة

على مدار نشأة تيار الإسلام السياسي وأقطابه المختلفة، وهم يرفضون الفصل بين الدين والسياسة، ثم ‏تجاوزوا هذا المربع بتضييق الخناق على كل مختلف معهم.

انتقلوا من مجرد البحث عن دور وسط الساسة ‏إلى تجريمهم جميعا ورميهم بالإثم والفجور،اتهموهم بالخروج عن تشريعات وقوانين الإسلام، ما تسبب في ‏تعبئة شعبية عدوانية ضدهم. 

تجاوز الإسلاميون بكراهيتهم مربع منافسيهم من المعارضة إلى جميع الحكومات التي وصموها بكل ما هو ‏مخالف للدين والشرع، فريق منهم ينعت السلطة بالكفر، وفريق آخر يؤكد على عمالتها للغرب ضد مصالح ‏الأئمة، وفريق مختلف يحرض ضدها من كل المنابر الإعلامية المتاحة لهم، كما يحدث الآن من فضائيات ‏اسطنبول. ‏

شبكة علاقات 

يقول محمد المحمود، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإسلاميين يوظفون شبكة من ‏العلاقات لاستثمار الدين في المجال السياسي، موضحا أن محاولاتهم لخلط السياسي بالديني أدت في النهاية ‏إلى مآزق وكوارث كبرى.‏

أضاف: ليست المشكلة فقط في سوء الفهم الناتج عن الخلط بين مجالين لكل منهما رؤيته الخاصة، وإنما ‏السعي لخنق السياسي بالديني في كل الملفات مما أدى إلى تأزم على كل المستويات، وهو ما قادهم في ‏النهاية إلى الوقوع في المصيدة التي نصبوها للجميع حتى لا يصل غيرهم. ‏

يوضح الباحث أن السياسة تعتمد كل الحلول الممكنة لحل المشكلات والأزمات، لكن الدين لا يعمل هكذا، ‏مردفا:

إدخال النص المقدس في تفسير الأحداث والمتغيرات السياسية، ضيق مساحة الحلول في مشكلات كبرى، مثل ‏القضية الفلسطينية التي أصبحت لدى الكثير من الجماهير مرتبطة بالرؤية الدينية التي يسوقها الإسلاميون ‏دائما، والصراع الأزلي بين اليهود والمسلمين، ما أجهض عدة محاولات لحل القضية من جذورها كما كان يريد الرئيس الرحل أنور السادات.  

ضد الإسلام

أشار الحمود إلى أن تكاثر التيارات الإسلامية انعكس على تنامي العنصرية ضد الإسلام في الغرب، بعد أن أصبح ‏الخطاب الديني هو الأبرز في المنطقة العربية والإسلامية على مدار العقود الماضية.‏

أضاف: تسيد الخطاب الأصولي العنيف، فانعكس بالسلب على تأجيج الصراع بين الأديان، ولا سيما المسلمين ‏من جهة، والعقائد الآخرى في العالم بأكمله. ‏

اختتم: لعب الإسلاميون دائما على الوصول بالكراهية إلى اللحظة الفارقة، وهي مرحلة الصراع الشامل بين ‏الغرب والإسلام، مؤكدا أن مثل هذه الأفكار المتطرفة لاتعيش في المجتمعات الحديثة ولا تقبل بها، لهذا ‏أصبحوا منبوذين بين الجميع، داخل بلاد الإسلام وخارجها، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية