رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف السباعى يكتب: جاذبية نادية لطفى

يوسف السباعى
يوسف السباعى

حضر الأديب يوسف السباعى ـ رحل عام 1978 ـــ  العرض الأول للفيلم العربى "السمان والخريف" عن قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومن إخراج حسام الدين مصطفى، وتجسد فيه نادية لطفى شخصية ريرى فتاة الليل التى تلتقى بعيسى الدباغ (محمود مرسى) السياسى الكبير المستبعد من منصبه تتعلق به وعندما تحمل يقوم بطردها من بيته.

 

ونظرا لبراعة نادية لطفى الممثلة الشابة فى أداء هذا الدور كتب الأديب يوسف السباعى فى جريدة الأهرام مقالا عام 1967 عن بطلة الفيلم بمجرد رؤيته للفيلم قال فيه:

 

بين أول مرة وآخر مرة رأيت فيها صورتك على الشاشة عمر طويل، كانت أول مرة فى صالة العرض الخاص فى ستديو نحاس عندما انتهى عرض الفيلم الذى كنا نراه وعرضت علينا لقطات لوجه جديد يجرى اختباره وقتذاك.

 

وكانت آخر مرة بالأمس فى فيلم (السمان والخريف) عندما رأيتك فى دور فتاة الليل التى تتسكع مخمورة على الأرصفة، وأول ما يخطر ببالى وأنا أكتب إليك هو محاولة سريعة للمقارنة بين الصورتين لعلى أستطيع من المقارنة أن أعرف من أنت، كيف أنت وكيف أصبحت.

 

وأول وجه للشبه بين الصورتين هو جاذبية عامة بغير جمال تفصيلى، ولعلك تذكرين ما تعودت أن أقوله لك مزاحا .. من أنك لست جميلة، ولكن بك شيء جذاب، وهو الذى يربط بينك وبين جمهورك، يؤكد ذلك المركز الكبير الذى احتلته على الشاشة والنجاح الساحق الذى حققته.

 

ولا جدال أنك فى كل صورك التى رأيتها لك على الشاشة تغلب فيها جاذبيتك غير المرئية على افتقادك للمقاييس العادية لشكل الجمال بحيث تقنعين المرأة بأنك جميلة دون أن يدرى له سببا.

 

تتساوى فى ذلك صورة الاختبار الأولى بوجهها البريء الطيب، وصورة فتاة نادى الجزيرة بوجهها الأرستقراطى ومشيتها المتعالية فى فيلم "لا تطفئ الشمس " أو صورة "ريرى" فتاة الليل المتسكعة على الأرصفة فى فيلم "السمان والخريف".

 

ولعلك تؤكدين بهذا يقينى بأن الجاذبية موهبة لا مقاييس لها، وأن الصلة بين الفنان وجمهوره يوثقها شيء ما.. نعجز عن توصيفه ، ونعجز أيضا عن فرضه... وأنت بلا جدال تملكين هذا الشيء ما.

 

اقرأ أيضا: 

يوسف السباعي يحضر تصوير "بين الأطلال" لإقناع فاتن حمامة بدورها

 

وبمقارنة أخرى بين صورتيك الأولى والأخيرة استطيع كما عرفت من أنت، أن أعرف كيف أصبحت، وكما استطعت أن أؤكد أن بك شيئا ما.. أستطيع أن أؤكد أيضا أنك أصبحت شيئا ما.. رغم هذا المكياج الرديء المبالغ فيه الذى لطخوا به وجهك فقد أثبت قدرة فى الأداء لا حد لها.

 

كما أكدت أنك لم تعتمدى فى جذب الجماهير على هذا الشيء ما.. الذى وهبك الله إياه بل اكتسبت لنفسك من الخبرة والقدرة ما يحول صورتك من فنانة جذابة الى فنانة قادرة.. سلامى وتحياتى إليك.

الجريدة الرسمية