رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شائعات عبر المواقع الاجتماعية


هذا المقال هو المساهمة رقم 111 في جريدة "فيتو" الغراء.. وطوال 110 مقالات سابقة كانت هذه المساحة مخصصة دائمًا لموضوعات تخص الشأن العام، ولكن اليوم بمثابة استثناء حيث يختلط العام بالخاص قليلًا.


قبل ساعات من كتابة المقال كنت في طريقي للمكتب عندما أخبرني سائق التاكسي بأنه سيطلعني على سر ثم أخفض صوته ليشعرني بأهمية حديثه وخطورته وعندما أحس أنني على أهبة الاستعداد لحسن الاستماع أخبرني أن إحدى الشركات العاملة في خدمات النقل التشاركي تحارب التاكسي بدعم من الحكومة لأن صاحب هذه الشركة مسئول كبير بالدولة.. وعندما سألته عن مصدر المعلومة خاصة أن هذه الشركة معلوم أنها شركة عالمية ولا تقتصر خدماتها على مصر فحسب أخبرني بمنتهى الثقة أن كلامه صحيح بلا جدال، حيث قرأه على موقع فيس بوك!

تحدث الرجل بثقة رغم أن مصدره لا يعدو أن يكون تدوينة قرر أن يختلقها أحدهم عبر صفحته لتصبح مجرد شائعة أخرى مثلما اعتاد البعض أن يخلط جانب من الحقيقة مع الكثير من الأكاذيب والمبالغات المثيرة.

وقد باتت قضية انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة هاجس يزعج العديد من الجهات، الخاصة والعامة، التي تتضرر صورتها الذهنية نتيجة انتشار الأكاذيب حولها وأصبحت مكاتبها الإعلامية في سباق دائم لنفي الشائعات ومحاولة تصحيح صورتها، وهو الأمر الذي يحتم وجود إستراتيجية للتعامل مع هذه الشائعات بجانب الاهتمام بصناعة محتوى قادر على بناء الوعي وجذب الجمهور.. أما على مستوى الدولة بأكملها فإنني أرى ضرورة العمل على أن يصبح لدينا إستراتيجية عامة لإدارة صورة الدولة المصرية، داخليًا وخارجيًا، عبر المواقع الاجتماعية.

من أجل مناقشة قضية الشائعات تنطلق النسخة الأولى من مؤتمر وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان (الشائعات.. كيف تُصنع.. وسبل المواجهة).. حيث يناقش المؤتمر هذه القضية التي تتسبب في تأثيرات سلبية على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

وخلال جلسات المؤتمر يتحدث خبراء في الإعلام والثقافة بالإضافة إلى أساتذة في علم النفس والاجتماع بجانب ممثلين عن المؤسسات الدينية وشخصيات عامة وخبراء في إدارة المواقع الاجتماعية، حيث يهدف الجميع لمشاركة خبراته من زاوية تخصصه بهدف الوصول إلى فهم كاف لأسباب صناعة هذه الشائعات مع إيجاد صيغة علمية وإعلامية للتصدي لها.
Advertisements
الجريدة الرسمية