رئيس التحرير
عصام كامل

الشيطانة تشمت في الطيب!


كتبنا المقال وأعدنا كتابته.. كان نصف المقال عن رأي الدين في الشماتة في الآخرين لأي سبب، وتعاليم الدين عن جلال الموت والآخرة التي هي كلها في علمه وحده.. لكننا قلنا إن الإخوان وخدمهم وعملاء المخابرات الأجنبية لا علاقة لهم بهذا الكلام أصلا.. وليسوا من المخاطبين به وإلا ما كانوا على الدوام من الشامتين... وكأنهم مخلدون لا نهاية ولا آخرة لهم.. وكأنهم اطلعوا الغيب وأدركوا أنهم في الجنة!! وكأن موتاهم حصلوا على أمارات العفو والمغفرة من الله!!


مثل هؤلاء.. "آيات عرابي" وغيرها.. خارج دائرة الإنسانية والبشرية كلها.. لا يجدي معهم إلا الصفع بكل ما نملك.. هنا في مقال وعلى صفحتها من المتابعين.. وبكل وسيلة ممكنة.. فلا دين ولا أدب ولا أخلاق ولا دم ولا أي شيء على الإطلاق اللهم إلا الجربعة على أصولها والانحراف النفسي كما ينبغي أن يكون..

على النقيض تماما.. يقف "شعبان عبد الرحيم" -وكان جار في الشارع سابقا هو ولاعب كرة شهير جدا- بطيبته وبساطته وروحه المنطلقة في كل اتجاه.. حتى ظنناه يمزح أن رأيناه مهموما واعتقدنا أنه يدبر لشيء ما.. وكان سرعان ما يكون عند حسن الظن وينسي همومه التي ضبطناه عليها ليشعل الجو مرحا وضحكا وودا وحبا..

لم نره في سوء، ولم يصدر منه أي سوء إلا ضد إسرائيل وحلفاء إسرائيل في الظاهر والباطن، وأولهم الإخوان و"آيات"!!

كان "شعبان" محل سخرية من الجميع.. وهذا "الجميع" أمس كان على موعد مع الحزن.. بعضهم يكفر عن سيئاته.. فخبر موته كان صادما.. ويبقى عنه ويبقى منهم "شعبان" الجميل.. الذي تماهي مع قضايا وطنه.. مصريا وعربيا مخلصا شجاعا.. هاجم إسرائيل فكشف عن زيف السلام ووهم الحاجز النفسي.. وهاجم "شارون" وغني العرب خلفه.. ومدح "عمرو موسى" فتسبب في إسراع في التخلص منه..

ولكنه في كل الأحوال ملأ الدنيا ضجيجا.. سلبا وإيجابا حسب موقف كل أحد من فنه.. لكن لن تجد كلمة واحدة خادشة أو تخجل أن تسمعها أمام أحد أو تخشي على اسرتك أن يسمعوه.. بينما قطاع "المستنخبين" لا تتوقف ألسنتهم عن خدش الحياء وقلة الأدب بحجة الحرية وحق التعبير عن النفس.. ليل نهار!

يبقى "شعبان" في ضمير أمته العربية كلها.. أحبوه واحترموه وشاء القدر أن تكون آخر حفلاته في دولة شقيقة.. بينما تبقى "آيات" وأمثالها في رعاية الأجهزة إياها.. ملعونة من أمتها ومن بلد كانت تحمل جنسيته!

الحمد لله الذي يجعل القدر يجمع الإخوان مع إسرائيل في كل المواقف.. يحتلفون معا سنويا بنكسة 67، ويعتبرون معا حرب 56 هزيمة لمصر، ومعهم عدد من جرابيع الكتابة في بلادنا.. ومواقفهم واحدة في سوريا وليبيا وأخيرا شماتة في إنسان لبي نداء ربه!
رحم الله "شعبان عبد الرحيم"..
الجريدة الرسمية