رئيس التحرير
عصام كامل

"نموذجان للكفاء".. محمد صلاح! (2)


أما "محمد صلاح" اللاعب العالمي الفذ سفير العرب والمسلمين في أوروبا هو نموذج أيضًا للكفاءة التي شقت طريقها للنجاح في الخارج باقتدار، بعد أن انسدت أمامه في الداخل كافة الفرص لاكتشاف موهبته بفضل أعداء النجاح والإبداع.


لم ييأس "محمد صلاح" النجم الموهوب البسيط ابن الغربية فقد شق طريقه نحو النجاح وسط ظروف بالغة الصعوبة منذ البدايات حتى صار بين كبار أساطين اللعبة في العالم.. فمن كان يتصور أن ابن بسيون الذي عز عليه الالتحاق بنادي الزمالك يومًا قد أصبح من أفضل عشرة وربما ثلاثة لاعبين في العالم في السنوات الثلاث الأخيرة..

اجتهد "صلاح" الذي لم يكمل تعليمه الجامعي في مصر، وتعلم أكثر من لغة أجنبية حتى أتقنها وصار من المتحدثين بها ببراعة وكأنه أحد خريجي أكسفورد أو السوربون فهو يتحدث الإنجليزية والإيطالية بطلاقة، ويقرأ كثيرًا كافة الإصدارات الجديدة على مستوى العالم..

كما أن كفاءته وموهبته وحسن أخلاقه ومهاراته العديدة كانت كلمة المرور لنجاح عظيم حتى بات "صلاح" قدوة لكثير من الشباب ليس في مصر والأمة العربية وحدها بل للأجانب أيضًا.

"صلاح" حقق شهرته بفضل ما عاش فيه من أجواء تخلو من فساد الواسطة والمحسوبية والشللية والمجاملة منذ أن التقطته العين الخبيرة في الخارج لتجعل منه أسطورة في كرة القدم العالمية.. ليصبح واحدًا من صناع السعادة لجمهور ليفربول والجمهور المصري والعربي على السواء.

وهكذا تتكرر قصص النجاح في الخارج لمصريين أفذاذ حفروا أسماءهم بأحرف من نور في سجل الإنجازات البشرية نذكر منهم العلماء الدكاترة "فاروق الباز" و"مصطفى كامل السيد" و"مجدي يعقوب" وغيرهم من النوابغ الذين رفعوا راية مصر وصنعوا أملًا عريضًا، يؤكد أن المصري قادر على صنع المعجزات متى توفرت الإرادة والظروف المحفزة للنجاح.. هؤلاء هم القدوة الحقيقية لشبابنا إن أردنا تحقيق النهضة وبناء الإنسان الواعي والمواطن الصالح.. فالبشر قبل الحجر دائمًا.
الجريدة الرسمية