رئيس التحرير
عصام كامل

البطاطس تسقط في فخ انهيار الأسعار.. وشبح أزمة 2018 يلوح في الأفق

فيتو

يشهد محصول البطاطس ارتفاعا كبيرا فى الإنتاجية خلال الموسم الجارى، مما تسبب فى انهيار الأسعار وتحقيق المزارعين خسائر كبيرة على مستوى السوق المحلى، بعد أن هبط سعر الطن من الحقل إلى 1500 جنيه  وأقل فى بعض المناطق.

وكشف المحاسب أحمد الشربينى رئيس الجمعية التعاونية العامة لمنتجى البطاطس، أن انهيار أسعار البطاطس فى العروة الصيفية التى يتم حصادها حاليا له أسباب حذرت منها الجمعية وكل خبراء زراعة البطاطس فى مصر نهاية عام 2019، بعد أن ناشدنا وزارة الزراعة بضرورة إغلاق باب استيراد التقاوى بعد اكتفاء السوق من الكميات التى وصلت حتى شهر ديسمبر 2019 وهو الموعد الرسمى لموسم استيراد التقاوى من الخارج ودخولها إلى الأسواق، وكانت فى حدود 120 ألف طن وهى تكفى الاستهلاك المحلى والتصنيع والتصدير، لكن ما حدث أن حجم التقاوى التى دخلت إلى البلاد قاربت 140 ألف طن بعد مد فترة الاستيراد طوال شهر يناير الماضى، وهى كمية كبيرة تسببت فى زيادة المساحات المنزرعة وارتفاع الإنتاج بشكل لا يستوعبه السوق المحلى أو التصدير، وأدى إلى انهيار الأسعار كما حذرنا قبلها لكن لم تؤخذ توصياتنا بالجدية اللازمة، علاوة على إننا عرضنا تلك الأسباب فى اجتماع مع وزير الزراعة نهاية العام الماضى في محاولة لانقاذ الأمر قبل الأزمة. 

ولفت الشربينى إلى أن انهيار الأسعار الأخير تسبب فى خسارة الفلاح أكثر من 1000 جنيه من تكلفة إنتاج الطن الواحد الذى يتكلف فى حدود 2500 جنيه كحد أدنى كتكلفة للتقاوى ومستلزمات الإنتاج مختلفة أي أن الفدان الواحد يخسر أكثر من ١٥ ألف جنيه من تكلفة الإنتاج. 

وطالب الشربينى بإعادة تنظيم سوق البطاطس فى مصر وفك قبضة المستوردين الكبار عن لجنة تقاوى الحاصلات الزراعية التى يصدر عنها الموافقات على طلبات استيراد التقاوى، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاجية وانخفاض الأسعار يصب فى صالح المصدرين اللذين يشترون البطاطس بأقل الأسعار ثم يصدرونها بهامش ربح مرتفع جدا ويحققون مكاسب ضخمة على حساب المزارعين. 

وأضاف أن وزارة الزراعة والمسئولين لا يلجأون إلى الجمعية العامة للبطاطس بيت الخبرة الأصلي لهذا المحصول الإستراتيجى الهام وتلجأ لمستوردى التقاوى اللذين هم سبب الأزمة الحقيقية التى يعيش فيها الفلاح الآن. 

ومن جانبه قال محمد الجوهرى أحد مزارعى البطاطس بمحافظة الدقهلية أن الانهيار الحالى فى أسعار البطاطس يستلزم تأخير موعد العروة الشتوية التى تزرع فى شهر أغسطس من كل عام شهرين حتى يستوعب السوق كميات البطاطس المنتجة فى العروة الصيفية الحالية، لأن استمرار الوضع بالشكل الحالى والزراعة فى شهر أغسطس ستزيد المعروض فى الأسواق بشكل غير مسبوق وستنهار الأسعار بشكل أكبر عن المستوى الحالى وقد يقودنا ذلك إلى أزمة فى المعروض والأسعار عام 2021 لأن المزارعين سيجدون أنفسهم مضطرين لوقف زراعة البطاطس بسبب الخسائر الكبيرة وبالتالى ينخفض الإنتاج ويرتفع معه الأسعار. 

وأضاف الجوهرى أن من مصلحة الجميع سواء مزارعين أو مستهلكين أن يترفع سعر البطاطس ولو جنيه واحد فى الكيلو لأن ذلك سيحافظ على استمرارية الإنتاج وثبات الأسعار على المدى الطويل، وهو ما يجب أن تتدخل الدولة لتنفيذه بأى طريقة كانت.

 

الجريدة الرسمية