رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإخوان والتخلف بـ"مجلس نقابة الأطباء"!

لا يتذكر الإخوان المجرمون حرمة الموت إلا عندما يموت لهم قيادة كبيرة.. أحاد الإخوان وصغارهم لا يعنيهم في شيء فهم أنفار لديهم ليس أكثر.. لكن بعد سبعين عاما متقطعة من مهاجمتهم لطه حسين وقاسم أمين وغيرهم وغيرهم ووصفهم بالعلمانية التي تعني عندهم الفسق والكفر والزندقة وبعد خمسون عاما متصلة من الهجوم على الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بلا انقطاع لم تفلت من تحت أيديهم كذبة واحدة ولا تهمة باطلة واحدة ولا فبركة واحدة إلا وألصقوها كلها به واليوم يتحدثون عن حرمة الموتى!!

 

سمير "المصري" حكاية بطل رحل أمس!

 
والنعي الذي تسرب بطريقة ما من الجماعة إلى نقابة الأطباء كاشف لأمور كثيرة خصوصا عند التراجع عنه.. والذي من المفترض أنه جاء لينفي أي بعد سياسي في الأمر فأكد ما هو أسوأ هذا بفرض صحة الظاهر وحسن النية.. فالنقابة التي هيمن عليها الإخوان أربعين عاما في غفلة من الدولة ومن الأطباء أنفسهم ممن ارتضوا بتسليم مقر الحكمة إلى عصابة الإخوان بقبولهم دور المتفرج وهم الأغلبية في كل انتخابات جرت السنوات السابقة لتفوز بها ـ طبعا ـ الأقلية المنظمة الموحدة التي تعرف ما تريد!


هذه العصابة التي تخلص منها الأطباء في أواخر 2013 لكن خيوطها وخطوطها ممتدة داخل النقابة.. ويبدو أن البعض يعمل لهذه البقايا ألف حساب فكان النعي.. أو أن ما جاء في تعقيب أحد أعضاء المجلس والذي قال إن "النعي عمل إنساني فقط وإن النقابة مؤسسة لا علاقة لها بالسياسة"!


طبعا هذا التفسير المتخلف لما جرى يؤكد غياب أو قل ضياع الوعي عند بعض أعضاء المجلس.. إذ لا يعرفون الفرق بين الوطني والسياسي.. وأن هناك فرقا بين أن يتصارع المجتمع مع جماعة إرهابية وبين أن يتنافس معها على انتخابات أو مسابقة ما!!

 

التطبيع وعظمة شعبنا!

 

فمثلا عندما انتفض قضاة مصر ضد الإخوان بعد فصل النائب العام تعسفيا لم يكن عملا سياسيا.. إنما عمل نقابي مهني يستهدف استمرار استقلال القضاء والعمل القضائي كله.. ثم انضم القضاة الشرفاء باعتبارهم أبناء لهذا الشعب إلى الجماهير الغاضبة من الإخوان فتحول القضاة من النقابي إلى الوطني.. فلا مطالب خاصة ولا سعي لمنافسة سياسية مع أحد ولا رغبة في حصة من مقاعد أي مجلس نيابي ولا مطالب أخرى!!


ألا يعرف أعضاء مجلس نقابة كبيرة ومهمة الفرق بين الوطني والسياسي وأن الأول للوطن والثاني لفكرة يؤمن بها أصحابها فقط.. وأن الأول للشعب والثاني لأعضاء حزب أو تيار السياسي.. فمن سيعرف إذن؟ ومتى سيعرفون؟


Advertisements
الجريدة الرسمية