رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع في أخذ أجر مقابل قراءة القرآن في الجنائز؟

دار الإفتاء- أرشيفية
دار الإفتاء- أرشيفية

حظى القرآن الكريم برعاية خاصة فى الشريعة الإسلامية لأنه كتاب الله المنزل والذي فيه الخير للبشرية جمعها، ومن الأسئلة التى ترد فى هذا الشأن هو " حكم الشرع في أخذ أجر مقابل قراءة القرآن الكريم في الجنائز"؟.

من جانها أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز أخذ الأجر على كتاب الله تعالى تعليمًا وقراءةً وإقراءً ورقيةً ونحو ذلك؛ لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَرُّوا بِمَاءٍ، فِيهِمْ لَدِيغٌ أَوْ سَلِيمٌ، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَاءِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ، إِنَّ فِي المَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ عَلَى شَاءٍ، فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا، حَتَّى قَدِمُوا المَدِينَةَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللهِ أَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ" رواه البخاري.

 

وأشارت الدار إلي أنه أخذ بهذا الرأي كل من المالكية والشافعية، وهو المعتمد في الفتوى، مستهدًة بقول العلامة القليوبي في "حاشيته علي شرح المحلي" "تَصِحُّ الإِجَارَةُ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ لِحَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ، وَيَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ إنْ قَرَأَ بِحَضْرَتِهِ أَوْ نَوَاهُ بِهَا أَوْ أَهْدَى لَهُ الثَّوَابَ بَعْدَهَا".

هل يجوز جماع الزوجة بعد انقضاء دم الحيض وقبل الاغتسال؟

ومن الأسئلة التى ترد أيضًا فى هذا الشأن هو "هل سماع القرآن له ثواب؟".

وأكدت الدار أنه بالفعل يؤجر المسلم على سماعه لقراءة القرآن من الآخرين، ويستحب للمسلم أن يطلب التلاوة ممن يعلم منه إجادة التلاوة للقرآن الكريم مع حسن الصوت؛ ليستمع إليها؛ لما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "اقْرَأْ عَلَيَّ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا"، قَالَ: "حَسْبُكَ الآنَ" فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".

الجريدة الرسمية