رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (8)

أصبح تفشي فيروس كورونا مادة لنشر نظريات المؤامرة عبر الإنترنت حول العالم، والسؤال الأكثر انتشارا في العالم هل هي حرب بيولوجية؟

 

ونظرا لصعوبة الإجابة على هذا السؤال أو الوصول إلى إجابة مبدئية، استعرض عليكم فكرة عامة عن ماهية الحروب البيولوجية..

 

إنها ( Biological Warfare) وتعرف أيضًا باسم الحرب الجرثومية، أو الحرب الميكروبية، هي الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية الدقيقة وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، ويطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية، غير أن تعبير الحرب البيولوجية أكثر دقة لشموليته..

 

والاستخدام المتعمد للعوامل البيولوجية في الحروب قديم جدا، إذ كثيرا ما لجأ المحاربون القدماء إلى تسميم مياه الشرب والنبيذ والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات أعدائهم، ولقد استمر اللجوء إلى هذه العوامل حتى القرن العشرين، حيث استخدمها البريطانيون والأمريكان في جنوب شرقي آسيا لتدمير المحاصيل والغابات التي توفر ملجأ للقوات المحاربة لهم..

 

اقرأ أيضا: معسكرات الحزب الشبابية سلاح مواجهة حروب الجيل الرابع

 

ومن خلال ذلك يمكن إعطاء فكرة عامة عن الحرب البيولوجية، وذلك بالنظر إلى تاريخ هذه الحرب والاستفادة من تجارب الماضي، حيث إن هذا السلاح يسبب الرعب، وينشر الخوف في قلوب الناس، ويمكن تقسيم تاريخ الحرب البيولوجية إلى ثلاث مراحل على النحو التالي:

 

المرحلة الأولى: وتمتد من الأزمان المظلمة حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر، فمثلاً استعمل الصليبيون جثث المصابين بالطاعون لمحاربة الأعداء، كما استعمل الطريقة نفسها جنكيز خان وقذف بالجثث المصابة بالطاعون على أسوار المدن التي حاصرها في أوروبا..

 

وأدى ذلك إلى انتشار الطاعون بسبب هرب السكان في شرق البلاد وغربها، وتم القضاء على ٢٥ مليون شخص، أي ثلث سكان القارة الأوروبية في ذلك الزمان، وفي عام ١٧٦٣استعملت بريطانيا فيروس الجدري ضد الهنود الحمر في أمريكا، وأدى ذلك إلى إبادة ٦ملايين شخص، كما استعمل الفرنسيون الفيروس نفسه عند احتلال كندا.

اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع ومعركة الوعي (5)

المرحلة الثانية: في الحرب العالمية الأولى ظهر استعمال واسع للأسلحة الكيميائية، ومنها مثلاً: غاز الكلور، وغاز الخردل، والفوسجين، وغيرها، وتم إصابة حوالي مليون ونصف المليون شخص إصابات قاتلة، أدى هذا الاستعمال الرهيب للغازات السامة إلى ظهور اتفاقية جنيف عام ١٩٢٥، والتي تحرم استعمال جميع الغازات السامة وما شابهها في التأثير، ورفضت اليابان والولايات المتحدة التوقيع على معاهدة جنيف.

 

المرحلة الثالثة: بدأت قبل عقدين من الزمن وذلك باستعمال الهندسة الوراثية، ومن خصائص هذه المرحلة إنتاج عوامل مبتكرة ذات مواصفات مطابقة لشروط معينة، مثل ابتكار طرق في نشر المواد الفعالة في مختلف الظروف، إنتاج لقاحات لحماية المواطنين والسكان.

 

 لكن رغم ذلك لا يبدو أن البشرية تتعلم من أخطائها.. فلم يمض الشهر الأول من عام ٢٠٢٠ إلا ومصطلح الحرب البيولوجية عاد ليطفو على السطح مرةً أخرى، وأصبح حديث الساعة، والحديث تفجر بسبب انتشار فيروس كورونا القاتل في مدينة ووهان الصينية، على الرغم من التأكيدات الرسمية أن الفيروس انتشر لأسباب تتعلق بالعادات الغذائية الصينية الغريبة..

 

إلا أنّ هناك عدة قرائن تجعلنا نشكك في تلك الرواية، حيث انتشر فيروس كورونا فى أكثر من ٢٠ دولة حول العالم، ويعتقد خبراء أن ٧٥ ألف شخص فى مدينة ووهان الصينية أصيبوا بهذا الفيروس، حيث تعد هذه المدينة نقطة انتشاره الأولى، ومنها خرج ما يقرب من ٥ ملايين شخص إلى أنحاء العالم، قبل أن تفرض السلطات الصينية حظرا كاملا على المدينة..

 

اقرأ أيضا: حروب الجيل الرابع.. معركة الوعى "1"

 

ليبقى السؤال عن مصدر ظهور هذا الفيروس الخطير، وذلك وفق فيديو عرضته شبكة "سكاى نيوز" ليبقي السؤال العالمي هنا هل "كورونا" هي حرب بيولوجية أم حرب شركات أدوية أم تنبئات أم معلومات ففي عام ٢٠١١م، أنتجت السينما الأمريكية فيلما اسمه "المرض المعدي" أو "Contagion" من إخراج ستيف سوديربيرغ..

 

الفيلم يوثق انتشار مرض معد مصدره "شربة الخفافيش"، وانطلقت العدوى من وسط مدينة مزدحمة بالسكان لتقتل ملايين البشر في كوكب الارض، ثم أنتج في عام ٢٠١٤ مسلسلا أمريكيا اسمه “السفينة الأخيرة the last ship" عن رواية صدرت عام ١٩٨٨م تحمل الاسم نفسه، لويليام برينكلي، يتحدث عن فيروس دمر العالم..

 

وهناك أعمال سينمائية أمريكية أخرى تتحدث عن ملامح المشهد العالمي الحالي، مثل فيلم "Outbreak" أو "تفشى الوباء" الذي أنتج عام ١٩٩٥، ويتحدث عن وباء يدمر الجهاز التنفسي وينتشر بسرعة شديدة في العالم انطلاقا من قرود في"زائير"..

 

لكن الأمر يزداد دهشة حينما تعرف أن السينما الأمريكية ليست الوحيدة من تنبأت بكورونا، فعملاق مايكروسوفت "بيل جيتس" حذر في حلقة وثائقية بعنوان الوباء القادم" صدرت عام٢٠١٩م من مخاطر ظهور فيروس قاتل في أسواق الصين، قبل انتقاله بسرعة إلى مختلف بقاع العالم" وللحديث بقية.

Advertisements
الجريدة الرسمية