رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على آداب الطريق في الشريعة الإسلامية

الدكتور عبد المهدى
الدكتور عبد المهدى عبد القادر
18 حجم الخط

نظم الحياة تحتاج إلى أبنية وطرق تتخللها ينتقل الناس من خلالها من هنا إلى هناك ، وهي طرق تخدم مصالح الناس ،وكثيراً ما يجتمع الناس فى هذه الطرق فيجلسون يتحدثون فى أمور حياتهم ويتسامرون بما يرفه عن نفوسهم إلا أنه قد تتحول هذه المجالس الى منابع للأذى ومبعث للفجور‘فينظر الجالس إلى السيدات التى تمر بالطريق أو يغتاب أحد المارة بالتهكم وقد يقع تطاول وعدوان . فما هي آداب الطريق التى نصت عليها الشريعة الإسلامية . 

 

يجيب الدكتور عبد المهدي عبد القادر فيقول :

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "إياكم والجلوس فى الطرقات”.

 

كما حذرهم عليه السلام من مجالس الطرقات العامة حتى يتجنبوا الاثام وسدا لباب اى شر يمكن ان يأتى من هذه المجالس ، وتساءل الصحابة سؤال أدب واستفسار قائلين : مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها ، فأبانوا أن هذه المجالس مهمة لهم يتحدثون فى امور حياتهم بما معه يستفيد الصغير من الكبير فتحكى المشاكل وتتعاون العقول فى حلها وتبذل النصائح لطالبيها  كما انها لم تتجاوز الحديث الى غيره من الآثام.

 

فلما اوضحوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهم الى هذه المجالس ، فعلمهم رسول الله آداب الجلوس فى الطرقات وهى آداب تجعل الجلوس مزية لا عيبا ومصدر خير لا مصدر شر فقال صلى الله عليه وسلم : “فإذا أبيتم الا المجلس فاعطوا الطريق حقه ، قالوا وما حق الطريق يارسول الله ؟ قال : غض البصر وكف الأذى ، ورد السلام ، والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ..وهى آداب جامعة “.

 

فمن جلس فى طريق عام فليتق الله وليغض بصره عن النساء المارات وليتذكر قول الله تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) وقوله تعالى (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) .

 

وليتذكر ايضا قول رسول الله (عفوا تعف نساؤكم ) ، وفى غض البصر بعد عن شر مستطير ، فمن غض بصره أمن الفتنة وأمن الوقوع فى مراحل الزنا الاخرى كالابتسامة والضحك وغير ذلك مما يلي النظر . 

 

اقرا ايضا: 

دار الإفتاء: احترام خصوصيات الآخرين واجب شرعي وأخلاقي

 

ولم تقف وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد ــ أعنى كف الأذى ـــ وانما تعدت ذلك الى الخير فقال: ( ورد السلام ) يريد بذلك إكرام المارة وتقديم المعونة إليه إذا احتاج .

 

وجاء فى رواية أخرى (اهدوا السبيل ، واعينوا المظلوم ، وافشوا السلام ) بإلقائه على المارة لما فى ذلك من أجر عظيم .

الجريدة الرسمية