الرئاسية في أسبوع.. السيسي يشارك في قمة أفريقية مصغرة.. يبحث تداعيات مكافحة كورونا.. ويكلف بتطوير القضاء والإعلام
شهد الاسبوع الرئاسي الماضي نشاطا مكثفا حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام.
ووجه الرئيس بتعزيز دور الإعلام في إطار جهود الدولة لبناء الشخصية المصرية من كافة الجوانب، خاصةً تشكيل الوعي وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية والبناء الفكري والثقافي.
كما وجه الرئيس بتحقيق التنسيق الجماعي والتناغم بين كافة مؤسسات الدولة فيما يخص الإطار الإعلامي عند تناول الأزمات المختلفة في ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطني والدولي، فضلاً عن الالتزام بالشفافية والموضوعية الكاملة، وهو الأمر الذي من شأنه المساهمة في تقويض مخاطر انتشار الشائعات.
تطوير السياسة الإعلامية
وعرض أسامة هيكل خلال الاجتماع رؤية تطوير السياسة الإعلامية للدولة في ظل المستجدات الإقليمية والدولية المختلفة، لا سيما من خلال تحقيق الاستفادة المثلى من القدرات والخبرات البشرية التي تذخر بها مصر في مجال الإعلام، وذلك اتساقاً مع أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030 عن طريق تعظيم مدى تأثير الإعلام الوطني محلياً وخارجياً ونشر التوعية بجهود مؤسسات الدولة في العملية التنموية التي تشهدها مصر حالياً.
واجتمع الرئيس السيسي مع الدكتور محمد معيط وزير المالية، والمستشار عمر مروان وزير العدل، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
تطوير المنظومة القضائية
وتناول الاجتماع استعراض خطة تطوير المنظومة القضائية وميكنتها، وكذلك منظومة الشهر العقاري، فضلاً عن تطوير ورفع كفاءة مقرات المحاكم على مستوى الجمهورية.
ووجه الرئيس بتعزيز الجهود في هذا الإطار للتسهيل على المواطنين، خاصةً من خلال الإسراع في الميكنة والتحول الرقمي، وتحديث البنية التشريعية المنظمة للإجراءات ذات الصلة، ورفع كفاءة قاعات المحاكم وزيادة عدد مكاتب الشهر العقاري.
كما تم عرض جهود تطوير منظومة العمل القضائية، وذلك من خلال الارتقاء ببيئة العمل الإداري لتيسير إجراءات العمل القضائي والتغلب على معوقاته لتمكين القضاة من أداء واجبهم على أكمل وجه، وكذا تعظيم الجانب الخاص برفع القدرات، بالإضافة إلى ميكنة العمل بالمحاكم بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورفع كفاءة مباني المحاكم وملحقاتها وغرف المداولة لضمان بيئة عمل مناسبة للقضاة والمواطنين.
واجتمع الرئيس عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع عدد من مديري مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية، وهي مستشفيات العجوزة، والشيخ زايد آل نهيان، و١٥ مايو، وأبو خليفة، وإسنا التخصصي، وعين شمس التخصصي بالعبور، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية.
مستشفيات العزل
وتابع الرئيس خلال الاجتماع سير العمل في مستشفيات العزل، باعتبارها من أهم أدوات الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أعرب عن التقدير والاعتزاز بالجهود الضخمة التي تبذلها الأطقم الطبية العاملة بتلك المستشفيات خلال هذه الفترة الاستثنائية.
ووجه الرئيس في ذات السياق بتوفير كافة الاحتياجات والمستلزمات الطبية اللازمة لمستشفيات العزل، والتأكد من تطبيق بروتوكولات العلاج المحدثة وأعلى معايير مكافحة العدوى بها، فضلاً عن التشديد على توفير العدد الكافي من القوى البشرية.
كما وجه الرئيس بتكثيف حملات التوعية لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض المواطنين بشأن فيروس كورونا، والتي من شأنها أن تدفع البعض إلى تجنب الخضوع للفحوصات أو طلب الرعاية الطبية خوفاً من التعرض للنبذ الاجتماعي، وهو الامر الذي يزيد من خطورة إصابتهم.
قمة مصغرة
كما شارك الرئيس السيسي خلال الاسبوع الرئاسي في قمة مصغرة عبر الفيديو كونفرنس مع عدد من القادة الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورؤساء كينيا ومالي والكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى رؤساء الجابون والنيجر وتنزانيا ورواندا وتشاد ومدغشقر ورئيس الوزراء السوداني، بصفتهم الرؤساء الحاليين للتجمعات الاقتصادية الإقليمية المختلفة في أفريقيا، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض.
وجاءت القمة المصغرة لمتابعة نتائج القمم السابقة بين القادة الأفارقة للتباحث بشأن تداعيات انتشار وباء كورونا المستجد علي الدول الأفريقية ومناقشة سبل التعامل مع هذه الأزمة.
وأكد الرئيس ضرورة استمرار التواصل بين الدول الأفريقية لتنسيق الجهود وتعزيز العمل القاري المشترك بشأن مواجهة فيروس كورونا، فضلاً عن الأهمية الكبيرة للتجمعات الاقتصادية الإقليمية بأفريقيا في هذا الخصوص.
واشار إلى أهمية النتائج التي خلصت إليها القمم الأفريقية المصغرة السابقة، خاصةً ما يتعلق بتأسيس ائتلاف رجال الأعمال الأفارقة، وذلك لحشد الموارد والمساهمة في تنفيذ المشروعات ذات الصلة في إطار المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص.
كما أكد الرئيس في ذات السياق أهمية تعزيز التحرك مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الدوليين لدعم الدول الأفريقية على المستوى الاقتصادي على المديين المتوسط والطويل في ظل التداعيات السلبية على اقتصاديات الدول نتيجة انتشار وباء كورونا، وذلك إلى جانب توفير الدعم اللازم من الإمدادات الطبية والوقائية.
واستعرض الرئيس أيضاً تجربة مصر في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، خاصةً ما يتعلق بدعم القطاعين الصحي والاقتصادي، مشيراً إلى أن تلك التجربة أظهرت أهمية التكاتف والترابط بين الشعوب ومؤسسات دولها في إطار من العمل الجماعي لمواجهة التحديات الناجمة عن الأزمات المماثلة.
كما جدد الرئيس التأكيد على أن مواجهة تداعيات انتشار وباء كورونا ينبغي أن تتم بالتوازي مع باقي الجهود القارية لمكافحة مختلف المخاطر التي تهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية، خاصةً الإرهاب والفكر والمتطرف.
وشهد الاجتماع استعراض الوضع الحالي لانتشار فيروس كورونا المستجد في مختلف أقاليم القارة، بما فيها معدل انتقال العدوى وأعداد الإصابات والوفيات.
كما شهد الاجتماع التوافق حول استمرار التنسيق مع دول مجموعة العشرين لتنفيذ والبناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير لقمة المجموعة لدعم الدول الأفريقية فيما يتعلق بحشد التمويل التنموي وتقديم المساعدة المالية الدولية لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية المترتبة على أزمة فيروس كورونا، فضلاً عن العمل على تعزيز قدرات الدول الأفريقية لتشخيص فيروس كورونا وكذا تبادل أفضل الممارسات والخبرات في هذا الصدد.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من عمران خان، رئيس وزراء باكستان.
وعبر رئيس الوزراء الباكستاني عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط ممتدة وعلاقات وثيقة، مثمناً دعم مصر لمبادرة الباكستان الدولية لتخفيف عبء الديون عن الدول الفقيرة والنامية في ظل التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المُستجد.
كما تناول الاتصال تبادل الرؤى بشأن جهود البلدين لمكافحة انتشار فيروس كورونا، حيث تم التوافق حول التنسيق بين مصر وباكستان لتبادل الخبرات والتواصل بين الأجهزة المعنية بجهود المكافحة وإجراءات الوقاية الصحية.
وأشاد الرئيس بتميز العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وباكستان، مؤكداً سيادته حرص مصر على الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي بين البلدين على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بالمستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري.
كما نعى الرئيس السيسي شهداء الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع أمس في مدينة بئر العبد قائلا “نالت يد الغدر اليوم من أبنائنا الأبطال جنوب مدينة بئر العبد فقوى الشر لا تزال تحاول خطف هذا الوطن لكننا بفضل الله ثم بفضل أبناء مصر وجيشه القوي صامدون بقوة وإيمان وقادرون أن نحطم آمال تلك النفوس الخبيثة الغادرة”.
وأضاف الرئيس “رحم الله أبناءنا وكل من قدم نفسه شهيدا أو مصابا فداء لمصر رحم الله كل من روى بدمائه وعرقه تراب هذا الوطن كي يبقى نابضا بالحياة وتظل رايته مرفوعة.. حفظ الله مصر وشعبها”.
