رئيس التحرير
عصام كامل

وشهدت أمجادا وانكسارات وانتصارات!

تاريخياً شهدت قناة السويس التي نحتفل بالذكرى الخامسة لافتتاح الفرع الجديد لها هذه الأيام أمجاداً وانكسارات وانتصارات منذ حفرها وتشغيلها مروراً بتأميمها واحتلال ضفتها الشرقية بعد نكسة يونيو وصولاً للعبور العظيم في أكتوبر 1973 وشق شريانها الحيوي الجديد..


من ينسى القرار التاريخي بتأميم القناة الذي اتخذه الرئيس عبدالناصر عام 1956 سعياً لجعل إدارتها وتشغيلها وملكيتها مصرية خالصة، وهو ما أغضب قوى عالمية فشنت عدوانها على مصر بمشاركة إسرائيل في 29 أكتوبر من العام ذاته..
وكسب الرئيس رهانه على وعي الشعب!
ومن ينسى تحطيم خط بارليف على حافتها الشرقية وكان شديد التحصين والتلغيم بإمكانه تحويل ماء القناة إلى فوهة بركان تنسف من أراد تخطيه حتى خُيل للعالم أنه يستحيل على المصريين عبوره أو حتى الاقتراب منه.. لكنه تهاوى أمام إرادة الأبطال وعزيمة الرجال.

قناة السويس أول ممر مائي يربط البحرين المتوسط والأحمر.. جرى افتتاحها للملاحة في 7 نوفمبر 1869 وظلت تحت سيطرة فرنسا وبريطانيا حتى قام ناصر بتأميمها ثم أغلقت في وجه الملاحة خمس مرات كان أخطرها وأطولها وآخرها بعد نكسة يونيو 1967 ولمدة 8 سنوات حتى أعادها السادات للعمل بعد انتصارات أكتوبر المجيدة..

أما المرات الأربعة السابقة فابتدأت أولاها غداة الاحتلال الإنجليزي لمصر 1 882لأقل من أسبوع في أعقاب الثورة العرابية، والثانية عام 1915 ليوم واحد خلال الحرب العالمية الأولى، والثالثة لمدة 76 يوماً خلال الحرب العالمية الثانية، وجاءت الرابعة بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واستمرت 5 اشهر وأعيد فتحها عام 1957.
قرار تاريخي!
حفر القناة استغرق 10 سنوات، وتم جلب مليون ونصف المليون فرد من جنسيات شتى بينهم عشرات الآلاف من العمال والفلاحين المصريين للعمل بنظام السخرة ولقي آلاف المصريين حتفهم بعد تعرضهم لوباء الكوليرا والأمراض المعدية.. وكما كانت القناة شرياناً للحياة وتدفق حركة التجارة والملاحة الدولية والنماء كانت أيضاَ سبباً مباشراً في احتلال مصر وجذب أنظار الطامعين إليها..

ولم تتوقف عمليات التحديث والتطوير في القناة حتى جاء قرار إنشاء القناة الجديدة لتستوعب السفن العملاقة وتلبي حاجة التجارة العالمية لمزيد من سرعة الحركة والقدرة على الاستيعاب لتوفر ما يزيد على 11 ساعة كاملة كانت تضيع انتظاراً للعبور.
الجريدة الرسمية