رئيس التحرير
عصام كامل

عفاف راضى: أستغرب من التعتيم على أعمالي.. وأفكر في «دويتو» غنائى مع ابنتى قريبا

فيتو


  • ألحان بليغ حمدى وتوصية «عبد الناصر» أول خطوة في طريق نجاحى
  • لا أرحب بتجسيد قصة حياتى في عمل فنى
  • أسلوبي الخاص في الغناء أثار رغبة بليغ حمدي في التعاون معي
  • «ردوا السلام» سبب نجاحى وسط العمالقة أم كلثوم و«عبد الحليم»
  • إعجاب «العندليب» بصوتي وراء انضمامي لـ«صوت الفن»
  • تجربتي مع عمار الشريعي وسيد حجاب جميلة ومتميزة جدا
  • فضلت التركيز في الغناء والابتعاد عن التمثيل
  • ابنتى مي كمال امتداد لمشواري الغنائي
  • هذا سبب غيابي عن السينما بعد نجاح «مولد يا دنيا»
  • لا أعرف سببا لغيرة «الشحرورة » منى.. وقرار رفضها القدوم إلى مصر أواخر السبعينيات لا دخل لى فيه
  • أحضر لحفل غنائي في القاهرة وتصوير عدد من الأغاني الجديدة الفترة المقبلة
  • برحيل بليغ حمدي والموجي والطويل حدث فراغ وهزة في الألحان ومستوي الكلمات
  • الأصوات السيئة أصبحت سائدة بشكل مستفز
  • أقضي معظم ساعات النهار على السوشيال ميديا.. وسعيدة بتفاعل الجمهور مع أغنياتى وأعمالى الفنية

«موهبة متألقة.. مناخ فنى يحتفى بالموهوبين.. وكبار يمدون العون لكل من يريد الصعود».. ثلاثية يمكن القول إنها تلخص حياة الفنانة القديرة عفاف راضى، فـ«الصوت الحنون الدافئ» سرعان ما شق طريقه وسط عمالقة «الغُنا» في مصر المحروسة، أمثال سيدة الغناء العربى، أم كلثوم، والعندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ، محروسًا بألحان واحد من أبرز الملحنين في تاريخ الفن المصرى، الراحل بليغ حمدى، الذي يمكن وصفه بـ«السطر الأول» في حكاية المطربة القديرة عفاف راضى.
عمالقة الفن لم يكونوا فقط هم الذين آمنوا بـ«صوتها»، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هو الآخر، لعب دورًا في صعود المطربة عفاف راضى، بعدما أصدر توجيهات واضحة وصارمة بضرورة منحها الفرصة كاملة، وتذليل كل العقبات التي تواجهها في رحلتها الفنية.
عفاف راضى التي لمع صوتها منذ أوائل السبعينيات، ونجحت في الحصول على مكانة كبيرة داخل قلوب ملايين الناس في الوطن العربي الكبير، بعدما عبرت عنهم في أغانيها العاطفية والوطنية والدينية وحتى أغاني الأطفال التي قدمتها لأول مرة عربيا خلال تعاونها مع عمار الشريعي وسيد حجاب، اطلعتنا خلال حوارها الخاص معنا على ذكريات وكواليس مشوارها الفني، الذي قدمت خلاله عددا كبيرا من الأغاني العاطفية، الوطنية، الدينية، أغاني الأطفال والموشحات، إلى جانب المسرحيات الاستعراضية ومسرحيات الأوبرا والمسلسلات وفيلم «مولد يا دنيا»، وتكشف لنا ذكرياتها مع العندليب، وكبار الملحنين بليغ حمدى، محمد الموجى، عمار الشريعى، كمال الطويل، منير مراد، كما تكشف حقيقة غيرة الفنانة اللبنانية الراحلة «صباح» منها، والكثير من الأسرار والآراء.. فإلى نص الحوار:

بداية.. من الأوبرا والغناء الأوبرالى إلى الغناء الشرقى.. كيف استطعت التوفيق بين هذا وذاك؟
كنت أجمع خلال دراستي بين الغناء الأوبرالي الغربي وبين الغناء الشرقي، ولم يكن الأمر صعبًا علىّ في احتراف الطرب العربي بكل تفاصيله وأسلوبه.

الموسيقار الراحل بليغ حمدي قيمة فنية كبيرة..حدثينا ما الذي أثار رغبة الموسيقار للتعاون معكِ؟
كان معجبًا بصوتىّ وأسلوبىَ في الغناء، وخلال أول جلسة جمعتنا سويًا وعدني بأن يقدم لي كل ما يليق بإمكانيات صوتي، وأن يفتح المجال أمامي بالمشاركة في جميع الحفلات الغنائية الكبيرة، وكان أول لحن أهداه لي «ردوا السلام»، وفي الحقيقة خلال تجربته معىّ كان يبحث عن ألحان مميزة ومختلفة، تمكنني من الظهور وسط العمالقة أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة ووردة الجزائرية وشادية.

ما هي ألحان بليغ حمدي التي يمكن القول إنها الأقرب إلى قلبك؟
قدم لي العديد من الألحان المميزة والمتنوعة، ومنها الرومانسي مثل «لمين يا قمر» و«لما يهل المسا»، وقدم لي اللون الشعبي مثل «هوا يا هوا»، واللون الطربي الخالص «وحدى قاعدة في البيت»،و«راح وقالوا راح»، و«جرحتني عيونه السودة»، كما قدم لي الوطني.

ارتبط نجاحك ببليغ حمدي..ألم يشعرك هذا الأمر بالضيق لا سيما وأنك امتلكتِ صوتا غنائيا يليق بكِ؟
لم أشعر للحظة بضيق أو غضاضة، كونه قدم لي العديد من الأعمال الناجحة، التي لا يزال يتغني بها المطربون الجدد، وما أزال أحرص على غنائها في حفلاتي، وباختصار: «ألحان عايشة وجميلة، فكيف تغضبني أو تصيبني بالضيق، فهي علامات فنية مشرقة».

إذن.. هل يمكننا القول إن نجاحك كان مقترنًا فقط ببليغ حمدي؟
بفضل الله لم أنجح فقط مع بليغ حمدي، لكن حققت نجاحات قوية مع عدد من الملحنين الآخرين مثل محمد الطويل الذي قدم لي معظم أعمالي الوطني مثل «الباقي هو الشعب»، ويأتي محمد الموجي في المرتبة الثانية لأكثر أعمالي بعد بليغ ومنها «يهديك يرضيك»، و«عوج الطاقية» إلى جانب الأدعية والأغاني الوطنية، كما قدم لي الموسيقار الراحل عمار الشريعي عددا من الألحان المميزة مثل «بتسأل يا حبيبي»، «هو الطريق»، وأغاني الأطفال، وقدم لي منير مراد «ابعد يا حب»، لذلك الحمد لله نجحت مع بليغ حمدي، وأكملت نجاحي مع ملحنين آخرين كبار.

ماذا عن ذكرياتك لأول حفل قدمك من خلال بليغ حمدي؟
بعدما تبني صوتي، قدمني في حفل أضواء المدينة بالإسكندرية 1970 مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وقدمت خلال الحفل أغنية «ردوا السلام»، حينها قاد بليغ حمدي الأوركسترا بنفسه، وفي اليوم التالي كانت الحفلة «مسمعة في كل حتة وحققت لي نجاحا كبيرا ».

هل عبر لكِ العندليب خلال الحفل عن رأيه في صوتك؟
بالتأكيد كان معجبًا بحجم موهبتي، حتى أنني انضممت بعد الحفل إلى شركته وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «صوت الفن»، وشاركت في كل حفلات العندليب داخل وخارج مصر منذ ظهورى حتى وفاته.

خلال إحدي الصور التي أهديتينا إياها..يظهر العندليب بجوارك في حالة صحية صعبة..حدثينا عن حكاية الصورة؟
بنبرة حزينة: «نفتقد دائمًا روح الفنان عبد الحليم حافظ.. وفي هذه الصورة ظهرت مع حليم خلال كواليس إحدي حفلاتي الأخيرة معه، وأتذكر أنه كان شديد المرض، وكنت قلقة للغاية عليه، وكنت أرغب في إقناعه بعدم الغناء خوفًا على صحته، إلا أنه كان صامدًا ليظهر بعدها لجمهوره في قمة حضوره الفنى».

وماذا عن تجربتك مع الشاعر سيد حجاب والموسيقار عمار الشريعي؟
كانت تجربة جميلة ومتميزة جدا، وقدمت خلال تعاوني معهما أول شريط غنائي للأطفال في الوطن العربي، وحينها كنا مترددين في تقديمه، خوفًا من فشله وعدم تحقيقه الإيرادات المتوقعة، حيث إن فكرة عمل شريط كامل للأطفال كانت جديدة من نوعها، ولم تحدث من قبل، وحقق الشريط الأول نجاحا هائلا وفظيعا حتى هذه اللحظة، الأمر الذي دفعنا لتقديم شريط غنائي ثان للأطفال، وكانت تجربة أغاني الأطفال رائعة، وأحمد الله أنها لا تزال «عايشة» حتى الآن، وبعد ذلك قدمنا شريطا غنائيا عاطفيا، ومن بين أغانيه أغنية «بتسأل يا حبيبي».

بالحديث عن «بتسأل يا حبيبى».. ما الذي تمثله لكِ هذه الأغنية؟
أغنية جميلة ومتكاملة وقيمة، وتحمل إحساسا مميزًا وخاصًا، ولحنا جيدا، وطربا حقيقيا، وكلمات رائعة.

وكيف كانت تجربتك مع الموسيقار محمد الموجي؟
كان لي معه مشوار طويل، وقدمت معه «طير يا حمام الدوح»، «عوج الطاقية»، «يهديك يرضيك»، وعددا من الأغاني الوطنية عن سيناء والقناة، كما قدمت معه 15 دعاء دينيا في إذاعة «صوت العرب»، وشعرت معه بتميز ألحانه وتفردها، وكان يمتلك لونا مختلفا عن غيره.

حدثينا عن الملحن صاحب البصمة المؤثرة في مشوارك الغنائي؟
عملت مع عدد من العمالقة، وكل منهم له لونه وأغانيه الناجحة التي لا يمكن فصلها عن مشواري الفني، فبليغ حمدي قدم لي العديد من الألحان الناجحة وعددا من تترات المسلسلات، وقدم لي عددا كبيرا من الأغاني، وكل أغنية أحلى من الأخري وفي مختلف الألوان، لذلك أعتبره صاحب البصمة الأهم خلال مشواري، ثم يأتي بعده محمد الموجي، وعمار الشريعي، ومحمد الطويل.

جمعتك أيضا العديد من الأغاني مع الشاعر عبدالرحيم منصور.. برأيك ما سبب تعرضه لما يمكن وصفه بـ«الظلم الإعلامي»؟
عبد الرحيم منصور كان شاعرًا مهما، خاصة أن معظم إنتاجه كان ألحان بليغ حمدي، وكانت كلماته لها بصمة ووجودا مهما في نجاحاتي، وكتب لي «لمين يا قمر»، «عطاشي»، «تساهيل»، «عدي عدي»، «يا قمر حالك من حالي»، «دوري بينا».

بخلاف الملحنين الذين تعاونت معهم..هل تمنيت التعاون مع موسيقار اآخر لكن الظروف حالت دون تحقق ذلك؟
عملت مع الجميع، لكن كانت أعمالي قليلة مع حلمي بكر ومحمد سلطان وسيد مكاوي.

هل هناك سبب معين لقلة أعمالك معهم؟
لا يوجد سبب على الإطلاق، سوي أنني كنت أميل لألحان بليغ حمدي ومحمد الموجي بشكل أكثر.

كانت لكِ تجربة سينمائية وحيدة «مولد يا دنيا»، وحققت نجاحًا ساحقًا مع الفنان محمود ياسين..ما سبب عدم تكرار التجربة والاشتراك في عدد من الأفلام الأخري؟
خلال هذه الفترة لم يقدم لي عمل في حجم ومستوي فيلم «مولد يا دنيا»، لذلك فضلت التركيز في الغناء والابتعاد عن التمثيل.

بصراحة.. هل كان الخلاف حول الأجر سببًا في عدم اشتراكك في فيلمك الثاني من إنتاج «صوت الفن»؟
لم يكن هنالك خلاف متعلق بالنواحي المادية، ولكن الأمر كان يتعلق بنوع الأدوار التي عرضت علىّ ولم تنل إعجابي؛ كونها دون المستوي.

هل تمنيتِ أن تكون لكِ مشاركات سينمائية أخرى؟
بالفعل كنت أتمني دخول عالم التمثيل من أوسع أبوابه، ولكن كل الأدوار التي قدمت لي لم تكن على نفس مستوى «مولد يا دنيا».

برأيك هل تساهم السينما في بزوغ نجومية المطرب؟
بكل تأكيد؛ لأن السينما هي أكثر فن باق، فالحفلات لايراها الناس كثيرا، وبمرور الزمن لا يجد الفنان الحفلات التي قدمها، كما أن المسرح لا يأخذ حقه، ولكن السينما تعيش أكثر، وتؤرخ للفنان وتسانده جدا، وتعتبر نقطة مهمة في مشواره، وللأسف لم أكن محظوظة مع السينما.

وماذا عن مشاركاتك الغنائية في المسرح؟
عملت في المسرح بشكل أكبر من السينما، وقدمت 13 مسرحية، أبرزها «الشخص» مع الأخوين رحباني، و«على فين يا دوسة» إخراج سيد راضي، «دنيا البيانولا» مع محرم فؤاد وإخراج كرم مطاوع، و«ياسين ولدي»، ومسرحيتين للأطفال، ومسرحيتين أوبرا، وبشكل عام يمكننى القول إن تجربتى مع المسرح كانت جيدة، وقدمت فيها الكثير من الأعمال القيمة.

ماذا عن المطربين الذين تستلهمين منهم الخبرة والاستفادة؟
كل من سبقني في الغناء يعد مرجعا أتعلم وأنهل منه؛ لأنه لا توجد كتب تعليم لغناء الشرقي، ولكن الأمر يتناقل بين الأجيال من المواهب الغنائية، وكل مطرب ينقل عما سبقه في طريقة الأداء وأساليبه، وذلك يساهم في إثراء الحصيلة الفنية للمطرب، وفي الحقيقة تعلمت من العندليب وفايزة أحمد وفريد الأطرش وشادية، إلى جانب كوكب الشرق أم كلثوم.

وماذا عن الأصوات التي تحبين الاستماع لأغانيها؟
أحب الاستماع للرحبانية وفيروز ومحمد عبدالوهاب، ليلي مراد، كما أنني أحب دوما الاستماع للأغاني التي قدمتها.

ما المعيار الذين تلتزمين به في اختيارك للأغنية؟
«أنا من النوع اللي بغني الحاجة اللي بحبها والقريبة لقلبي، ومش أي حاجه بغنيها».

قدمتِ أكثر من 25 أغنية وطنية.. ماذا عن أكثر أغنية تعتزين بها؟
أعتز بجميع الأغاني التي قدمتها، ولكن أغنية «الباقي هو الشعب» ألحان محمد الطويل، لها معزة خاصة في قلبي.

حدثينا عن ذكرياتك مع هذه الأغنية؟
تم تسجيلها في يوم واحد فقط، وأتذكر أن الراحل الطويل اتصل بي من الاستوديو، وقبلها لم أغن له شيئًا، قال لي: «تعالي انزلي علشان فيه غنوة عايزك تغنيها دلوقتي، فقت له: إزاي يعني؟..لا حفظت حاجة، ولا شفت كلمات، ولا سمعت لحن؟»، وطلبت منه إرجاء الأمر لليوم التالي حتى سماع الأغنية، إلا أنه كان مصرًا:«لأ..انزلي بس وتعالى»، وعندما وصلت الاستوديو وجود الأوركسترا موجودة، وفرقة أحمد فؤاد حسن، وبدأ يحفظني الكلمات ويسمعني الألحان، بعد ذلك قال لي: «ياللا غني بقي انتى حفظتي أهو»، وبالفعل قمت بغنائها وخرجت الأغنية بشكل قوي.

بصراحة..هل تراجع العندليب عن تسجيل الأغنية خوفا من عواقب التفسير؟
لم أكن أعرف عن الأغنية شيئًا، وليس لدى علم برفض عبدالحليم حافظ تسجيلها، وليس لدى معلومة محددة أو دقيقة بخصوص الأقوال التي أثيرت حول الأغنية.

أغنية «الباقي هو الشعب» ليس لها وجود خلال المناسبات الوطنية سواء في الإذاعة أو التليفزيون..هل تعرضت الأغنية للمنع؟
الأغنية تم إذاعتها في البداية على استحياء، ثم تم وقف إذاعتها وعرضها لسبب سياسي.

برأيك..ما تفسيرك لعدم إذاعة أغانيكِ الوطنية؟
لا أعرف سببًا واضحًا حول ذلك، لكنى أستغرب لما يحدث معي، واندهش بإذاعة وعرض أغاني «تافهة» جدا تثير الضحك، ومنع الأعمال الجيدة لي ولمطربين كبار غيرى مثل عبدالحلبم حافظ وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، وفي السابق كانت تذاع أغانينا، ولكن حاليًا يتم التعتيم عليها، فقد كانت أعمالي الوطنية تذاع كل 10 دقائق، وفجأة تم التعتيم عليها بدون سبب ويسأل في ذلك المسئولون.

كيف كان تعامل الرئيس الراحل عبد الناصر مع بزوغ موهبتك الغنائية؟
إعجاب الزعيم الراحل بصوتي دفعه لتوجيه الإعلام إلى الاهتمام بي، باعتباري الصوت الغنائي القادم، وكانت رسالته:«اهتموا بهذا الصوت..مش عايزين بيروقراطية في التعامل مع الأصوات..عايزين مصر يبقي فيها أصوات جيدة».

كيف كان وقع إشادة«عبدالناصر» بصوتك؟
بالطبع كنت سعيدة للغاية بهذه الإشادة، خاصة أنها خرجت من رئيس عظيم مثل عبدالناصر، ودفعتني للتوهج وتقديم كل ما هو جيد.

يقال إن الفنان مشروع اقتصادي..هل كنتِ سعيدة بتعاونك مع شركة «صوت الفن»؟
بكل تأكيد، الشركة ساهمت في نجاحي، حيث إن كل الأغنيات التي قدمتها كانت تطبع أسطوانات وشرائط كاسيت وتباع في كل الأنحاء، ولم تقصر معي إطلاقا؛ لأن هذا العصر كان ثريا بالإنتاج، في حين أن هذا العصر لا يوجد به منتجون، والمطرب حاليًا يعاني من عدم وجود منتج ينتج أغانيه نتيجة الإنترنت، الذي تسبب في اختفاء الربح كحافز للإنتاج.

إذن.. هل قصرت الشركة في بزوغ نجمك في عالم التمثيل؟
لم تقصر فهي من أنتجت لي فيلم «مولد يا دنيا»، ولكن الظروف لم تتح لي الفرصة لتكرار التجربة.

هل ترحبين بتجسيد قصة حياتك في عمل سينمائي؟
عادة أعمال السير الذاتية للمشاهير أو الفنانين لا تعكس الصورة الحقيقية، وغالبًا ما تحمل قصصا مغلوطة جدًا، استنادًا لما يسمي بالحبكة الدرامية، ورواية قصص وحكايات لم تكن موجودة، لذلك نجد العمل خاليًا من الإخلاص في النقل، وبعيدًا عن عرض الحقيقة، لذلك لا أرغب في تقديم قصتي في أي عمل فني.

ماذا عن أغانيكِ التي حققت النجاح الأكبر من حيث الإيرادات وتفاعل الجمهور؟
لا أعرف عن الأرقام المالية التي تحققت تحديدًا؛ حيث إن شركة الإسطوانات هي التي كانت معنية بذلك، ولكن هناك أغاني حققت نجاحات قوية جدًا مثل «ردوا السلام»، «هوا يا هوا»، «وحدي قاعده في البيت»، و«بتسأل يا حبيبي».

هل تتذكرين أول أجر حصلتِ عليه؟
لم أكن مشغولة بالأجر أكثر من حب الناس للأعمال الغنائية التي أقدمها، ولكن الأجور كانت متدنية بالمقارنة بما يحصل عليها المطربون حاليا.

ذكرت الفنانة الراحلة صباح في حوار إذاعي أواخر السبعينيات أنها رفضت ومعظم المطربات المجيء إلى مصر بسبب عفاف راضي.. تعقيبك؟
لم أسمع عن هذا الحديث من قبل، ولكن ما أود قوله أنها كانت فنانة كبيرة، ولها منى كل تقدير، ولست مسئولة عن قرارها في حال حدث، ومصر بابها مفتوح للجميع، وليس لمطربة مثلى منع أحد مثل صباح.

إذن.. سبب غيرة صباح منكِ؟
لم نتقابل ولو لمرة واحدة، ولم يكن هناك مجال للحب أو الكراهية أو حتى الغيرة، ولم أرها يومًا.

هل تحول معظم الملحنين الكبار نحوك خلال هذه الفترة وراء غيرة صباح؟
«الناس دى كبيرة ودخلت عالم الفن والغناء قبل منى، وبينما كنت طفلة صغيرة كان لهن اسم كبير وقيمة فنية، فلم يكن هناك وجه للمقارنة».

كيف تنظرين لموهبة ابنتك مي كمال؟
لديها موهبة غنائية حقيقية، وصوت حلو ومميز، لكن للأسف في الفترة الحالية الأجواء ليست ملائمة للأصوات الجميلة بأن تكمل مشوارها، بجانب المطربين الكبار وأنا من بينهم، وما يحدث في المناخ الفني أمر لا يمكن تصوره؛ لذلك أشفق على المواهب الجديدة؛ لأن الطريق صعب، ولا يوجد إنتاج مثلما كان الحال في بداية مشواري، وتبني الجميع لصوتي ونشره في كل الأنحاء، والكل يعتمد على اتصالاته، كما أننى اعتبر «مى» امتدادا لمشواري الفني، وفوجئت أنها كانت تغني مع نفسها، ولو كنت أعرف حجم موهبتها الغنائية لكنت وجهتها مبكرًا للالتحاق بمعهد الموسيقي، فلم اكتشف صوتها إلا متأخرا، حينها وجهتها للحصول على الدروس الخصوصية بالأوبرا لتعلم الغناء الأوبرالي والمواد الموسيقية، وهي حاليا تجيد غناء الجاز، وغنت في مكتبة الإسكندرية، والجامعة الأمريكية، ولها عدة حفلات.

هل تفكرين في «دويتو» يجمعكما سويًا؟
«والله أتمني أن تحدث هذه اللحظة في المستقبل القريب».

هل نرى لك ظهورًا غنائيا في القريب العاجل؟
بالفعل حاليا استعد وأحضر لحفل غنائي في القاهرة، وتسجيل وتصوير عدد من الأغاني الجديدة الفترة المقبلة.

كيف ترين عودتك للغناء عبر بوابة سوريا بعد فترة غياب قاربت على الـ7 سنوات؟
لم أنقطع عن الغناء للحظة واحدة، لكن الأضواء لم تكن مصلتة علىّ، والظروف المناسبة دعمت حفلي الأخير في سوريا، ولا يمكنني التأخر عن بلد عزيز على قلبي عندما تقدم لي الدعوة لإقامة أي حفل هناك.

كيف ترين حال الغناء الآن؟
برحيل العمالقة بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل بتأثيرهم الكبير في الحياة الفنية وعلاماتهم المضيئة، حدث فراغ وهزة في الألحان ومستوي الكلمات، إلى جانب أنه حاليا كل من «هب ودب عايز يغني»، وهناك أصوات مؤدية تحاول فرض نفسها من خلال الفيديو كليب، وأصبحت الأغنية مرئية وليست مسموعة، ومعظم المتواجدين على الساحة يهتمون بـ«الشو» الذي يخطف الأنظار متجاهلين الاآذان الطربية، والبعض لا يمتلك إمكانيات صوتية، ويريد فرض نفسه من خلال الـ«شو» والفيديو كليب للأغاني الشعبية والمهرجانات.

كيف تنظرين لظاهرة المهرجانات في مصر؟
بنبرة حزينة:«كل واحد عايز يكون مشهور بيقدم أي كلام وحاجات مؤقتة تنتهي بانتهاء الموسم، وينساها الناس».

وكيف تقيمين موقف نقابة المهن الموسيقية من مؤدي المهرجانات؟
منع هؤلاء من الغناء هو القرار الأكثر صوابًا، وللنقابة كل الحق في ذلك، طول عمرنا نعرف أن هناك لجان استماع في الإذاعة والتليفزيون وشركات الإنتاج والمصنفات، ولم يكن الأمر بشكل «سبهللة» وفوضوي مثلما يحدث الآن، فتنقية كل ما يقدم كان المتبع في الماضي، ووقفة النقابة أمر محمود؛ لأن الأصوات السيئة أصبحت هي السائدة بشكل مستفز، ومن المفترض أن يكون هناك دقة في إخراج الأصوات والاهتمام بالأصوات الجيدة، وعزل الدخلاء، والرقابة هي الحل لضبط الساحة الغنائية.

بعيدا عن الغناء..كيف يسير يوم عفاف راضي الإنسانة المصرية؟
حياتي عادية للغاية مثل أي امرأة مصرية بسيطة، وحاليا أعمل أستاذة في المعهد العالي للموسيقي "الكونسرفتوار" وأعطي دروسا للطلاب لمدة يومين أسبوعيا، وبقية الأيام أقضيها في المنزل أو مع الأصدقاء والسفر.

حدثينا عن علاقتك بالـ«سوشيال ميديا»؟
أصبحت مهمة جدًا، وأقضي معظم ساعات النهار على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وتسعدني ردود أفعال الناس على الأغاني الخاصة بي، وأشعر أنه لا يزال الناس يتذوقون الغناء الراقي، ويقدرون الفن الجيد.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية