رئيس التحرير
عصام كامل

جحيم الإسلاميين.. الشرطة الفكرية والملاحقات القضائية تفجر السويد من الداخل

إرهاب الإسلاميين
إرهاب الإسلاميين

يتصاعد خطر التنظيمات الدينية على كل المجتمعات الأوروبية.. إحساس غير مسبوق بالقفز في الجحيم، بسبب السماح للإسلاميين بالانتشار داخل مجتمعات تعددية، فهددوا الديمقراطية وأسس المجتمع المفتوح التي استغلوها أسوأ استغلال، وخاصة في السويد، البلد الذي ‏تقف قوانينه عاجز حتى الآن عن التعامل مع التطرف بما يمكن أن يتقى شره حاليا ومستقبلا. 

 

شر التطرف انعكس على الواقع بقوة، أصبح ‏المواطن السويدي محاصرا داخل بلاده، خائف إما من جرائم التطرف، أو من الملاحقة القانونية، بسبب شرطة الأفكار التي تعتمدها ‏مليشيا التنظيمات الدينية لكل مخالف لهم، او من يحاول انتقاد طريقتهم في تدمير المجتمع. ‏ 

 

اقرأ أيضاً: 

باحث سوداني: الجزيرة صوت التنظيم الدولي للإخوان في المنطقة 

 

وكانت سيرة حياة إحدى عائلات داعش، حديث المجتمع السويدي مؤخرا، بعد نشر فيلم قصير عن حياتهم الجهادية، وبث على جميع  ‏وسائل الإعلام السويدية، ويظهر في أحد المشاهد، زوجة الداعشي وهي تطلق النار، بينما يشرح الأب للأطفال ما معنى الجهاد، ‏وكان لافتا مرح المرأة وهي تطلق النار بمرح وسيط صيحات "الله أكبر".‏ 

 

و يظهر في مشهد آخر، الأب وهو يشرح لإبنه الصغير كيفية استخدام الذخيرة، فيطلب الطفل الانضمام إليه على الفور، وهنا يتدخل ‏المعلق السويدي، ليؤكد أن هؤلاء الأطفال عادوا إلى المدارس، والكارثة أن السلطات لا تعرف عددهم الأطفال، وهم وفقًا لمسح ‏أجرته القناة التلفزيونية السويدية يبلغون حوالي 16 بالغًا وعشرة أطفال من بين 150 عائدًا، وهنا يمكن تحديد الأزمة في داعش، لكن الغريب تحجيم المجتمع ورفض الإسلاميين للاشتباك المجتمعي مع القضية، ومن يرفضها أو يتوسع في محاولة علاج القضية من جذورها، يجد ملاحقات لا قبل له بها. 

 

ومنذ سنوات بدأ المجتمع السويدي يكشف أنه يعيش تحديات كبيرة وخطيرة في التعامل مع آلاف المتطرفين الذي تسللوا إلى هناك وحصلوا على الجنسية، ومعها كل الامتيازات اللازمة لنشر أفكارهم في حماية القانون، ومع الوقت أصبح السويديون ‏يشعرون بعدم الأمان بشكل متزايد في بلادهم. 

 

وفقًا لتقرير جديد للأمن القومي نشره  المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة، ‏أصبحت تخشى كل أربعة نساء من بين كل عشره السير في الشارع بحرية، وربع السكان يختارون طريقًا أو وسيلة نقل مختلفة ‏نتيجة للخوف من الجريمة، والتهديدات والمضايقات. ‏ 

 

المجتمع التعددي هجر المناقشات العامة على الإنترنت، وبحسب تقارير أصبح خمس السكان لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم ‏على الشبكة، خوفًا من الوقوع ضحية لجرائهم الاستهداف، سواء البدني والمعنوي من أنصار التطرف الديني، أو تتبعهم بالقضايا التي يوظف لأجلها ميليشا ‏دينية تتبع كل من يقول رأيا يخالف قناعاتهم، ويبلغون عنه بتهمة التحريض على الجماعات العرقية، وهي جريمة يعاقب عليها ‏القانون السويدي.  

 

‏ كانت “فيتو” قد نشرت تصريحا للدكتور عبد الله القحطاني، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يؤكد فيه أن التنظيمات ‏الدينية، تغلغلت بشكل غير مسبوق في القارة الأوروبية ووصلت ‏لمراحل خطيرة جدًا، وأوضح أن هناك دول معروفة بمساندتها ‏للإسلام السياسي، تمولهم في أوروبا، وتوجههم سياسيا.‏ 

 

وأشار القحطاني إلى أن الجماعات المتطرفة تمكنت من المجتمعات الأوربية من خلال جمعيات خيرية، جلبوا من أموالها كل المتعثرين في الحياة بالبلدان ‏الغربية، وقدموا لهم المساعدات، ووطنوهم في تجمعات قريبة منهم، لشراء ولائهم، والاستقواء بهم لاحقا. 

 

ويوضح أن ‏‏هناك تخوف كبير في المجتمعات الأوروبية، التي أصبحت ‏على يقين من أنهم تنظيمات تعادي الإنسانية جمعاء، لافتا إلى أنهم ‏أساس الإرهاب في المنطقة والعالم، مطالبا كل طرف دولي بتحمل ‏مسئولياته تجاه وأد هذه الأفكار ‏والقضاء عليها». على حد قوله. ‏  

الجريدة الرسمية