رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عيد وثورة

منذ ثمانية وستين عاما قدمت الشرطة المصرية ستة وخمسين رجلا من رجالها فداء للوطن، في معركة ظلت وستظل مدعاة للفخر والعزة والكرامة، حتي أن القائد الإنجليزي "البريجادير أكسهام" لم يجد أمامه إلا أن يأمر جنوده بأداء التحية العسكرية لمن تم اعتقالهم أو قتلهم من الضباط والجنود، تقديرا لبسالتهم وشجاعتهم في الزود عن وطنهم.

 

لم تكن تلك المعركة هي الأخيرة التي يضحي فيها رجال الشرطة المصرية بأنفسهم فداء للوطن، فهم قدموا وما زالوا يقدمون الكثير فلا ننسي حقبة التسعينيات من القرن الماضي حين اجتاح الإرهاب مصر، بداية من اغتيال "رفعت المحجوب" رئيس مجلس الشعب حينها.. نهاية بمذبحة الأقصر الذي راح ضحيتها ثمانية وخمسون سائحا.

 

وفي تلك الفترة كان لي صديق ضابط يعمل في الصعيد وتحديدا في أسيوط لم أكن أراه الا كل شهر ونصف أو شهرين حين تسمح الأحوال أن يحصل علي إجازة، وفي لقاءاتنا كنت اسأله عما يحدث هناك فيقول لي يكفي أن تعرف أن الضابط الذي يخرج رأسه من المدرعة يعتبر في عداد الموتي، والآن وفي تلك الفترة التي نعيشها لا يستطيع أحد أن ينكر ما يواجهه رجال الشرطة جنبا إلي جنب مع قواتنا المسلحة في مجابهة الإرهاب فى سيناء، وكيف قدما سويا شهداء كثر فداء لهذا الوطن، فتحية من القلب لرجال الشرطة في عيدهم.

 

اقرأ أيضا: وزيرة الصحة وحادث المنيا

 

اليوم أيضا تحل الذكري التاسعة لثورة ٢٥ يناير والتي اعتبرها ويعتبرها الكثير من امثالي ممن يعشقون تراب الوطن من أعظم ما مرت به مصر في العصر الحديث، إن تجاهل البعض لتلك الثورة العظيمة لن ينتقص منها بل ينتقص منهم خاصة هؤلاء الذين تغنوا بها وقت حدوثها، ثم لعنوها كاشفين عن وجوههم المتلونة طبقا لمصالحهم، والغريب في أمر هؤلاء أنهم ذهبوا لصناديق الاقتراع ووافقوا علي الدستور الحالي والذي يعترف أن ٢٥ يناير ثورة، وكيف لم يوافقوا وهم من كانوا يحثون الشعب ليلا ونهارا علي الموافقة حتي تستقر البلاد.

 

اقرأ ايضا :أحضنوا أمهاتكم قبل الممات

 

ألم يستمع هؤلاء للرئيس السيسي وهو يهنئ الشعب بمناسبة ثورة يناير وعيد الشرطة معا ويصف أهدافها بالنبيلة، ألم يقرأوا تهنئة رئيس الوزراء لرئيس الجمهورية بذكري الثورة التي قدمت شهداء أيضا من أبناء هذا الشعب وخيرة شبابه، الذي أثني عليه العالم أجمع، وقدمت القوات المسلحة التحية لأرواحهم، إن ذلك الإنكار لن يبني وطنا..

 

وأمثال هؤلاء هم من يسيئون للوطن بتطرفهم مثلهم في ذلك مثل الإخوان، الذين سطوا علي يناير قبل أن تعيدها يونيو إلي أحضان الشعب، فتحية من القلب لرجال الشرطة وشهدائها في عيدهم، وتحية من القلب لرجال يناير وشهدائها في ذكراها.

ولعنة الله علي الإخوان وأشباه رجالهم.

ahmed.mkan@yahoo.com 

Advertisements
الجريدة الرسمية