رئيس التحرير
عصام كامل

حالة انتظار!


أي قرار يحتاج لأن يكون مؤثرا أن تتوفر له عدة شروط من بينها توقيت صدور هذا القرار.. فإن التوقيت شرط شديد الأهمية لنجاح أي قرار وتحقيق المطلوب من إصداره.. وإذا كان لا يجب أن يتم استعجال اتخاذ قرار قبل توفر القدرة على تنفيذه، وقبول الناس المعنيين به، فإن تأخير إصدار هذا القرار من شأنه تبديد الكثير من النتائج التي يستهدفها هذا القرار وتقليل التأثير المنشود به، خاصة إذا كان ثمة ترقب وانتظار لمثل هذه القرارات من قبل قطاعات واسعة من الرأى العام وعموم الناس، ولم يكن هناك تفهم لمبررات أو مسببات هذا التأخير.


وتعالوا نتذكر الظروف الصعبة التي مرت بها مصر في بداية السبعينات بعد رحيل جمال عبدالناصر.. لقد كان كل المصريين ينتظرون على أحر من الجمر إعلان الحرب لتحرير الأرض واستعادة الكرامة وإزالة كل آثار هزيمة يونيو.. لذلك ظل الشارع يغلى طوال أعوام ثلاثة، ولم تتوقف مظاهرات الشباب والطلاب المطالبة بالحرب.. بينما كانت القيادة السياسية تحتاج لوقت لاستكمال الاستعداد والتجهيز لهذه الحرب، دون أن تحيط الرأى العام علما بذلك، ولذلك ثارت الشكوك في أننا سوف نحارب فعلا، وهى الشكوك التي استغلتها القيادة السياسية والعسكرية في تضليل العدو ومفاجأته فيما بعد بالعبور العظيم.

ولذلك إذا كان ثمة ترقب وانتطار لدى الرأى العام لاتخاذ خطوات وإجراءات لتحقيق إصلاح سياسي، مع إصلاح الآثار الجانبية للإصلاح الإقتصادى، فإنها لا يجب ألا يطول الانتظار به طويلا.. الرأى العام يحتاج أما لهذه القرارات التي ينتظرها، أو لمن يقول ويشرح له لماذا يحتاج لإصدار مثل هذه القرارات لمزيد من الوقت.

الجريدة الرسمية