رئيس التحرير
عصام كامل

طير الواحات.. قصة جبل حمى الأقباط من الاضطهاد ووثقت جدرانه مسار العائلة المقدسة | صور

جبل طير الواحات حمي
جبل طير الواحات حمي الأقباط

فى الجانب الشمالي من مدخل واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد تقع سلاسل ومنحدرات جبل الطير والذي يمتد على مساحة كبير من مدخل الواحة متخذا شكل هضاب متلاصقة تتخللها مغارات وفتحات وكهوف فى المناطق المرتفعة به .

كتلة من التلال

جبل الطير عبارة كتلة من التلال متوسط ارتفاعها يصل لعشرات الأمتار ، وهي أول ما يقابلك عند دخولك الواحة بعد رحلة 9 ساعات  قادما من القاهرة و يتألف الجبل من صخور جيرية يعود عمر صخورها إلى فترة تتراوح بين 30 و 70 مليون سنة .

سر التسمية

سمى جبل الطير بهذا الاسم نظرا لان الطيور المهاجرة والبرية سكنته قديما واتخذته ملاذا  لها بعيدا عن الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة الأخرى ، حيث كان يشتهر بالحمام كما سكنت مرتفعاته النسور والصقور ، ومع بداية القرون الميلادية  كان هذا الجبل الواجهة الرئيسية التي حمت الأقباط قديما من بطش الرومان فور فرارهم من المدن المصرية ابان حكمهم والذين اضطهدوهم فى هذا العصر ، لذلك لم يجد الأقباط واجهة أمنة لهم سوى الواحات للاحتماء من ملاحقة الرومان والعيش في أمان وممارسة عقيدتهم في سلام  .

بجانب جبل الطير تقع مدينة ومقابر البجوات القديمة والتي تضم اقدم ثانى كنيسة مصرية مازالت بقايا المباني بها متواجدة حتى الان  ، كما تضم المدينة القديمة مقابرها يعلوها قباب وكان يطلق عليها قبوات وحرفت بعد ذلك تسميتها بالبجوات ،  ويسميها البعض "مدينة الموتى" أو "مدينة الخلود .

واستخدمت هذه الجبانة كمقبرة قبل دخول المسيحية إلى الواحات، ومع فرار المسيحيين خلال عصور الاضطهاد إلى الصحراء وانتشار المسيحية أخذ المسيحيون يدفنون موتاهم في الجبانة نفسها حيث دفن أسلافهم ويبلغ عدد مزارات هذه المقابر ٢٦٣ مزارًا .

ومن أهم المزارات المزخرفة بالبجوات هما مزاري "الخروج" و"السلام" والذين يسردا العديد من القصص الأنبياء .  

تعتبر منطقة جبل الطير من المناطق الأثرية المسيحية وتعود النقوش القبطية إلى القرون الرابع والخامس والعاشر الميلادي حيث مارس الأقباط والرهبان عقائدهم وشعائرهم فى امان بعيدا عن البطش والحصار الذى لحق بهم من جانب حكام الرومان ، حيث قاموا بنحت العديد من الكتابات والنقوش على الصخور والتى مازالت موجودة ليومنا هذا، كما أنهم رسموا الصليب بجوار تلك النقوش التى تعبر عن عباداتهم وصلاتهم.

كهف مريم

داخل جبر الطير يوجد كهف شهير يعرفه جميع المتخصصون والمهتمون بالاثار القبطية والإسلامية الا وهو كهف مريم وهو عبارة عن كهف صغير يضم رسومات عديدة على جدرانه وسمى بهذا الاسم نظرا لانه يحتوى على صورة للسيدة العذراء مريم قاما برسمها احد الرهبان الذين عاشوا فى الكهف قديما فضلا ورسومات لتعاليم الدين المسيحي وكتابات وسطور أخرى تخلد أسماء الشهداء من الأقباط .

قوافل تجارية

من أعلى مرتفعات جبل الطير يمكن رؤية مدينة الخارجة بالكامل حيث تظهر المناطق القديمة والمبانى وحقول ومزارع النخيل التى تحيط الواحة من كل جانب حيث كان الجبل يقع قدما على طريق درب الاربعين وهو ممر وطريق قديم كان يربط صعيد مصر بشمال السودان عن طريق الواحات وكانت تمر به القوافل التجارية التى تتبادل النشاط التجاري بين مصر والسودان  . 

الوادي الجديد تستأنف الرحلات الجوية من القاهرة إلى مطار الخارجة.. الأحد

رحلة العائلة المقدسة

بالرغم من المكانة الدينية والاثرية الهامة لجبل الطير الا انه لم يحظى بالقدر الكافى من اهتمام وزارة الاثار بالرغم من احتواء هذا الجبل على العديد من المخربشات والكتابات التى تسرد ماحل بالاقباط قديما ورحلة العائلة المقدسة والعديد من قصص الأنبياء والشهداء الذين ضحوا بحياتهم  دفاعا عن المسيحية كما إن هناك مخربشات ونقوش ورسومات يعود عمرها لآلاف السنين قبل القرن الاول الميلادي لسكان الواحات الأصليين جميعها طمستها وشوهتها يد الإهمال من الذين زاروا المكان خلسة واقاموا رحلات للكهوف الداخلية . 

الجريدة الرسمية