رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع في دعوى الأخذ بالقرآن ومخالفة السنة النبوية؟

دار الإفتاء- أرشيفية
دار الإفتاء- أرشيفية

تظهر بين الحين والآخر بعض الشبهات التى يثيرها المشرقون من أجل تشيكيك المسملين في عقيدتهم ومن الشبهات التى تثار بين الوقت والاخر هو قول بعضهم أنه يجب مخالفة السنة النبوية، وأخذ التشريع فقط من القرآن الكريم؟

والمتتبع لأحوال المستشرقين يجدهم يحاولون بين الحين والآخر إيجاد بعض الشبهات التى يستغلون فيها ضعف معلومات بعض الشباب عن أصول الدين من اجل زعزعة عقيدته، ولكن علماء المسملين لم يقفوا مكتوفي الأيدى امام تلك الشبهات وسارعوا للرد عليها منذ قديم الزمن.

وعن شبهة دعوى الأخذ بالقرآن ومخالفة السنه النبوية، أوضحت دار الإفتاء أن السنة النبوية أصل من أصول التشريع، وكونها حجةً أمر معلوم من الدين بالضرورة ومتفق عليه من جميع المسلمين، مؤكدًا أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، بل إن كثيرًا من الأحكام الشرعية المأمور بها في القرآن الكريم لم توضح إلا بالسنة النبوية المشرفة.

حكم الشرع في كتابة قائمة للمنقولات الزوجية

وأضافت الدار أنه قد جاء الأمر في القرآن بالصلاة والمحافظة عليها دون تحديد لأوقاتها وكيفيتها وشروطها وأركانها، والذي بين ذلك ووضحه هو السنة النبوية، وكذلك الأمر في الزكاة والحج وغيرها من الأحكام الشرعية، لافتا إلي أن  ترك العمل بالسنة والقول بعدم حجيتها يهدم هذه العبادات التي هي أصل من أصول الإسلام وتركها يؤدي إلي الخروج من الإسلام.

وأكدت دار الإفتاء أن العمل بالسنة وتطبيقها هو في الحقيقة تنفيذ لأمر القرآن الكريم بتحري السنة في فهمه واتباع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما يأمر به أو ينهى عنه، قال تعالى: "وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"، وقال تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا".

وتابعت الدار أن: هذا النداء الباطل بترك العمل بالسنة النبوية دليل في ذاته على حجية السنة وأنه -صلى الله عليه وآله وسلم- لا ينطق إلا بوحي من الله، فلقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بهذه الدعوى وحذرنا منها فقال: "أَيَحسبُ أحدُكم مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ قَدْ يَظنُّ يقولُ: إنَّ الله لم يُحَرِّمْ شَيْئًا إِلَّا مَا فِي هَذَا القُرآنِ، أَلَا وَإنِّي -والله- قَدْ أمَرْتُ وَوعَظْتُ ونَهَيتُ عَن أَشْيَاءَ إنِّها لَمِثلُ القُرآنِ أَو أَكْثَر"، وأرشدنا إلى ما يجب علينا تجاهها فقال: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ".

الجريدة الرسمية