رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب هولندي: احتجاجات إيران ظاهرها الغلاء وباطنها ضد النظام

الاحتجاجات في إيران
الاحتجاجات في إيران

سلط كاتب هولندي من أصول إيرانية، الضوء على الاحتجاجات التي اندلعت في إيران خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرًا إلى أنها في الظاهر ضد رفع أسعار البنزين وغلاء المعيشة بشكل عام، لكنها في الحقيقة موجهة ضد النظام نفسه.


وأشار أليكس فاتاناكا، في تقرير نشره معهد سياسات الشرق الأمريكي، إلى أن التظاهرات هذه المرة تختلف تمامًا عن موجات الاحتجاج أواخر عام 2017 وبداية عام 2018، والتي كان سببها الأساسي تصرفات الحرس الثوري الإيراني ضد النظام الرئاسي.

وأوضح أن الاحتجاجات الأخيرة لم تندلع بسبب سلوك الحرس الثوري أو أي مؤسسة متشددة في إيران بل هي ضد النظام نفسه، قائلًا :" في ظاهرها لا تبدو الاحتجاجات الأخيرة مختلفة عن سابقاتها عامي 2017 و2018، لكنها في الواقع مختلفة تمامًا والسلطات الإيرانية قلقة بشكل كبير".

وأضاف: ”من الواضح أن الاحتجاجات هذه المرة كانت تلقائية.. وللتذكير فإن المتظاهرين في السابق أطلقوا احتجاجاتهم الشعبية ضد جماعات متشددة معينة لعدة أيام قبل أن يحولوها ضد النظام نفسه.. أما الآن فإن المرشد الأعلى على خامنئي والنظام بأكمله هم الهدف الرئيسي للاحتجاجات منذ البداية“.

والمح الكاتب، إلى أن هذا يفسر سبب اجتماع النظام بسرعة لإظهار الوحدة لمواجهة تلك الاحتجاجات، وأن استخدام القوة في بداية المظاهرات من قبل قوات الأمن الإيراني، يشير إلى شعور عميق بالخوف داخل النظام، فيما اتخذ الحرس الثوري زمام المبادرة في مواجهة المتظاهرين.“

ولفت إلى أن هذه التطورات مجتمعة تشير إلى حشد نوع جديد من المعارضة السياسية في المجتمع للنظام الإيراني، والتي تصاعدت دون شك بسبب العقوبات المؤلمة التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.

وقال: إن ”استخدام القوة المميتة وأشكال الإرهاب الأخرى تهدف بشكل أساس إلى تخويف الناس من الانضمام إلى الاحتجاجات.. وعلى الرغم من أن رفع أسعار البنزين كان شرارة الاحتجاجات الحالية، إلا أن الأسباب الجوهرية هي في الحقيقة أكثر عمقًا، وهي تتعلق بنظام لم يتبق له سوى القليل من الشرعية في عيون الشعب الإيراني“.
الجريدة الرسمية