من أديب إلى عالم آثار.. كيف غير طه حسين حياة الصحفى كمال الملاخ

نمت موهبة الرسم عند الكاتب كمال الملاخ ــ ولد فى اكتوبر 1918 ورحل 1987 ــ 
فالتحق بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة وكانت شرفة الكلية تطل على فيلا يسكنها عميد الأدب العربى طه حسين مما أتاح للملاخ رؤيته من شرفة الكلية، وسعى الملاخ لدعوة الدكتور طه حسين لحضور معرضه الفنى الأول الذى يشارك فيه عبد القادر التلمسانى الذى أصبح فيما بعد كاتب السيناريو والشاعر الإيطالى المصرى المولد جان موسكانيللى وذلك بقاعة جولدنبرج بشارع قصر النيل.

ووسط دهشة الحضور حضر الدكتور طه حسين وجرى عليه الملاخ وتأبط ذراعه يشرح له اللوحات التى تخصه وهو يستمع اليه فانبهر به وطريقة شرحه وحديثه.

ولما كان كمال الملاخ قد عين مدرسا بكلية الفنون وعين عميدها من خارج الكلية اصغر منه سنا، فشكا عميد الكلية إلى عميد الأدب العربى سكرتير عام وزارة المعارف الدكتور طه حسين ، فبادره الدكتور طه قائلا: سمعت عنك من توفيق الحكيم وقال انك موهوب وستكون نابغة.

طلب الدكتور طه من الملاخ أن يترك العمل بكلية الفنون وأن يتجه إلى الآثار وقال له أريد أن أمصر الآثار ولا أتركه الى أبد الابدين فى يد الأجانب .

وطلب منه دراسة الآثار مساء فى معهد الآثار وأن يعمل الماجستير والدكتوراه مع الأثرى الشهير دريتون وقد حدثه عنه.

وأصبح الملاخ باحثا فى الآثار وفى نفس الوقت التحق بالعمل فى الصحافة رساما وناقدا فى مجلة "بنت النيل " لصاحبتها درية شفيق ، وساعده الصاوى محمد للانتقال إلى جريدة الأهرام عام 1950 ليكتب فى باب زكيبة البريد مع الرسم ايضا موقعا باسم مستعار القناع الأبيض .

كمال الدين حسين يزيح الستار عن مراكب الشمس

شجعه كامل الشناوى على الانتقال ومعه انيس منصور الى اخبار اليوم للعمل مع مصطفى وعلى أمين وجلسا فى غرفة واحدة صغيرة وكان كلا منهما ظلا للاخر .



اكتشف الملاخ عام 1947 اول كوبرى تم تشييده فى التاريخ ويرجع تاريخه إلى خمسة آلاف سنة بجوار اهرامات الجيزة ، ثم اكتشف مراكب الشمس لصاحب الهرم الأكبر خوفو عام 1954 وكان اكتشافا عظيما ، وقال الرئيس جمال عبد الناصر عندما رآها وزارها بعد انتخابه رئيسا للجمهورية "يكفى كمال الملاخ خلودا بكشفه فإن التاريخ سيحتفظ باسمه عالما مخلدا وان هناك تقرير يقول انه نشر عن مصر وقتها 70 مقالا بينها 66 مقالا تتحدث عن مراكب الشمس ".