رئيس التحرير
عصام كامل

مبروك للدكتور جمال شعبان!

عند استبعاده من رئاسة معهد القلب -الذي التقط طبيب من بلد عربي شقيق بجانب لوحة تأسيسه صورة تذكارية وكتب عليها مصر في الستينيات كان لديها معهد كهذا ولم يكن لدينا لا طبيب ولا كليات طب- فوجئ من أصدروا القرار بغضب شعبي غير مسبوق.. أو على الأقل غير مسبوق من فترة طويلة مع استبعاد مسئول من موقعه..

حتى طالب الجميع الحكومة لتتدخل والإبقاء علي الدكتور جمال شعبان في موقعه.. ولأن الحكومة لا يمكن أن تفعل ذلك لأنها اختارت من يدير وزارة الصحة وفوضته في الارتقاء بها ولا يصح التدخل في عمله ولا إحراجه أمام الجميع.. خصوصا أن القرار مفاجئ!

من حزنوا على ترك الدكتور شعبان لرئاسة أو لعمادة معهد القلب يدركون ماذا فعل الرجل بالمعهد، من ارتقاء في العمل والأداء تزامن مع التطوير الذي قامت به الدولة من تحديث بنيته التي تهالكت، لتركه بغير تطوير فترة طويلة، وأنجزت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التطوير في أسابيع، بما أعاد له مع التطوير الإداري الذي جرى من قتل الروتين وإعلاء قيمة الإنسانية قبل الأختام والأوراق والتوقيعات..

اقرأ أيضا: الوزير الذى رحل والاتصال الذى لم يتم

وشاء القدر أن نرى بأنفسنا كيف يعامل الغلابة داخل المعهد، وكيف يجرون عملياتهم وفحوصاتهم وتتوقف آلامهم قبل إنهاء ورقة واحدة تريدها هيئة العلاج علي نفقة الدولة، أو أي جهة أخرى، ونقول بما أعاد إليه البهاء الذي كان عليه في الستينيات!

إلا أن رد الفعل الجماهيري على الاستبعاد دفع بعض الأصوات -وليسوا أكثر من أصوات- إلى اتهام الرجل في قدراته الإدارية! وأي اتهامات أخرى الهدف منها خلق المبرر لقرار الإقالة! وقالوا إن جهات تحقق وهيئات تفحص.. ومر اليوم الأول ولا شيء.. ثم مر الأسبوع الأول ولا شيء.. ثم مر الشهر الاول ولا شيء.. وقبل أن يمر العام الأول على الاتهامات نرى الدكتور شعبان يزور الدقهلية حاملا علمه وما تربى عليه من قيم نبيلة بطبيعة الحال..

ليقوم بنفسه بالكشف الطبي علي المحتاجين، ويفحص العشرات أو كل ما اتسع الوقت ليفحصهم بدلا من الزحف إلى عيادته بالقاهرة، وليقدم نموذجا في الخلق الطيب والسلوك الأمثل للطبيب الذي نأمل أن نراه مجددا، وليؤكد للجميع أن الطب ليس تجارة أو على الأقل هو ليس كذلك عند الكثيرين ممن نحترمهم ونحبهم وينبغي أن نحترمهم ونحبهم!

واقرأ أيضا: اطردوا "السراج" من الجامعة العربية اولا!

ألف مبروك للدكتور جمال شعبان كل هذا الخير الذي يصنعه.. ومبروك مرور الأسابيع والأشهر ولا حس ولا خبر عما ردده البعض -من الظواهر الصوتية- ضده.. وسيبقى لا حس ولا خبر إلا للخير الذي يقدم والسيرة الحسنة التي تتقي الله وتحتضن البسطاء الموجوعين وتغيث كل ملهوف يعاني ويئن ويشكو!

مبروك للدكتور جمال شعبان..

الجريدة الرسمية