رئيس التحرير
عصام كامل

الشاعر والإذاعي عمر بطيشة: وردة تعرضت للظلم أيام السادات بسبب «ولاد الحلال».. ومبارك كان مغرمًا بها (حوار)

الشاعر والإذاعى عمر
الشاعر والإذاعى عمر بطيشة
جميع أعمالي الغنائية كتبتها من أجل «شادية» لكنها لم تغنِ أغنية واحدة من كلماتي

فاجأت «مبارك» بسؤاله عن «توريث الحكم» وقال للصحفيين: «بطيشة زحلقنى»


«غريب يا زمان» جواز مروري إلى عالم الغناء.. و45 جنيها ثمن أول أجر.. وقدمت 700 أغنية
 
ميادة الحناوى طيبة وعلى نياتها ونقية المشاعر واللى في قلبها على لسانها

"مش هتنازل عنك أبدًا مهما يكون" أغنية مفصلية في مشواري

لهذه الأسباب رفضت وردة غناء "كبريائي" 

شيرين عبد الوهاب أقرب مطربة للون الغنائي الذي كنت أكتبه لفايزة أحمد ووردة 

معظم أغنياتي لمطربات وليس مطربين لأني كنت أستنكف أن أبث حبًّا من مذكر لمذكر

قررت الاعتزال عندما وجدت المشهد الغنائي الحالي لا يستوعبني فلا أنا أنتمي له ولا هو ينتمي لي

أتمنى لو أجد مذيعًا يكمل 5 سطور دون خطأ لُغوي

«الأغاني كالبشر.. ثمة أغنية تسعدك، وأخرى تنفرك وتكرهك في حياتك ذاتها».. كلمات اختارها الشاعر الغنائي الشهير، الإذاعي صاحب البصمة المميزة والمؤثرة في تاريخ الإذاعة المصرية، عمر بطيشة، ليبدأ حواره مع «فيتو» متذكرا سنواته في الإذاعة المصرية، وأيامه مع الغناء والكتابة الغنائية. 

«القدر».. لعب دورًا كبيرة في مسيرة «بطيشة» المهنية الإذاعية أو الغنائية الطويلة، فلم يفكر لحظة في طرق باب أحد، هو فقط كانت ينتظر لحظة انفجار موهبته في التوقيت المناسب، ليعلن على الملأ أنه شاعر متفرد يقدم المميز والمختلف.

«بطيشة» يعترف أن أغنياته جميعها كتبها من أجل «شادية»، وذلك في إطار محبته الخالصة لصوتها وفنها، غير أن «الدلوعة» لم تغن له أغنية واحدة وهذا هو القدر، لتذهب كلماته الذهبية لكبار نجوم الطرب فايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وميادة الحناوي ولطيفة وسميرة سعيدة. 

إذاعيًا.. لعب«القدر» دورًا أيضا، حيث أتاح «ميكروفون الإذاعة» لـ«بطيشة» الفرصة للقاء كبار الساسة والفكر، وكان لحواره مع الرئيس الراحل مبارك وسؤاله عن توريث الحكم ردود فعل عالمية، حيث كان جريئا في طرح السؤال لأول مرة. وعن ذكرياته مع أبرز الأصوات المصرية والعربية ولقاءاته الإذاعية الشهيرة وأمور أخرى كان الحوار التالي:

*بداية.. شاعر غنائي أم إذاعي كبير.. ما الوصف الأقرب إلى قلبك؟

كنت أواجه مشكلة في تقديم نفسي عندما أرسل كارتا إلى أي شخص، أو أوقع على كتاب أو أوراق، وفي النهاية وصلت إلى صيغة توافقية إلى حد ما، مريحة بالنسبة لي وهي تجمع بين الصفتين وهي «الإعلامي الشاعر عمر بطيشة».

*الإذاعة أم الكتابة.. من أين كانت البداية؟

بدأت شاعرا للفصحي ثم العمل الإذاعي في إذاعة البرنامج العام، وبعدها قدمت برامج تليفزيونية وصرت شاعرًا للأغنية، وترأست جمعية المؤلفين والملحنين.

*من الفصحى إلى العامية.. حدثنا عن كواليس هذا القرار الصعب؟

كانت مسألة صعبة جدًا لأنه هناك فرق أن تكتب قصيدة بالفصحي وأنت منطلق وتترك لخيالك العنان يسرح بك يمنة ويسرة كما شاء له الانطلاق، وبين كتابة الأغنية العامية التي تلزمك وتقيدك باتباع نسق معين سواء مطلع الأغنية و«كوبيلهات» متماثلة.

*قدمت الكثير من الحلقات خلال برنامجك الإذاعي الشهير «شاهد على العصر».. هل هناك حلقة لها مكانة خاصة في نفسك؟

حقيقة.. أعتز بجميع الحلقات وعلي رأسها حوارى مع الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وكذلك حوارى مع الشيخ محمد متولي الشعراوي والموسيقار محمد عبد الوهاب، وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وزكي نجيب محمود ومصطفى أمين.

*بالحديث عن «حلقة مبارك».. فإنها حققت أصداء قوية ليس فقط على الصعيد المحلي ولكن عربيا وعالميًا.. وذلك بعدما طرحت عليه لأول مرة سؤالًا حول نية توريث الحكم.. هل كان السؤال متفقًا عليه مع الرئيس أو المسئولين قبل الحلقة؟

إطلاقًا.. لم يكن مرتبا له ولم يكن الحوار متفقا عليه، لكنه كان تلقائيا، ولم يعرف «مبارك» أنني سأطرح عليه هذا السؤال لكي ينفي نية توريث الحكم، وأؤكد لك أن الرئيس الراحل فوجئ بهذا السؤال أثناء الحوار ، ولذلك في اليوم التالي بعد إذاعة الحوار كان لديه اجتماع مع بعض الصحفيين، ومنهم عمرو الليثي وسألوه عن تصريحاته معي حول «توريث الحكم» كونها كانت مفاجأة للرأي العام المصري والعالمي ، فرد عليهم مبارك نصًا: «أها بطيشة..بطيشة زحلقني»، وذلك وفق ما رواه عمرو الليثي لي عقب الاجتماع.

*ماذا كان موقف «مبارك» بعد نهاية الحلقة؟

لم يعاتبني أو ينتقدني، لكنه كان سعيدًا بالحوار، وشعر بأريحية شديدة وصار منشرح الصدر ومازحني كثيرًا أثناء الحوار، وكان مقبلا على الأسئلة بروح طيبة جدا وبمنتهي التواضع، ولم يكن يملك أحدا حتى من كبار الصحفيين الجرأة ليسأل الرئيس هذا السؤال، لكننى أخذت المسئولية، وذلك في إطار التزامى بأمانتي الإذاعية ومصداقيتي أمام المستمعين.

*جمعك لقاء مع كوكب الشرق في برنامج إذاعي اَخر.. ما الذي تتذكره عن هذا اللقاء؟

سجلت معها لقاء في برنامج «يوميات الأسبوع» وذلك على هامش تغطية حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط كلية الشرطة، حيث فوجئت بها تجلس في الصف الذي أمامي مباشرة، ولم أفوت الفرصة وتجرأت..يضحك: «وضعت الميكروفون أمامها وسألتها على الفور عن سبب حضورها هذا الحفل»، وفوجئت بها تتجاوب معي ولم تمتنع، وأكدت أنها حريصة على دعم شرطة وجيش بلدي.

*ما الأغنية التي كتبتها وتمنيت أن تشدو بها أم كلثوم؟

«لقيتك فين» التي قدمتها للفنانة الراحلة فايزة أحمد، وأتذكر أنه عندما خرجت الأغنية إلى النور العديد من الأشخاص ومنهم سامية صادق التي تولت رئاسة التليفزيون أخبروا فايزة أحمد بأنها أغنية «كلثومية».

*كيف تحول الإذاعي الشهير إلى الشاعر الغنائي الذي لمع اسمه في تاريخ الأغنية العربية؟

في إحدى المرات جاءتني الفنانة فايزة أحمد برفقة زوجها الموسيقار محمد سلطان إلى الإذاعة، وكانت تشتكي من اضطهاد البعض لها وتعرضها للمؤامرات ووجدت في أذنا مستمعة جيدة لها، وتولدت صداقة بيننا، وبدأنا نتزاور لدرجة أنني كنت أصحح لها بعض الكسور والخلل في بعض أغانيها، حتى أعدت لها كتابة أغنية «غريب يا زمان».. يضحك «المطلع اللي كان مقدمه أحد المؤلفين كان عبارة عن كلمة زمان ومحمد سلطان لحنها زمان يا زمان، والكلام مكنش راكب.

والحفلة قربت بعد 10 أيام في سينما قصر النيل وفايزة قاعدة تستعجل، وفي مرة وأنا قاعد في البيت ، وبدندن اللحن لقيت نفسي بقول غريب يا زمان..يا زمان ملكش أمان، فعجبت فايزة الكلمات وكتبت كوبليهات الأغنية بالكامل حتى اكتملت، وكنت أعتقد أنها ستنسب لمؤلف زمان فقط، فإذا بها تفاجأني وتصر قائلة: تحرم عليا الأغنية ولن أغنيها إلا لو نسبت لعمر بطيشة وهو صاحبها، وعندما قدمت النص للإذاعة أوعز بعضهم للجنة النصوص أن ترفضه، لأن رئيس الإذاعة وقتها لا يرغب في أن يتحول مذيع لمؤلف أغاني، وذهبت فايزة أحمد لمنزل وزير الإعلام اّنذاك السفير مراد غالب، وألقت بنفسها أمام سيارته، وعرضت عليه أغنية (غريب يا زمان) وكانت أول أغنية يجيزها وزير الإعلام وليس لجنة النصوص».

*وكيف كانت ردود الفعل على أغنية «غريب يا زمان»؟

نجحت نجاحا كبيرا جدًا لدرجة أن شركة «صوت القاهرة» تعاقدت معي وأعطوني أجرا متواضعا 45 جنيها، وتحولت من عالم الشعر الفصحي إلى الغناء، ومرت 4 سنوات لم أكتب خلالها إلا لفايزة أحمد، كتبت لها «يا اما انت واحشني» و«لقيتك فين» و«خلينا ننسي اللى فات»، بعدها كان هناك تعاون مع الفنانة صباح التي التقيتها في منزل كروان الشرق فايزة أحمد، بعدها تعاونت مع سميرة سعيد وميادة الحناوي.

*ما الأغنية التي غنتها «كروان الشرق» وحظيت بردود فعل قوية؟

أغنية «أيوه تعبني هواك» وأتذكر أن فايزة أحمد اتصلت بي عقب غنائها في حفلها، وقالت لي:«مع أن الأغنية وجعتني بس نجحت جدا وكسرت الدنيا والناس ماكانوش عايزين يسيبوني أنزل من على المسرح وخلوني أعدت كل كوبليه أكثر من 3 مرات»، وفي الحقيقة اعتبرها من أكثر الأغاني المؤثرة في مشواري، لأنها كانت الأغنية قبل الأخيرة التي أكتبها لفايزة أحمد، بعدها كتبت لها «مش كتير على قلبي» ولحنها سيد مكاوي، وكانت المرة الأولى التي يلحن لكروان الشرق، وكانت الأخيرة لها ثم رحلت عن عالمنا.

*ما حقيقة ما أشيع حول أن «وردة» متكبرة؟

هي بالفعل متهمة بالتكبر وكانت تدرك ذلك، وأتذكر أن بليغ حمدي كان يشجعها على أن تنفي عن نفسها صفة التكبر التي كانت ملتصقة بها، وعندما كنا نجلس سويًا كان يقترح عليها وعلينا استكمال السهرة في الخارج، ونخرج أنا وهو ووردة وأحيانًا كان يرافقنا الشاعر سيد مرسي أو محمد حمزة ونذهب إلى كازينو «عش البلبل» الذي كانت ترقص فيه فيفي عبده في أول الطريق الصحراوي نكمل سهرتنا هناك.

*صراحة.. هل رفضت وردة الجزائرية أغنية «كبريائي» التي غنتها ميادة الحناوي بسبب اتهامها بالتكبر؟

كنت قد كتبت هذه الأغنية لوردة ولكن رفضت غناءها وقالت لي وقتها: «أنا أصلا متهمة بأنني متكبرة فلو غنيت الأغنية دي هأكد للناس إن أنا متكبرة فبلاش يا عمر أغنيها» وفي الحقيقة هي فهمت الأغنية بشكل خاطئ، حيث إنها تعني كبرياء المحب والعاشقين وليس العجرفة والعنجهية.

*وما سبب تأخر تعاونك مع وردة الجزائرية؟

كانت هناك محاولات عديدة للتعاون معها سبقت «بتونس بيك» و«حرمت أحبك» ولكنها كانت تفشل بسبب تدخل الوسطاء والمنتفعين وكم كان أكثرهم حولها، حتى تواصل معي الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وأبلغني برغبة وردة في الغناء بكلماتي، والتقيتها واتفقنا لكن للأسف بعدما بدأنا العمل أنا وعمار الشريعي لوردة حدث بيني وبينها تباعد، بسبب نشوب خلاف بينها وبين «الشريعي» بسبب غيرتها من ألبوم لطيفة «أنا حواليا كتير».

وتباعدنا 5 سنوات حتى تواصل معي محمد سلطان، وأبلغني أن شقيقها مسعود قادم إلى من باريس، وبحاجة إلى عمل لـ«وردة» ، وبالفعل التقينا وأبلغني أنه يرغب في أن يلحن كلماتي صلاح الشرنوبي، وقدمنا لها أغنية «بتونس بيك» وأعجبت بها وقالت :«إيه التوهج ده» وحدث بينها وبين الشرنوبي «كيميا».

*برأيك.. ما سر النجاح الكبير لأعمالك مع وردة؟

قدمت لونًا مختلفًا بعيدًا عن الأغاني الطويلة التي تمتد لـ30 دقيقة، وبدأت تغني أغاني إيقاعها سريع وقصيرة وعصرية، وتجد صدى عند جمهور الشباب الذي رقص عليها، إلى جانب أنها تحمل معنى ولحنا مميزا، وأتذكر أنها عندما غنت «حرمت أحبك» في باريس كل المسرح كان يرقص معها، وحتى رحيلها ظلت تحلم بـ«حرمت أحبك» جديدة وتكرار هذه التجرِبة مرة ثانية.

*سطوع نجم ميادة الحناوي ولطيفة..هل أزعج وردة وأصابها بالغيرة؟

بالطبع.. تشعر بالغيرة مثلها مثل أي فنانة، وأذكر أنني كنت أحضر لها أغاني مع الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وفي هذا التوقيت كان قد لحن للفنانة لطيفة ألبوم «أرجوك أوعى تغير» وكان فرحًا به جدًا، وكان يستمع لأغانيه طوال الوقت، وفي إحدى الليالي زارته «وردة» في المنزل لتسأل عن أغانيها فوجدته يستمع إلى ألبوم لطيفة فقال لها:«تعالي يا وردة اسمعي اللى أنا عامله للطيفة» فأغلقت الكاسيت وانفعلت: «ايه ده؟.. مش عايزة أسمع» واستهزأت بالألبوم والأغنية، حينها حزن واستاء عمار جدًا وتسببت في القطيعة التي حدثت بينهما بعد ذلك.

*وماذا كان رد الموسيقار الراحل عمار الشريعي وقتها؟

أذكر أنه قال لى «صوتها بقي تخين ومبتعرفش تقول الطبقات العالية وعايزة أعدلها كل الألحان وانزل الطبقة وطلع القطط الفطسانة فيها..مش عايز اشتغل معاها تاني».

*بعد «وردة».. كان لك مشوار حافل ومميز أيضا مع ميادة الحناوي..ما الذي تذكره عن مشوارك معها وما قدمتها لها؟

قدمت لمطربة الأجيال العديد من الأغاني الطويلة والقصيرة، وجميعها لاقت نجاحًا بفضل الله، وأبرزها «الشمس» و«كبريائي» و«يا شوق» و«قدرت إزاي» و«أنا مخلصالك» وفي الحقيقة أنني أحبها لأنها من أطيب الناس الذين عرفتهم طوال حياتي..يعقب: «شخصية جميلة وطيبة جدا وعلي نياتها ونقية المشاعر واللى في قلبها على لسانها».

*تعاون مهم جمعك مع المطربة سميرة سعيد وقدمت لها «مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون».. ما الذي تعنيه لك أغنية؟

اعتبرها أغنية مفصلية في مشواري، لأنها أعلنت مرحلة جديدة من شخصية المرأة المصرية وعلاقتها بالمجتمع والآخر وتخلصنا من شخصية المرأة السلبية المستسلمة والمضطهدة والمغلوبة على أمرها، وجاءت هذه الأغنية كعنوان للمرأة القوية التي تعلن حبها واختيارها وتأخذ قرارها في اختيار حبيبها وتعلن للعالم عن هذا الاختيار والتمسك به وعدم التنازل عنه.

*خلال مسيرتك الغنائية الحافلة..كم عدد الأغاني التي قدمتها؟

قدمت 700 أغنية متنوعة.

*من المطربة التي تمنيت أن تغني من كلماتك؟

تمنيت لو غنت الفنانة الراحل شادية من كلماتي، وفي الحقيقة حدث أكثر من مرة اقتراب، و3 محاولات وكنا على وشك التعاون المشترك، لكن للأسف لم يرد الله ذلك والمرة الأخيرة كانت عندما أعلنت اعتزالها الغناء.

*وكيف كان تعاونك مع «صباح»؟

كانت علاقتي بـ«الشحرورة » طيبة جدا، وقدمت لها العديد من الأغاني المميزة، وأبرزها «العشق مالوش كبير» و«أنا عايزة اتحب اكتر» و«الدنيا احلوت قدامي» و«شوفوا».

*ما سبب أن معظم أغانيك لمطربات وليس مطربين؟

يضحك: لأني كنت أستنكف أن أبث حبًا من مذكر لمذكر، كما حرصت أن تكون أغنياتى للمطربين خطابا من مذكر إلى مؤنث، وهذا هو الطبيعى ولكنه لم يكن الخطاب السائد في الغناء العربي.

*ما السر وراء رفض الإذاعية الشهيرة صفية المهندس أغنية «8 ديسمبر»؟

يضحك.. «قالتلي ابعد عن التاريخ ده ليطلع عيد ميلاد حسني مبارك أو ذكري وفاة..شوف لك حاجة تانية» فقلت لها :«لا يمكن..دى جديدة» وتم إجازتها باسم «كان يوم».

*من الجيل الحالي.. من المطرب الذي تحب أن تهدى إليه كلماتك؟

شيرين عبد الوهاب أقرب مطربة للون الغنائي الذي كنت أكتبه لفايزة أحمد ووردة الجزائرية، كما أحب أن يغني محمد منير كلماتي لا سيما وأنه غنى من كلماتي «اللي غايب» ويعيد فيها جزءا من أغنية «لقيتك فين» للفنانة الراحلة فايزة أحمد، كما يعجبني الأداء الشعبي للمطربة الشعبية بوسي.

*برأيك.. ما الذي يمنع وصول كلماتك لأصوات الجيل الحالي؟

قررت الاعتزال عندما وجدت المشهد الغنائي الحالي لا يستوعبني فلا أنا أنتمي له ولا هو ينتمي لي فاكتفيت بتأليف الأشعار الوطنية والدينية.

*وكيف تنظر لظاهرة المهرجانات؟

الحمد لله أنني لم أتعرض لـ«إنفلونزا المهرجانات».

*احتفيت بـ«مبارك» في عدد من الأغاني الوطنية التي كانت تقدم خلال احتفاليات «أكتوبر».. كيف كانت ردود فعل الرئيس الراحل؟

غنت «وردة» له من كلماتي «البطل ده من بلادي» و«يا مبارك يا حبيب الشعب» وكان سعيدا بها ويصفق على الواحدة لـ«وردة»، إلى جانب أنه كان عاشقا ومحبا لـ«وردة».

*إذن.. هل يمكن القول إن «وردة» حصلت على حقها في عصر مبارك بعد الظلم الذي تعرضت له «أيام السادات»؟

هذا حقيقي فـ«مبارك» كان عاشقًا ومحبًا لـ«وردة» وعندما تعرضت الأخيرة لأزمة صحية في أواخر حياتها عرض عليها العلاج على نفقة الدولة المصرية فاعتذرت، وأتذكر أنني كنت وسيطا في هذه المسألة بطلب من صفوت الشريف حينها ردت على : «إشكره لأن بوتفليقة تطوع وأعطي أمرا رئاسيا بعلاجي على نفقة الدولة الجزائرية»، أما الظلم الذي تعرضت له وردة أيام السادات فكان بسبب «ولاد الحلال» لذلك بليغ حمدي قدم لها أغنية «ولاد الحلال» في إشارة منه لمسئولين سياسيين.

*هل تعرضت إحدى أغانيك للمنع؟

بالفعل كنت قد قدمت أغنية معارضة في عهد مبارك، دويتو يجمع نادية مصطفى ومحمد الحلو من ألحان فاروق الشرنوبي اسمها «يا رئيس الجمهورية» وأتذكر أنها أذيعت أمام مبارك شخصيًا في عيد الإعلاميين، ولكن النظام تنبه حينها لخطورتها وتم منعها ووقفها من الإذاعة.

*«يا رئيس الجمهورية».. هل كانت أغنيتك المعارضة الوحيدة؟

هذا صحيح لذلك أعتز بها كونها أنتجت في عهد مبارك وبأموال الدولة.

*وماذا تقول كلماتها؟

«يا رئيس الجمهورية.. اسمع نبض الملايين.. سيب كل الورد يفتح.. كلنا في الشدة رجال نتحمل صبر جبال.. بس الغنى قبل الفقير مش يبقى عكس الحال.. لو يبقى غناك مشروع والحق كمان مدفوع للدولة ولأولاد بلدي يبقى مفيش ولا موضوع ولا بنا أي قضية.. يا رئيس الجمهورية».


*كيف ترى المشهد الإعلامي الآن؟

للأسف الشديد عندما أشاهد التليفزيون أو استمع إلى الراديو يتملكني التعب للدرجة التي تجعلني أعمل كـ«مصحح إعلامي» نظرًا لما أراه من كثرة الأخطاء، وأتمنى لو أجد مذيعًا يكمل 5 سطور دون خطأ لُغوي، وهناك فضائح في الأخطاء الإملائية على «فيس بوك»، وهناك أحد الخبراء يشار له بالبنان وجدته يكتب «تأبيدة» بحرف الـ«قاف» وهذا للأسف الشديد نتيجة تعليم الـ30 عامًا الأخيرة التي انهار فيها التعليم،


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"...
الجريدة الرسمية