رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكرى ميلاده.. كيف غيرت جريمة قتل حياة بليغ حمدي؟

الملحن بليغ حمدى
الملحن بليغ حمدى

في مثل هذا اليوم، 7 أكتوبر، ولد أحد الملحنين الأفذاذ في تاريخ الفن المصري، وأكثرهم إبداعًا وتميزًا، الملحن الذي سكن القلوب بإحساسه المرهف وبساطته، بليغ حمدي، الموهوب الذي احتل مكانة مميزة وتربع على عرش التلحين في جيله.


عشق بليغ حمدي الموسيقي منذ نعومة أظفاره، وبرزت موهبته فقابل والده هذه الموهبة بتعليمه آلة العود، وشجعه على دراسة أصول الموسيقي الشرقية، وحينما أصبح شابًا فضل أن يلتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي، وذلك إلى جانب دراسته للحقوق، ومع مرور الوقت تمكنت موسيقاه الرشيقة من أن تحجز له مكانة خاصة بين الموسيقيين من جيله، ولحن بليغ أغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم، على رأسها "حب إيه"، و"أنساك"، و"بعيد عنك"، و"فات الميعاد"، "وألف ليلة وليلة"، كما تعاون بليغ مع "حليم" وقدم معه نخبة من أجمل أغنياته مثل "عدى النهار"، و"موعود"، وتألق بليغ مع نجوم آخرين أمثال شادية وصباح، وميادة الحناوى ومحمد رشدى، وغيرهم.

أنساك ده كلام.. رحلة بليغ حمدي ووردة الجزائرية من الحب للفراق (صور)

وبالرغم من هذا النجاح الفني اللافت، فإن عام 1984 كان عامًا فارقًا في حياته، حيث تحولت حياة بليغ حمدى كليًا، بعدما شهدت شقته حادثًا كان سببًا في تغير مسيرة بليغ في الحياة، حينما تم العثور على جثمان فنانة مغربية تُدعى سميرة مليان بحديقة منزل بليغ، وفى كتاب نشرته ابنة سميرة، أكدت أن والدتها كانت مع أحد المنتجين تتسكع معه في الزمالك، وبالقرب من بيت بليغ، انتهز المنتج الفرصة وجعل سميرة تصعد معه إلى بيت بليغ الذي كان بمنزلة مضيفة للفنانين من المصريين والعرب، وكان حينها بالفعل يقيم بليغ حفلًا ساهرًا لأصدقائه، وغنت سميرة مليان بعض الوقت، ولكن بليغ كان مجهدًا فاستأذن من الحضور ودخل غرفته لينام، واستيقظ بعد ساعات على صوت صراخ ليجد سميرة ملقاة في حديقة منزله عارية تمامًا، وتناثرت أقاويل عدة حول انتحارها، بينما غادر المنتج الذي كان يصحبها مصر بعد فراره بمجرد سقوطها.

وبعد اكتشاف هذا الحادث أحيط بليغ بالكثير من الاتهامات، وترددت حوله الشائعات، واتهم بتهمة تسهيل الدعارة، وتم الحكم عليه بسنة مع الشغل، فما كان منه إلا أن سافر إلى مدينة النور باريس، حيث قضى بها سنوات عدة، وكانت هذه هي أسوأ سنوات حياته، ولكنه وبالرغم من هذا البعد وبالرغم من ما شهده في وطنه إلا أنه كان يشعر بحنين جارف إلى مصر، التي لم يعد إليها حتى صدور حكم ببراءته عام 1989.

وبعد عودته إلى الوطن لم يعد بليغ إلى الفن وعالمه، فقد ألزمه المرض الفراش، وفى سبتمبر 1993، رحل بليغ عن عمر 62 عاما. بينما عاشت ألحانه إلى اليوم، وبالتأكيد ستعيش لسنوات وسنوات قادمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية