توقعات بتغير خريطة سوق الإنترنت في مصر بإلغاء الدعم الحكومي

قال محللون بقطاع الاتصالات المصري، إن هناك توقعات قوية بتغير خريطة سوق الإنترنت، حال إلغاء الحكومة الدعم المقدم للشركات العاملة في السوق.

وطلبت الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للحكومة المصرية بنسبة 80%، من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إلغاء الدعم الذي تقدمه إلى مزودي الإنترنت، الذين يؤجرون البنية الأساسية للمصرية، من أجل تقديم الخدمات إلى العملاء.

وقال عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات: "تسلم الجهاز طلبا من المصرية للاتصالات بإلغاء الدعم عن شركات الإنترنت".

وأضاف بدوي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء: "ننتظر قائمة جديدة للأسعار التي ترغب المصرية للاتصالات في طرحها، والتي سيتم على أساسها محاسبة الشركات العاملة في السوق".

وتعمل في مصر 5 شركات للإنترنت، تتصدرها "تى إى داتا" المملوكة بالكامل للمصرية للاتصالات، المشغل الوحيد للاتصالات الثابتة في البلاد.

وقال محمود أبو شادي خبير الاتصالات، إن إلغاء الدعم عن شركات الإنترنت سيدفع مقدمي الخدمات لزيادة الأسعار للعملاء ما يقلص من تنافسيتها أمام شركة "تي إي داتا" المملوكة للمصرية للاتصالات.

وتدعم حكومة مصر، ممثلة في المصرية للاتصالات، شركات الإنترنت العاملة في السوق بنسية ٩٠٪ من إجمالي مكونات الشبكة والمعدات منذ عام ١٩٩٥.

وقال مصدر مسئول في المصرية للاتصالات للأناضول: "كان هناك أسباب في السابق لدعم شركات الإنترنت، على رأسها صغر حجم تلك الكيانات عند بداية عملها في السوق، لكن أغلبها الآن يتبع شركات الهاتف المحمول، لذا لابد من إلغاء هذا الدعم بشكل نهائي".

لكن وسيم أرساني، الرئيس التنفيذي لشركة لينك دوت نت، قال إن رفع الدعم عن شركات الإنترنت "كارثي على صناعة نقل البيانات في مصر".

وأضاف أرساني في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء: "حتما ستضطر الشركات لزيادة أسعار خدماتها المقدمة للعملاء، ما يحد بشكل كبير من انتشار الإنترنت في مصر".

وقال خالد حجازي رئيس قطاع الشئون الخارجية والحكومية في شركة فودافون مصر، إن التأثير الأكبر لرفع الدعم سيقع على الشركات ذات الحصة السوقية الأكبر.

وأضاف حجازي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء، إن شركة "فودافون داتا"، لا تستحوذ سوى على نحو ٥٪ من السوق.

وتستحوذ شركة "تي إي داتا" المملوكة للمصرية للاتصالات على ٦٠٪ من سوق الإنترنت، حسب إحصاءات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، تليها "لينك دوت نت" المملوكة لشركة "موبينيل" للهاتف المحمول وتستحوذ على ٣٠٪ من السوق، في حين تتوزع نسية الـ ١٠٪ المتبقية بين شركات "فودافون داتا" التابعة لشركة فودافون مصر، و"نايل أون لاين" و"إيجي نت".

وقال ياسر رضوان، خبير الاتصالات للأناضول، إن التأثير الأكبر لرفع الدعم سيقع على الشركات مقدمة الخدمة فقط، ولن يمتد إلى العميل، خاصة وأن "تى إى داتا" لن ترفع أسعارها في ظل دعم مالكها (المصرية للاتصالات) لها.