رئيس التحرير
عصام كامل

طبيب الغلابة بالإسماعيلية " لفيتو": رسالتي إنسانية وتكفيني كلمة شكرا | فيديو

الدكتور عصام فريد
الدكتور عصام فريد تادروس طبيب الفقراء بالإسماعيلية

 لا يشعر به إلا المئات من مرضاه الذين يفترشون سلم البناية التي بها عيادته من الدور الأول وحتى الرابع انه الدكتور "عصام فريد تادرس" الذي يأتي إليه مرضاه من كل حدب، وصوب، ودرب.

 

ورغم كبره إلا أنه، يمارس مهنة الطب باحترافية، ولا يتوقف عن العطاء الإنساني الكل عنده سواسية منح المحبة فكسب القلوب وذاع صيته في ربوع الإسماعيلية بل والمحافظات الأخرى " فيتو" أجرت معه هذا الحوار  : - 

 

ما سر ارتباطك بالإسماعيلية رغم أنك من الزقازيق ؟ 

ارتباطي بهذه البلد وأهلها جعلني لا أشعر بعناء السفر ، وكنت في فترة شبابي أستقل القطار المتوجه إلى الإسماعيلية كل يوم في الفجر لأصل مبكرا إلى العيادة ، وكنت أعمل بالعيادة من الساعة السادسة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا , و عملي مقسم بين الكشف وإجراء جراحات استئصال "اللوز" و"اللحمية" , ولم ولكن أكل من خدمة أبناء القصاصين حتى آخر نفس في عمرى .   


لماذا لم تغير عيادتك حتى الآن؟ 
لم أغير عيادتي رغم أن الفرصة سنحت لي أكثر من مرة وذلك لأني متعلق بأهل هذه البلد ، فجدران هذه العيادة عشرة 40 عامًا ، وأنا أعمل هنا منذ عام 1968 فكيف لي أن أغيرها وهي شاهد علي عمري وحياتي . 

ما هي طموحاتك في الحياة؟ 
ليست لي أية طموحات مادية أو معنوية في الحياة , فلم أفكر مثلا في امتلاك سيارة ، ولكن كل ما أتطلع إليه هو مساعدة وإنقاذ المرضى لا أطمع في الدنيا ولا أهوى جمع المال لأن المال بالنسبة لي ما هو إلا وسيلة ولكن المكسب الحقيقي بالنسبة لي هي السعادة التي أراها علي وجوه المرضى و تكفيني كلمة " شكرا" . 
ورغم أنني لم أعد أستطيع الحضور كل يوم إلى العيادة ، بسبب حالتي الصحية ومرضي ، إلا أنني أحضر إلى العيادة يومين في الأسبوع . 


وماذا عن الحادث الذي تعرضت له ؟ 
كنت ذاهبا لمحطة القطار بالزقازيق وفي طريقي تتبعني لصان وضرباني بآلة حادة أصبت على إثرها بنزيف في المخ وجلطة دماغية أفقدتني الحركة عدة شهور حتى إن الأطباء يأسوا من حالتي ولكن مع الوقت تماثلت للشفاء بدعوات المرضى وعدت إلى العمل مرة أخرى، بالرغم من أن هذا الحادث كانت له آثار مستمرة معي حتى الآن إلا أنني لن أتوقف عن العمل حتى يتوفاني الله. 

 

لماذا لم ترفع قيمة الكشف حتى الآن؟ 
كان كشفي في السابق جنيه واحد ، ثم 5 جنيهات ، ثم 7 جنيهات ، ثم 10 جنيهات للقادرين على الدفع أما غير القادرين من الفقراء فلا أتقاضى منهم أجرا لأن الفقير يحتاج إلى من يرحمه لا من يظلمه، لا أرغب في رفع كشفي لأن رسم الكشف يكفيني ويكفي المساعدين ، فكل مساعد يأخذ جنيها على الكشف الواحد وهم في غاية الرضا والسعادة ويمكنك أن تسأليهم بنفسك.  


بماذا توصي الأطباء؟ 
لا ترفعوا قيمة الكشف واستوصوا بالمرضى خيرا فلا تجمعوا الأموال لأن الدنيا فانية، واليوم أنت تجمع المال وغدًا سوف يأتي غيرك ليتمتع به، ابحث عن الإنسانية داخل عملك لأنها هي السعادة، أقيموا حب الفقراء في قلوبكم فالمال يفنى والدنيا عليها السلام أما حب الناس فهو سيد البقاء.


وعن بداياته ونشأته قال ولدت بأحد أحياء محافظة القاهرة في 4 من يونيو عام 1939 , بين أسرة متوسطة الحال , تخرجت من كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1962 . 


وانطلقت عقب انتهاء دراستي إلى الحياة العملية حيث عملت في عدد من المستشفيات بمحافظة الشرقية ، حتى شغلت منصب مدير مستشفى القصاصين المركزي وذلك قبل أن أتقدم باستقالتي من العمل الحكومي بالمستشفى، وأتفرغ للعمل في عيادتي المتواضعة . 

الجريدة الرسمية