رئيس التحرير
عصام كامل

47 عاما على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين

الدكتور طه حسين
الدكتور طه حسين

هو أحد أقطاب الأدب العربى وعميده وواحد من أبرز رموز التحدى الإنسانى، أثار معارك فكرية كبيرة واتهمه أحد النواب بالكفر وقاضاه علماء الأزهر، إلا أنه برع فى علمه فهو صاحب أول رسالة دكتوراه فى الجامعة المصرية، وقامت فلسفته العلمية على التجديد فى الفكر.


فى مثل هذا اليوم 28 أكتوبر 1973 رحل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بعد رحلة علمية أدبية طويلة كتب فيها الرواية والنقد والفلسفة والتاريخ الإسلامى.

ولد طه حسين عام 1889 بقرية مغاغة محافظة المنيا، ولما بلغ الرابعة أصيب بالرمد الذى تسبب فى فقد بصره، ألحقه أبوه بكتاب القرية فتعلم العربية وحفظ القرآن الكريم.

فى عام 1902 انتقل إلى القاهرة فى رعاية أخيه الأكبر الشيخ أحمد والتحق بالأزهر ونال شهادته. 

فى عام 1908 التحق بالجامعة المصرية عندما فتحت أبوابها فكان أول المنتسبين إليها، وفى عام 1914 حصل على أول دكتوراه من الجامعات المصرية بتقدير جيد جدا وموضوعها "أبى العلاء المعرى" مما أثار ضجة فى الأوساط الدينية فاتهمه أحد أعضاء البرلمان بالكفر والزندقة.

أوفدته الجامعة المصرية فى بعثة دراسية إلى مونبلييه بفرنسا فدرس الأدب الفرنسى وعلم النفس والتاريخ الحديث وتحت إشراف العالم الاجتماعى أميل دوركهايم أعد رسالته عن الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون.

فى عام 1917 تزوج الفتاة الفرنسية سوزان التى أعانته على القراءة والدراسة وأنجب منها ابنه وابنته.

فى عام 1919 عاد إلى مصر وعين أستاذا للتاريخ اليونانى فى الجامعة الأهلية المصرية منتهجا المنهج الديكارتى فى الشك للوصول الى اليقين، فلما صارت الجامعة حكومية عام 1925 عينته وزارة المعارف أستاذا فيها للأدب العربى فعميدا لكلية الآداب. 

فى عام 1926 ألف كتابه فى الشعر الجاهلى فتصدى له كثيرون وقاضاه علماء الأزهر وبرأته المحكمة.

مثقفون: طه حسين وضع روشتة العلاج فى مستقبل الثقافة بمصر

رفض منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لعدد من السياسيين حفاظا على استقلال الجامعة فأحيل إلى وزارة المعارف ورفض طه حسين فأحيل إلى التقاعد عام 1932 ، فكافأه الأدباء ورجال الفكر بإطلاق عليه لقب عميد الأدب العربى.

انصرف إلى العمل الصحفى لكنه أعيد إلى عمادة الآداب ثانية حتى عام 1939 حيث انتدب مراقبا عاما للثقافة بوزارة المعارف وعلى إثر خلافه مع حكومة محمد محمود فاستقال من العمادة وانصرف إلى التدريس بالكلية، ورأس مجلة الكاتب المصرى.

وفى عام 1950 صار وزيرا للمعارف فى الوزارة الوفدية فقام بإصلاحات منها مجانية التعليم الثانوى وتوحيد نظام التعليم فى الصفوف الأولى.

فى عام 1959 حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، ثم عين رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية وحصل على قلادة النيل عام 1965 كأرفع وسام فى الدولة.

ويوم الرحيل خرجت جنازته الرسمية والشعبية التى حضرها ممثلون من أغلب الجامعات الأجنبية فى 31 أكتوبر من جامعة القاهرة.

وبعد وفاته بشهرين منحته الأمم المتحدة جائزتها لإنجازاته فى مجال حقوق الإنسان وتسلمتها أسرته.

الجريدة الرسمية