رئيس التحرير
عصام كامل

نائب بريطاني يعترف: التخلص من عبد الناصر صفقة غالية الثمن

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
منذ أن وقَّع الرئيس جمال عبد الناصر على اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر 1954 ودولة بريطانيا لم يهدأ لها بال وباتت تفكر فى احتلال مصر والتخلص من جمال عبد الناصر حتى تحركت قواتها لضرب بورسعيد مع فرنسا وإسرائيل فى أكتوبر 1956.


ونشرت مجلة روز اليوسف عام 1956 نقلًا عن الصحف الأجنبية كتبت تقول:

كتب جورج ويج عضو مجلس العموم البريطانى والنائب العمالى مقالًا فى مجلة نيوستسمان أنديشن أنه رغم كل المصروفات العسكرية التى أنفقتها بريطانيا خلال الأربع سنوات الأخيرة ـــ أى منذ قيام الثورة فى مصر ـــ فإنها لا تستطيع القيام بعمل عسكرى ضد مصر لا من خلال ليبيا ولا من خلال إسرائيل أو قبرص.

وأضاف: كان أحد أعضاء حزب المحافظين نادى بإرسال قوات عسكرية إلى مصر لإسقاط عبد الناصر، وبالرغم من أن بريطانيا صرفت 6 ملايين إسترلينى على تسليحها إلا أن قوة بريطانيا لا تقارن بقوة مصر من الناحية العسكرية، كما أن هناك قوات بريطانية فى قبرص تتكون من سلاح البراشوت والفرسان والعربات المصفحة والمشاة وهى موجهة للاضطرابات الداخلية فى مصر.

وفى طرابلس بليبيا قوة من الدبابات والمدفعية وفى الأردن كتيبة كاملة، ولا يختلف حالة الطيران عن حالة المشاة فهى أشد وبالًا فلا توجد كتيبة واحدة للطائرات المقاتلة فى الشرق الأوسط.

ولو أن بريطانيا استعملت إسرائيل كقاعدة لحربها ضد مصر فسيتعذر موافقة إسرائيل لأن المصريون يستطيعون ضرب المدن الإسرائيلية ضربًا مباشرًا.

فلا يوجد إذن أمام القوات البريطانية سوى قبرص لتكون قاعدة هجوم ولكن أقصى ما تملكه بريطانيا 150 طائرة من طراز هانستنج وبعض طائرات فيسكرز وهى يمكن استخدامها فى نقل القوات فقط إلى الشرق الأوسط.

حكايات من مصر.. الخديو عباس حلمي الثاني يوبخ الضباط البريطانيين

أيضًا فإن الهجوم عن طريق ليبيا بدلًا من قبرص مستحيل لأن الفرقة المدرعة الموجودة فى ليبيا موزعة على مناطق عديدة ولا يمكن الاعتماد عليها فى عمل سريع يستغرق عدة شهور.

وأخيرًا يرى الكاتب أنه على الرغم من النفقات المثالية التى تنفقها بريطانيا على التسليح ضد مصر منذ عام 1952 فإن إعادة احتلال مصر صفقة غالية الثمن وغير مأمونة العواقب.
الجريدة الرسمية