رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشرف والشهامة والعلم.. المنوفية تقدم 3 شهداء في أسبوع (صور)

فيتو

زلزال ليس للطبيعة يد فيه، وإجرام غير معتاد، أحدثا حالة من الغضب العارم بين أهالي سكان المنوفية، ليمر أسبوع غير تقليدى متخم بالأحداث وموحد لمطالبات الأهالي بالقصاص العادل.


شهيدة الشرف
قبل ساعات من مقتل محمود البنا ارتكب شاب آخر جريمة لم تكن أقل بشاعة ولا أخف وقعًا مما فعله راجح، حيث أقدم شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره على قتل سيدة لا لذنب ارتكبته أو جُرم فعلته ولكن لأنها رفضت أن تسلمه نفسها.

كذئب وقعت عيناه على فريسة رآها داخل منزل تحت الإنشاء بعيدًا عن أعين الناس فهم بها محاولًا اغتصابها لكنها أبت رافضة كافة محاولاته والاستسلام لرغبته في افتراسها وحتى وإن كانت حياتها وجنينها ثمنًا لذلك.

لم يعد إلى صوابه عندما هددته بالبوح بما كان يريد أن يفعله لكنه قرر التخلص منها وقتلها ظنًا منه أنه بذلك قد ينجو من افتضاح أمره بين أقرانه وعائلته.

تحريات المباحث الجنائية بمديرية أمن المنوفية قادت المحققين لمرتكب الواقعة "أ. م. ف. خ"، 17 سنة، وأمام النيابة اعترف بما ارتكبه من جرم مستخدمًا في ذلك "شنبر حديد" أصابها بها بجرح في الرقبة ثم بحجر على رأسها لتسقط جثة هامدة، لتقرر النيابة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

شهيد الشهامة
لم يختلف على أخلاقه أحد، أراد أن يغير منكرًا ولو بأضعف الإيمان ففقد حياته، تحلى بالشهامة مدافعًا عن فتاة ليسقط قتيلًا في أحد شوارع مدينة تلا في وضح النهار وأمام أعين الناس.

قبل أشهر توفى أحد أصدقائه ليردد "نفسى كنت أكون مكانه" ليلحق به سريعًا تاركًا الحزن والأسى يملآن قلوب المصريين كافة ليتوحد الجميع على مطلب رئيسي بالقصاص العادل من القتلة وإعداهم ليكونوا عبرة للجميع.

لم يخش من ردة فعل المتحرشين بالفتاة فقط قرر أن يدافع عنها حتى وإن كان الدفاع مجرد كلمات خطها بيده على حالته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك مشبهًا إياهم بالبنات بسبب ما قاموا به مع الفتاة.

مباشرة تلقى تهديدًا بأن يصبح عبرة أمام الناس على قارعة الطريق تملكه القلق قليلًا لكن شجاعته تغلبت عليه وبمجرد أن نزل من منزله أوقفوه ليعتدوا عليه حاول الهرب بعد أن أشهر "راجح" المطواة في وجهه لكنه لم يتمكن من ذلك.

لحق به القاتل مسرعًا ووجه له الطعنات ليصاب بطعنة قاتلة في فخذه الأيسر سببت له نزيفًا حادًا وأوردته جثة هامدة في الحال ليسقط شهيدًا للشهامة ويصبح رمزًا نبيلًا لجيل بأكمله يفتقد للقدوة والنموذج النقى.

برباطة جأش نحى أصدقاؤه حزنهم جانبًا ليقفوا مطالبين بالقصاص العادل عازمين النية على إعادة حقه المسلوب في الحياة، ليثبتوا للدنيا بأسرها أن دماء الشهامة لا تسيل هباءً أو تذهب سدى.

شهيد العلم
"هنموت في الفصل" نبوءة تنبأ بها محمد أبو على أحد معلمى مدرسة المساعى بمدينة تلا، لكنها ربما كانت أمنية تمناها في جوف ليل فصعدت دون أن يعترضها أحد ليكتب لها أن تصبح حقيقة.

أخلاق النبلاء وقلوب الأنقياء كانت صفاته حسبما أكد جميع أصدقائه، فالمدرسة التي كان الذهاب إليها يسبب شيئًا من السعادة أصبح أمرًا ثقيلًا على قلوب من خالطوه عن قرب ورأوا بأم أعينهم مواقفه الإنسانية التي لا تعد.

دموعه كانت حاضرة عقب وفاة ابن مدينته شهيد الشهامة محمود البنا، وشاهدة على حزنه العميق من الواقعة المؤسفة، عندما طلبوا منه أن يلقى كلمة للتلاميذ في طابور الصباح راثيًا شهيدًا مات عقابًا لشهامته.

رفض أن يبقى في المدرسة دون عمل مراعاة لظروفه الصحية حيث كان يعانى من مرض بالقلب وأصر أن يقوم بالتدريس لتلاميذه وحتى وإن كان ذلك سيؤثر على صحته وقد يودى بحياته سريعًا.

توفي داخل فصله.. حكاية شهيد العلم بالمنوفية (صور)

عاش مسالمًا فكان آخر ما ألقاه على الناس "السلام عليكم"، لم يكن يقولها في تلك المرة ترحيبًا لكنه قالها وداعًا، ثم جثا على ركبتيه ناطقًا الشهادتين مسلما روحه لبارئها ليرحل تاركًا حزنا سيطول بقاؤه ودموعًا لن تنتهى.
Advertisements
الجريدة الرسمية