رئيس التحرير
عصام كامل

وهنعمل إيه بعد طرد مرسي والإخوان؟!


أظنه هو السؤال الأهم، فليس الهدف فقط هو أن نطرد مرسي من القصر الرئاسي بإجباره على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وليس الهدف فقط هو ازحة التنظيم السري للإخوان عن مفاصل الدولة. ولكن السؤال الأهم هو : ما هي الخطة التي سوف نتفق ونعمل عليها، ونحشد المصريين حولها. واقصد هنا بالخطة هي الخطوط الأساسية ، مثل هل سنكتب مثلاً دستوراً جديداً أولاً أم تكون هناك انتخابات رئاسية أولاً. من الذي سيتولى قيادة البلد في المرحلة الانتقالية، هل هو قائد الجيش كما يطالب البعض، أم مجلس رئاسي، ومن الذي سيشكل الحكومة وما هي نوعيتها .. الخ.


الحقيقة أننا اذا لم نفعل، فسوف نكرر ما حدث في اعقاب ثورة يناير.. فكيف حدث ذلك؟

كان الاتفاق كاسحاً حول حتمية رحيل الرئيس مبارك الآن وفوراً ولا ينتظر الستة اشهر التي تحدث عنها.. وكان الرفض كاسحاً ايضاً لأن يتولى أي من رجاله أي فترة انتقالية. ولأنه لم يكن هناك اتفاق حول الخطوط الأساسية لما بعد مبارك ، قبل الكثيرون أن تنتقل السلطة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولم يستمع احد الى الأصوات التي طالبت بمجلس رئاسي.

الأمر هنا لا يتعلق بتأنيب الذات أو جلدها، أو حتى افتراض سوء النوايا للكثير من القوى السياسية. لكن الأمر ابسط من هذا. فكل ما نحتاجه هو ألا نعيد تكرار الأخطاء . استبدال استبداد مبارك باستبداد عسكري ومن بعده استبداد أكثر وحشية بغطاء ديني. والتقط البلد من على قارعة الطريق الأكثر تنظيماً من غيره ، حتى لو كان بلطجيا. والآن اذا حدث وتمت ازاحة الإخوان ، فسوف نقع في ذات الفخ، وهو أن نستبدلهم باستبداد تيار أو شخصية سياسية، ستكون اخف وطأة، ولكنها ايضاً سيكون ديكتاتوراً بغطاء ليبرالي أو يساري أو قومي .. الخ.

اذن لابد من وجود مشروع يلتف حوله قطاع كبير من المصريين، فرفض الإخوان ليس مشروعاً لبناء مصر. كما كان رفض مبارك ليس مشروعاً للمستقبل. ولا نريد أن تلقى مصر مرة اخرى على قارعة الطريق ، ليلتقطها بلطجي أو لص ليدمر ما تبقى منها.

الجريدة الرسمية