رئيس التحرير
عصام كامل

دول استخدمتها.. التكنولوجيا الحديثة لمكافحة كورونا فترة مؤقتة أم بداية لتقييد الحريات؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد أن ظهر فيروس كورونا المستجد، واجهت جميع الدول المتقدمة والأوروبية صعوبة بالغة في تعقب ورصد وتحديد المصابين بالفيروس التاجي الجديد "كوفيد – 19" نظرًا لأعراضه المشابه للإنفلونزا، بالإضافة إلى أن أعراضه غير مرئية في أغلب الحالات، إلا أنها هذه البلدان لجأت في النهاية إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية تعقب وتحديد مصابي الفيروس التاجي الجديد "كوفيد – 19".

وأبدت تلك التكنولوجيا نجاحات فائقة، بل وساعدت في احتواء فيروس كورونا المستجد في العديد من البلدان، أبرزها الصين وكوريا الجنوبية، وبعض الحكومات الأوروبية مؤخرًا مثل إيطاليا وبولندا.

التكنولوجيا المتطورة

كانت الصين من أوائل الدول التي استخدمت التكنولوجيا في تعقب الفيروس التاجي الجديد، إذ أطلقت العديد من التطبيقات الإلكترونية واستخدمت الذكاء الاصطناعي في تحديد المصابين، حيث تساهم شبكة البيانات العملاقة في الحد من انتشار الفيروس. فمثلًا إذا أصيب أحد الأشخاص تستطيع السلطات الصينية، عبر نظم المراقبة الذكية الشاملة الموجودة في المناطق العامة والتي تستطيع التعرف على الوجوه وتحديد هُويتها، أن تُحدد خط سير هذا الشخص وتعقيم المناطق التي مرت الحالة المصابة من خلالها، فضلًا عن إرسال تحذير علني إلى جميع الأفراد الذين مروا بهذه المناطق للتوجه للكشف الفوري.

وصادقت الحكومة التايلاندية على قانون ينص على إلزام الأشخاص الذين يغادرون من مناطق عالية الخطورة تنزيل تطبيق على هواتفهم الذكية، حتى تتمكن السلطات من مراقبة تحركاتهم خلال 14 يومًا من وجودهم في الحجر الصحي.

بينما في هونج كونج، تستخدم الحكومة الأساور الإلكترونية فضلًا عن تطبيقات لفرض الحجر الصحي، كما أن بعض الدول الأوروبية اضطرت لاستخدام التكنولوجيا، لمراقبة الأفراد وتعقب حركاتهم أيضًا نظرًا للأوضاع التي تمر بها وتفشي العدوى داخل أراضيها.

وأصدرت بولندا تطبيق الحجر الصحي المنزلي، حيث يرسل المستخدمون صورة جغرافية للشرطة لإثبات أنهم لا ينتهكون الحجر الصحي، ويرتبط التطبيق بقاعدة بيانات لأرقام هواتف الأشخاص الخاضعين للحجر الإلزامي، بما في ذلك أولئك الذين عادوا إلى بولندا بعد تواجدهم في الخارج، أو الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق مع شخص أصيب بالفيروس.

وفي إيطاليا وافقت بعض شركات تشغيل الهاتف على مشاركة مجموعات بيانات لمستخدمين مع الحكومة من أجل تتبع تحركات المواطنين، وقالت شركة فودافون: إنها ستكون مستعدة لمساعدة الحكومات في تطوير رؤى بناءً على مجموعات بيانات كبيرة حيثما أمكن ذلك تقنيًا وسمح به قانونًا.

ووفقًا للشركة، فإنهم ينشئون بالفعل خريطة رقمية تُظهر تحركات السكان في لومباردي على غرار تلك التي أنشأها فيسبوك الذي شارك في أوقات سابقة بيانات مستخدمين مع السلطات للمساعدة في أوقات الأزمات، تمامًا كما كان الأمر حين اندلعت حرائق الغابات الأسترالية في 2019.

لغز برلين.. هل تمتلك ألمانيا لقاحا سريا لعلاج فيروس كورونا؟

مخاوف

أعرب العديد من الحقوقيين والمراقبين عن مخاوفهم من استخدام الحكومات هذه التكنولوجيا المتطورة في تعقب المواطنين وتقييد حريتهم بعد انتهاء أزمة كورونا، مشيرين إلى أنه ربما في هذه الأوقات قد يكون من المباح للحكومات استخدام هذه الوسائل للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على حياة المواطنين، إلا أنها في الأوقات العادية قد تكون انتهاكًا للحقوق والحريات.

كما أشارت العديد من المنظمات الحقوقية إلى قلقهم من وسائل بعض الدول للسيطرة علي انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، قائلين: إذا كانت هذه الإجراءات ضرورية الوقت الحالي، فالمخاوف الحقيقية استمرارها لمدة أطول ما يؤثر على الحريات وحقوق الإنسان.

الجريدة الرسمية